الملكة المثيرة للجدل ... نازلي ...!!

منذ وُلدت الملكة نازلى عام ١٨٩٤ وحتى وفاتها عام ١٩٧٨ كانت سنوات عمرها بمثابة محطات توقف التاريخ أمامها، بالرصد والتحليل، فلم تكن شخصية عادية، وإنما كانت دائما امرأة مثيرة للجدل وصانعة لما حولها من أحداث.



قال عنها الكاتب محمد حسنين هيكل: «إنها واحدة من ثلاث نساء أدرن خيوط السياسة المصرية»، ولم تكن نازلى مجرد امرأة مشهورة أو ملكة فقط وإنما اعتادت دائما أن تكون محط أنظار الجميع حتى وصفها مصطفى أمين بقوله: «طويلة القامة رشيقة القد بشرتها بيضاء كاللبن وشعرها الأسود الطويل ينسدل إلى ما تحت ظهرها، عيناها سوداوان ضاحكتان وكان وجهها مشربا باحمرار فى لون ورد الربيع».






ويقول عنها الكاتب رشاد كامل فى كتابه «الملكة نازلى غرام وانتقام» إنها كانت قريبة إلى أسرة سعد زغلول، تشاركهم إعداد الطعام فى كثير من الأيام، وكانت تسمع دائماً من رب الأسرة، سعد زغلول، وهو يحكى لـ«صفية» عن الفضائح التى لا تنتهى للبرنس «أحمد فؤاد» وذات مرة تجرأت نازلى وقالت أمام الجميع «مسكينة تلك الفتاة التى سيوقعها حظها العاثر لتصبح زوجة لهذا الصايع» ولا تعرف أن المسكينة هذه سوف تكون هى نفسها







«نازلى».. من «جحيم» القصر.. إلى «نعيم» الغرام


بدأت قصة نازلى فى العناد عندما هربت من السلطان أحمد فؤاد فى يوم عقد القران. ويقول الكاتب محمد التابعى إنها لجأت إلى أحد أقاربها الذى كانت تحبه، إلا أن الفتى أدرك أن الأمر محسوم للسلطان فأعاد نازلى إلى قصر أبيها، وتم زواج السلطان أحمد فؤاد من نازلى فى قصر البستان بباب اللوق فى ٢٤ مايو عام ١٩١٩ فى حفل محدود على أضواء الشموع ضم أقاربها فقط، وكانت وقتها فى الخامسة والعشرين من عمرها بينما كان الملك أحمد فؤاد فى الحادية والخمسين من عمره!

وبعد ٨ أشهر و١٧ يوما، رُزق السلطان بولى للعهد وكان يتفاءل بحرف «الفاء» فأطلق عليه اسم فاروق.






وبدأت علاقة السلطان بزوجته نازلى تحتد، ووصل الخلاف بينهما إلى درجة لا تحتمل، حسب الكاتب حنفى المحلاوى، فى كتابه «الملكة نازلى بين سجن الحريم وكرسى العرش»، وقال إن السلطان أحمد فؤاد نفذ حكم اعتقال لنازلى فى سجن الحريم بقصر القبة بعد ولادة ولى العهد وكانت النتيجة النهائية للعلاقة قرار الملكة بإقامة علاقات غير مشروعة مع بعض ضباط حرس القصر، وكذلك إقامة علاقات غرامية مع بعض رجال الحاشية، وكانت هذه طريقة نازلى فى الانتقام، وكان الملك يعاقبها دائما بحرمانها من رؤية أطفالها «فاروق، والأربع بنات وهن: فوزية وفايزة وفايقة وفتحية».

وقال «المحلاوى»: إن السمة الأساسية فى حياة الملك وزوجته هى غيرته الشديدة عليها وسجنها الدائم، ويذكر أن أحمد فؤاد بسبب غيرته الشديدة كان يفرض عليها عدم كشف وجهها لأى شخص، وحدث أنها خرجت فى أحد الأيام، وكان وجهها مكشوفا وفى اليوم التالى نشرت مجلة «روزاليوسف» صورة لنازلى ووجهها مكشوف وغضب فؤاد وطلب من «توفيق نسيم» باشا رئيس الديوان الملكى أن يطلب من عبدالخالق ثروت باشا، رئيس الوزراء، إغلاق مجلة «روزاليوسف» وانتهى الأمر بالتنبيه على المجلة أنها ستغلق إذا نشرت صوراً ملكية مرة أخرى من هذا النوع.

