الحقيبة المدرسية عبء ثقيل على أولياء الأمور وخطر صحي على الطلاب -
مواطنون: التجار يتلاعبون بالأسعار على حساب الأسر متوسطة الدخل -
تحقيق: خلود الفزارية :
أنهى معظم الطلاب شراءهم مستلزمات الدراسة من حقائب مدرسية وقرطاسية بسعادة للالتحاق بالعام الدراسي الجديد، إلا أن سعادتهم أرهقت كاهل أولياء أمورهم، فالمصاريف ألقت بحملها على أكتافهم بدءا من شهر رمضان إلى مصاريف العيد وبعدها شراء المستلزمات الدراسية.
وارتفعت أسعار الحقائب وخاصة التي تحمل علامة تجارية ورسومات للأطفال بشكل لافت، حيث يبالغ التجار وأصحاب المكتبات بأسعار المستلزمات الدراسية نظرا لكون بداية العام الدراسي موسم شراء من قبل الطلاب وأولياء أمورهم.
وكلما زاد عدد الطلاب في البيت الواحد زاد الحمل على ولي الأمر الذي أصبح حائرا بين إرضاء أبنائه ودفع المصاريف التي تخطت إمكانياته وبين الديون التي تراكمت وخصوصا للأسر متوسطة الدخل، فما بالنا بالأسرة محدودة الدخل!!.
ومن جهة أخرى فإن الأمهات يطالبن إدارات المدارس بالتخفيف على الطلاب من خلال التقليل من عدد الدفاتر وتنظيم الجدول المدرسي بتقسيم الكتب على عدد أيام الأسبوع وفق جدول واضح ودقيق للحصص يتم الالتزام به في اليوم الدراسي.وقال عمر بن فيصل الجهضمي مدير عام المديرية العامة لخدمات المستهلكين ومراقبة السوق: تقوم الهيئة العامة لحماية المستهلك بمتابعة مؤشرات الأسعار ورصد أية زيادات قد تطرأ عليها واتخاذ ما يلزم تجاه أية زيادة تطرأ على الأسعار دون موافقة الهيئة.وأضاف: قامت الهيئة بإصدار القرار 12/2011 بشأن منع أية زيادة على أسعار السلع والخدمات حيث نظم هذا القرار الأسس التي من خلالها تتم دراسة طلبات رفع الأسعار وذلك للحد من أية تجاوزات أو استغلال من البعض في رفع الأسعار دون مبرر أو وجود زيادات في الأسعار غير مبنية على واقع صحيح.وأشار الجهضمي إلى أن فرق التفتيش وأخصائي ضبط السلع والخدمات مهام عملهم مراقبة الأسواق والتأكد من التزام المنشآت التجارية بالقرارات وبذلك فإن التفتيش لا يقتصر على سعر سلعة ما فقط وإنما على كافة الأسعار كما أن خدماتنا تمتد لمتابعة مدى الجودة وصلاحية السلع للاستخدام دون أن تسبب ضرر للمستهلك.غلاء مبالغ فيهوقالت فوزية الرئيسية واحدة من أولياء الأمور: يشتكي الناس من غلاء بشكل مبالغ فيه وهذا يرهق متوسطي الدخل فهم يذهبون لشراء نفس العلامة التجارية إلا أن الأسعار أصبحت مرتفعة جدا ويشترون من المحلات ولكن الحقائب لا تكمل شهرا حتى تتلف وهذا يشكل عبئا على ذوي الدخل المحدود. كما أن المكتبات أسعارها لا تطاق، وكل المستلزمات الدراسية من دفاتر وأقلام أسعارها مرتفعة هذا الأمر ملاحظ في كل مكان.
وقال سعود السيابي أحد أولياء الأمور: أنهى الأولاد شراء مستلزمات المدرسة والأسعار في ارتفاع بشكل مستمر، والأمر الذي زاد من المصاريف كوننا خرجنا من شهر رمضان والعيد الذي يكلف الأسر بطبيعة الحال. وتتفاوت أسعار الحقائب بحسب جهة الصنع وإذا ما توجه ولي الأمر إلى الحقائب الرخيصة فهي تتلف في أقل من شهر لذلك ليس لديه حيلة سوى أن يضغط على نفسه ويشتري بأسعار مرتفعة.
