لما ضرب ابن ملجم (لعنه الله) أمير المؤمنين (عليه السلام) قال له الحسن (عليه السلام) : أقتله؟ قال : لا، ولكن احبسه، فإذا متّ فاقتلوه، فإذا متّ فادفنوني في هذا الظهر في قبر أخوي هود وصالح.وفي رواية أخرى أنه (عليه السلام) قال : ادفنوني في قبر أخي هود.وروي أيضاً بإسناد موثق عن أبي بصير، قال : سالت أبا جعفر (عليه السلام) عن قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فإن الناس قد اختلفوا فيه، قال : إن امير المؤمنين دفن مع أبيه نوح (عليه السلام) في قبره، قلت : جعلت فداك، من تولى دفنه؟ قال : رسول الله مع الكرام الكاتبين بالروح والريحان.وروى السيد ابن طاووس والشيخ المفيد بأسانيد معتبرة عن مولى لعلي (عليه السلام) ، قال : لما حضرت أمير المؤمنين الوفاة قال للحسن والحسين (عليهما السلام) : إذا أنا متّ فاحملاني على سريري، ثم اخرجاني واحملا مؤخر السرير، فإنكما تكفيان مقدمه، ثم اتيا بي الغريين، فإنكما ستريان صخرة بيضاء فاحتفرا فيها، فإنكما ستجدان فيها ساجة، فادفناني فيها.قال : فلما مات (عليه السلام) أخرجناه وجعلنا نحمل مؤخر السرير ونكفى مقدمه، وجعلنا نسمع دوياً وحفيفاً حتى أتينا الغريين، فإذا صخرة بيضاء تلمع نوراً، فاحتفرنا فإذا ساجة مكتوب عليها : خذا ما ادخره نوح لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فدفنّاه فيها وانصرفنا ونحن مسرورون بإكرام الله تعالى لأمير المؤمنين، فلحقنا قوم من الشيعة لم يشهدوا الصلاة عليه، فأخبرناهم بما جرى وبإكرام الله تعالى أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فقالوا : نحب أن نعاين من أمره ما عاينتم، فقلنا لهم : إن الموضع قد عفي أثره بوصية منه (عليه السلام) ، فمضوا وعادوا إلينا وقالوا : إنهم احتفروا فلم يروا شيئاً.من كتاب : جلاء العيون / للمؤلّف : السّيّد عبد الله شبّر.