إلا أن أسوأ ما فى الأمر علاقتها بفاروق، فطوال ١٣ عاما لم تمارس الملكة نازلى دورها كأم مع ابنها، فلم تلاعبه بل إنها لم ترضعه أيضا، وقد جلب له الملك فؤاد مرضعات أخريات، وكانت الأم الحقيقية لفاروق هى المربية الإنجليزية «إينا نيلور» أو كما كان يناديها باسم «نينزى».

وتحكى راوية راشد فى كتابها «نازلى.. ملكة فى المنفى» أن الملكة كانت بصحبته فى زيارة للأميرة شويكار، ليسلم فاروق على شقيقته الكبرى فوقية، التى عادت من أوروبا بعد رحلة علاج، وكان عمر فاروق ١٠ سنوات، وأثناء الزيارة فتح فاروق دون أن يستأذن دولاباً فى حجرة الصالون وأخذ شيئاً ووضعه فى جيبه، وعندما نهرته المربية «نينزى» ابتسمت والدته وسألته بالفرنسية: ما هذا الشىء؟ فقال لها «علبة شيكولاتة»، فضحكت دون أن تؤنبه، هذه الحادثة تدل- كما تقول راوية راشد- على أن الملكة نازلى كانت ترى أن من حق فاروق أن يأخذ أى شىء يعجبه.

وهكذا عاشت نازلى ١٧ عاما سجينة فى القصر حتى مات الملك فؤاد فى ٢٩ أبريل عام ١٩٣٦، وهنا فقط شعرت نازلى أن حلمها سيتحقق وأن ابنها الوحيد سيتولى عرش مصر لتبدأ مرحلة جديدة فى حياتها، وبجهودها وافق الجميع على تنفيذ الأمر الملكى الذى يوصى بأن سن الرشد لولى العهد يكتمل بثمانى عشرة سنة هلالية وهو ما يعنى أن فاروق سينتظر خمسة عشر شهرا فقط، بمن فيهم السفير البريطانى نفسه!

وتحركت نازلى فى كل الاتجاهات، وبدأت فى إعداد ابنها للعرش من خلال خطة تتضمن الاقتراب من شعبه والتعرف على ثقافة بلده وعلى ثقافات العالم، بل التقرب من الرأى العام العالمى أيضاً بدراسته، ثم تزوج فريدة وغضبت الملكة نازلى واثارت من ابنها فاروق عندما أصدر أمراً ملكياً يفيد بأن مصر أصبح يوجد بها ملكتان (الملكة الأم، والملكة الزوجة)، ورغم ذلك فى اليوم التالى لزفاف فاروق علمت نازلى أن الملك فاروق ضرب زوجته الملكة فريدة وعندما سألته قال لها «لكى أثبت لها أنى حمش وراجل»

وعرفت أن مصدر هذه المشورة هو الخدم وطلبت من ابنها أن يعتذر لها علناً، وفوجئ الكل بأغرب مشهد يمكن أن يتصوره أحد، فقد خلعت الملكة نازلى حذاءها وأخذت تضرب هؤلاء الخدم على وجوههم، والأغرب طلبت من هؤلاء الخدم أن يحضروا فى حديقة القصر، وبجوار كل زوجة يقف زوجها الخادم، ووصلت نازلى وفاروق وفريدة، وطلبت نازلى من كل زوجة أن تصفع زوجها وقالت: «هذا أمر ملكى، والزوجة التى سترفض تنفيذه سيفصل زوجها من العمل حالاً» والعجيب أن بعض الزوجات كُنِّ فى غاية السعادة وهن يصفعن أزواجهن، وكان لهذا الدرس تأثير قوى على فاروق وعلاقته بأمه حيث قامت بصفعه أيضاً وطرده من القصر فيما بعد، عندما علمت أنه رفض أن يأتى لاستقبالها فى محطة القطار وهى عائدة من السفر.

ومع تولى فاروق الحكم عرفت نازلى حياة اللهو والعبث، وأحبت «أحمد حسنين باشا» وجرت وراءه فى كل مكان وصرحت لكل من تعرفه بأنها غارقة فى حبه، وذهبت الملكة نازلى إلى ابنها الملك فاروق لكى يوافق على زواجهما فقال لها «صاحبيه أحسن، وسأصدر إليه أمراً ملكياً بذلك». وذات يوم تلقى الملك فاروق تقريراً سرياً جاء فيه أن جلالة الملكة «نازلى» تسهر كل ليلة حتى الصباح عند أحمد حسنين!