لا يوجد جدول للطلابوقالت زوان الحسنية: الأسعار مرتفعة جدا وليست في متناول ذوي الدخل المحدود وخاصة من لديه أكثر من طالب في الأسرة. ومن جهة أخرى يجب على إدارات المدارس تنظيم جدول للطلاب في المرحلة الأساسية الأولى، حيث لا يوجد جدول مدرسي من الصف الأول إلى الرابع والمدارس تحمل الطالب جميع الكتب بشكل يومي، وهذا مضر للطفل لأنها أثقل من وزنه، وفوق طاقته. مطالبة إدارة المدرسة بالتقليل من عدد الدفاتر وتنظيم الجدول المدرسي بحيث لا يزيد عدد المواد الدراسية التي يدرسها الطالب في اليوم عن أربعة وتقسيم الكتب على عدد أيام الأسبوع.المسؤولية مشتركةوأشار عادل الفزاري إلى أن مسؤولية تحميل الطالب فوق طاقته من الكتب مسؤولية مشتركة بين الجميع، حيث إن من الأهمية التوعية بهذا الموضوع والسعي إلى إيجاد أرضية مشتركة ذات طبيعة ملائمة للجميع دون استثناء، فبعض الطلبة يئن تحت ثقل الحقيبة المدرسية المتخمة بالكتب الثقيلة والدفاتر المصاحبة والأدوات المساعدة له، ويلاحظ أن حركة بعض الطلبة أثناء مشيهم غير صحيحة فهم إما أن يكونوا مثقلين إلى الأمام لموازنة ثقل الحقيبة مع نحالة جسمهم ولين عودهم الطري، أو أن يكونوا متراجعين إلى الخلف بفعل الثقل ويظهر عليهم الترنح في المشي بفعل عدم الاتزان، والضغط الكبير على فقرات العمود الفقري لا سيما أسفل الظهر الذي ما يبرح أن يشتكي الطالب من صعوبة الجلوس ولفترات طويلة على الكرسي الصلب أو الوقوف بشكل متواصل في طابور الصباح الطويل.
إلى جانب أن بعض المعلمين في بعض المدارس يتجهون دون إدراك منهم إلى تحميل الطالب ما لا يطيق عبر تكليفه بضرورة اصطحاب الكتاب المدرسي لبعض المواد بشكل يومي مع دفتر الواجب مع المشروع أو الوسيلة ظنا منهم أنه الصواب أو أن هذه هي تعليمات مسابقة المحافظة على النظافة والصحة في البيئة المدرسية.
مضيفا إن بداية كل عام دراسي، ترتفع فيه الأصوات حول غلاء الأغراض المدرسية وارتفاع أسعار المستلزمات المصاحبة دون أي مبرر واضح خاصة الحقائب المدرسية التي ما تلبث أن تتمزق بعد فترة وجيزة من الاستعمال لتضيع بذلك فرحة الطالب بها، وما يلبث أن يستغيث بولي الأمر الذي إما أن يضطر لشراء حقيبة مدرسية جديدة أو أن يقنعه بأن يظل يستعمل القديمة لحين ميسرة أو مع بداية الفصل الدراسي الثاني.
منوها أن هذه الحقائب تم إعدادها بطريقة تسويقية مذهلة بحيث يقع الطفل أو الطالب مباشرة في غرامها ويسعى للحصول عليها مهما كان الثمن، ودون فحصها بشكل سليم والتأكد من مدى جودتها وملاءمتها لجسم الطالب وقدرة تحمله وغيره من الأمور.حقائب تتسبب بتشوهاتبدوره قال الدكتور علي بن حمود القاسمي طبيب عظام: يجب أن تكون الحقيبة المدرسية للطالب في السنوات الخمس الأولى خفيفة ووزنها في حدود الكيلوجرام إلى الكيلوجرام ونصف الكيلوجرام. ونحن ننصح أن يتم استبدال الحقيبة المدرسية بالحاسب المحمول لأن الطالب يستطيع التعامل معه ويتخلص من ثقل الحقيبة المدرسية.
ويشاركه الرأي الدكتور حسن بن أحمد اللواتي طبيب أطفال وينصح الأمهات بشراء حقائب جر أرضية بدلا من حقيبة رفع على الظهر إن لم يكن على الطالب إيصالها إلى الطوابق العليا من المدرسة، وبها حزامان من اليمين واليسار حتى يضعها الطالب بالتساوي على الجانبين لتقسيم الوزن بالتوازن، لأن الحقائب الثقيلة تتسبب بالآلام المزمنة في الرقبة والكتفين والظهر بالإضافة إلى إصابات الظهر والإجهاد العضلي، وقد تنتج عنه تشوهات في العمود الفقري للطفل من تقوس للظهر وانحناء على أحد الجانبين.
ويناشد إدارة المدارس بمراعاة وزن الحقيبة وأن تحتوي فقط على الكتب والكراسات الضرورية لذلك اليوم، علاوة على تقديم مكان تخزين لكل طالب يضع فيه الكتب المرجعية الثقيلة حين لا يحتاج لها الطالب بالبيت.
والحقيبة المدرسية بحسب ما يشير ينبغي أن تحتوي على أقل عدد ممكن من الكتب والكراسات اليومية، مع عدم إهمال وجود وجبة غذائية للطالب.
ومن هذا المنطلق على أولياء الأمور إلى جانب إدارات المدارس مراعاة حجم الطالب والتخفيف من حمل الكتب لما يتسبب به من أضرار قد تصاحب الطالب لبقية حياته، وعلى الجهات المعنية أن تكثف جهودها لضبط أسعار القرطاسية، ومنع التجار من التلاعب بالأسعار، بوضع لوائح بأسعارها وإلزام التجار بعدم رفع الأسعار