فقرر الملك أن يضبطهما معاً متلبسين، وأخذ معه خادمه «محمد عبدالله» وذهب إلى بيت «حسنين» ودخل البيت من إحدى النوافذ واعتقد أنهما فى حجرة النوم، وصعد الملك السلم على أطراف أصابعه وتسلل إلى غرفة النوم وفتح بابها فوجدها خالية وفتح الغرفة التى بجوارها فرأى منظراً أذهله!، رأى «حسنين» جالساً على الأرض وأمامه الملكة «نازلى» كما تجلس التلميذة أمام أستاذها، وكان حسنين يتلو عليها آى الذكر الحكيم من مصحف بين يديه، وذهل الملك ولم يجد شيئاً يقوله وأغلق عليهما الباب وغادر الدار ولكنه لم يسكت بل راح يروى قصة ما رآه لكل من يقابله.

وكان غضب فاروق من أمه يتزايد يوماً بعد يوم بعدما علم أنها تزوجت بعقد عرفى من «أحمد حسنين باشا» الذى مات فى حادثة غامضة سنة ١٩٤٦، وانتشرت الشائعات حول الملكة نازلى وعلاقاتها المتعددة وسوء تصرفاتها، وواجهها فاروق بالشائعات فصار خلاف شديد بينه وبينها ورحلت عن قصر القبة إلى قصر عابدين، ولكن الأمر لم يتغير وظل فاروق يراقبها ويوبخها فقررت الرحيل والإقامة فى قصر والدها عبدالرحيم باشا صبرى فى منطقة الدقى، وهنا انهارت العلاقة بين الملكة نازلى وابنها فاروق الذى كانت تتعمد استفزازه.

وتذكر د. لطيفة محمد سالم فى كتابها «فاروق الأول وعرش مصر»، عن علاقة فاروق وأمه فى الآونة الأخيرة قبل وفاتها أنها ساءت، واتسمت تصرفاته معها بالعنف والشدة، بعد فشله فى أن يجعلها تحافظ على سمعة أبيه، لدرجة أنها كانت تراقص الضباط الإنجليز، وتسير وفق أهوائها، فتركها فاروق وانغمس فى حياته حتى تركته فجأة وبدون مقدمات لترحل الملكة عن مصر عام ١٩٤٦.

هى وحسنين باشا.. بداية الصدام مع الملك فاروق



شهدت حياة الملكة نازلى تحولات غريبة، وقاتلت ليحتفظ فاروق بالعرش، لذا تغيرت تحالفاتها تبعا لذلك، فاستعانت بالوفديين والنحاس باشا ثم المندوب السامى البريطانى، وقررت تزويجه من فتاة تشبهها تكون من عامة الشعب، ثم الانقلاب عليها عندما أحست أنها ستسحب بساط الملكية من تحت قدميها، وتبدأ فى السيطرة على الأمور، لكن التحول الأكبر والأخطر فى حياتها كان عندما أحبت وهامت بأحمد حسنين باشا، كان مقتله نقطة تحول خطيرة فى حياتها، لتبدأ سلسلة من الفضائح، خاصة بعد سفرها إلى أوروبا.

عن العلاقة الغرامية بين أحمد حسنين باشا والملكة نازلى يقول محمد التابعى فى كتابه «من أسرار الساسة والسياسة»: عشقت نازلى ملكة مصر «حسنين»، ولم تخجل من أن تعلن حبها له أمام رجال القصر، ثم أمام ابنها الملك فاروق، ونسيت مقامها كملكة وأرملة ملك وأم ملك ونسيت حرمة سنها وقد تجاوزت الأربعين، وبدت على جلالتها أعراض «التصابى»، فانطلقت تزور صالونات التجميل وصبغ الشعر، وتجرب كل يومين تقريبا صبغة جديدة، ولوناً جديداً لشعرها الذى بدأت تظهر فيه شعرات بيضاء، ولاحظنا أن حسنين بدأ يقتصد إلى حد ما فى (إخلاصه وتفانيه) فى خدمة الملكة نازلى والسير فى ركابها، وأصبحنا نراه بيننا أكثر من أى وقت مضى.. لماذا؟

هل كان يخشى افتضاح علاقته بها؟ أو أن يسمع ابنها أو يلاحظ شيئاً مريباً على أمه ورائده الأمين؟ أم ترى حسنين رأى أن الوقت حان لكى ينتقل من الفصل الأول إلى الفصل الثانى، أى من إظهار الحب والتفانى إلى إظهار (التقل) والتحفظ والبرود. وهى السياسة التى كان «حسنين» يجيد تطبيقها كل الإجادة مع هذا الصنف من النساء؟ النساء اللاتى جاوزن مرحلة الشباب وأخذن فى استقبال شمس المغيب.

ولأن «التقل» والتحفظ والبرود يزيد الوجد والشوق، ويشعل فى صدر المرأة نارا فوق نار. نار تأكل ما بقى للمرأة من عزة وكبرياء حتى إذا عاد إليها الرجل أسلمته قيادها فى خضوع واستسلام، وهذا هو الأرجح.

ومهما يكن من شىء فقد نجح أحمد حسنين فى أن يجعل من نازلى رهن إشارة من إصبعه، حتى إنه طلق زوجته وأم أولاده، ليحقق أهدافه فى السيطرة على الملك والقصر، من خلال حب الملكة نازلى له، والتى انتهت على كل حال بزواجه منها، وبعلم الملك، ومباركته على مضض، لأنه أراد أن يستريح من رعونتها وعدم قدرتها على فهم واقع العرش الذى يعتليه ابنها فاروق، الذى كان فى حاجة إلى من يقف بجانبه، ويرشده إلى ما فيه نفعه ونفع الوطن.

وكانت الصدمة النفسية قاسية وعنيفة على فاروق الذى كان يومئذ فى الثامنة عشرة من عمره، ويحب أمه، ولم يكن يفوق حبه سوى احترامه لها، وكانت تناديه أمام الحاشية وأمامنا (فاروق) بينما هو يناديها دائما «ماجستيه» أى صاحبة الجلالة، وكان يخشاها ويتقى غضبها ويعمل لها ألف حساب، وكلمتها عنده لا ترد، وكثيرا ما سمعتها أثناء رحلتنا إلى سويسرا وفرنسا وإنجلترا تنهاه أمامنا علناً عن قيادة سيارته بنفسه، أو تنهره وتطلب منه أن يترك سيارته ويركب معها فى سيارتها، لأنها كانت تخاف عليه من تهوره فى قيادة السيارات بسرعة جنونية، وكان دائما يخضع ويطيعها، ولا يرى غضاضة أو بأسا، وهو الملك، فى أن ينزل على إرادتها مثل أى طفل صغير، وهكذا كان مقدار حبه واحترامه لأمه ثم ها هى تتدله فى حب موظف من موظفى القصر، ولا تخجل من أن تعلن أمام الموظفين أنها عاشقة ملهوفة على أحمد حسنين، بل ولا تخجل من أن تصارح ابنها الملك بأنها تحب هذا الموظف أحمد حسنين، وأنها قدمت نفسها له، لكنه يرفض، فتصرخ وتصيح أنها من لحم ودم، وتطلب من ابنها أن يزوجها من حسنين.



الملكة التى ظلمت نفسها.. وعلمت «فاروق» نظرية المؤامرة




عاشت الملكة نازلى ٨٤ عاما، منها أكثر من ٤٠ عاماً سلطانة وملكة وأم ملك، وحملت لأول مرة فى تاريخ مصر ٣ ألقاب، فهى سلطانة البلاد بعد زواجها من السلطان فؤاد عام ١٩١٩، وعندما أصبح السلطان ملكا أصبحت ملكة مصر، وعندما تولى ابنها العرش عام ١٩٣٧ أصبحت صاحبة الجلالة الملكة الأم وقضت الـ٤٠ عاما الأخرى، امرأة وحيدة فى المنفى الذى اختارته بكامل إرادتها، عندما قررت أن تعيش بين دول أوروبا وأمريكا مع ابنتها. هى حفيدة سليمان باشا الفرنساوى، الذى اعتنق الإسلام وأصبح مؤسسا وقائدا ومدربا للجيش المصرى. وواصل مهمته منذ عهد محمد على باشا، وحتى عصر الخديو سعيد، واندمج فى النسيج المجتمعى المصرى، بل صار واحدا منا، تزوجت إحدى بناته بـمحمد شريف باشا (أبوالدستور فى مصر) فأنجب منها فتاة. تزوجت عبدالرحيم صبرى باشا (وزير الزراعة) وأثمر الزواج عن فتاة هى نازلى، ملكة مصر وزوجة الملك أحمد فؤاد وأم الملك فاروق.


كان عمر «نازلى» ٢٥ عاما حينما تزوجت الملك فؤاد الأول فى عام ١٩١٩، وكانت الزوجة الثانية، وهى مولودة فى ٢٨ أبريل عام ١٩٣٦ وأنجبت نازلى للملك فؤاد خمسة أبناء هم فاروق، وفوزية وفايزة وفائقة وفتحية. وحين تزوجها الملك فؤاد كان يكبرها بـ٢٠ عاما. ١٧ عاما تحملتها الملكة نازلى مع رجل لا تربطها به سوى قواعد الحياة وبرتوكولات القصور، فلم يكن بينهما أى حوار أو مشاعر، حيث عاشت حبيسة جدران قصر القبة أو المنتزه، وعندما توفى الملك فؤاد فى أبريل ١٩٣٦، شعرت نازلى بالحرية من سجنها الملكى، واهتمت بتربية أولادها، وكان فاروق الابن المدلل لها، لا تمنع عنه شيئا، حتى لو كان هذا الشىء ملك شخص آخر. وركزت نازلى فى تربيتها لـ«فاروق» على افتراض نظرية المؤامرة دائماً.


لعبت «نازلى» دوراً كبيرا بعد وفاة الملك فؤاد فى تولى الملك فاروق للعرش، وكان فاروق عند وفاة والده لم يبلغ السن القانونية التى تمكنه من تسلم كامل سلطاته الشرعية، فعينت لجنة وصاية عليه رأسها الأمير محمد على توفيق، الأمر الذى دفع بالملكة نازلى لاستصدار فتوى من الإمام المراغى بأنه يجوز للإنسان أن يتصرف فى أمواله، عندما يبلغ سن ١٥ عاما، ليتسلم فاروق حكم البلاد وهو فى عمر ١٧ ميلاديا و١٨ هجريا طبقا للدستور الذى ينص على احتساب التقويم بالهجرى. وفى عام ١٩٣٥ اختير أحمد حسنين باشا رائدا لولى العهد الملك فاروق فى بعثته الدراسية بلندن، وكان عمر فاروق وقتها ١٥ عاما، وخلال الرحلة توطدت العلاقة بين فاروق وأحمد حسنين باشا.


سافرت نازلى إلى أوروبا مع ابنتيها فايقة وفتحية، وعند وصولها إلى مارسيليا قابلت رياض غالى الشاب المصرى القبطى فى الثلاثين من عمره، والذى كان يعمل أمينا للمحفوظات بقنصلية مصر فى مارسيليا، وكانت القنصلية المصرية قد كلفته ليكون فى خدمة الملكة، بعدها سافرت إلى سويسرا وفرنسا وإنجلترا ثم وصلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٤٧، بعدها رجعت الأميرة فائقة لتعيش فى مصر مرة أخرى.


أما فتحية فارتبطت مع رياض غالى بقصة حب وتزوجته بالفعل فى عام ١٩٥٠ فقامت ضجة كبيرة فى مصر وأمر فاروق بعقد مجلس البلاط الذى انتهت اجتماعاته بقرار الحجر على الملكة الأم وتجريدها من لقبها، والتفريق بين فتحية ورياض غالى، وحرمانها هى الأخرى من لقبها، وحرمهما من الثروة أيضاً، ومع ذلك صرخت أمه الملكة نازلى من منزلها بلوس أنجلوس عندما علمت بوفاة ابنها فاروق وقالت «ابنى مات على رصيف مطعم».


وبقيت الملكة نازلى والأميرة فتحية فى الولايات المتحدة الأمريكية حتى يوم ٩ ديسمبر عام ١٩٧٦ أطلق رياض غالى الرصاص على الأميرة فتحية فقتلها ثم حاول الانتحار بإطلاق الرصاص على رأسه ولكنه لم يمت وتم سجنه لمدة ١٥ عاماً ثم توفى، أما الملكة نازلى فماتت فى ٢٩ مايو عام ١٩٧٨ فى لوس أنجلوس بأمريكا عن عمر يناهز ٨٤ عاما.




الملكة نازلى عام 1965



الملكة نازلى فى سويتزرلاند



الملكة نازلى والملكة فريدة فى احد المناسبات









الملكة نازلى عام 1945











الملكة نازلى مع احمد حسنين باشا




الملكة نازلى فى فرح الاميرة فتحية