هاتي أكاليلَ الوردِ
فالشهيدُ قد حضرْ..
وزغردي أماهُ
ورشرشي دُموعَكِ على خدِّهِ
فشوقهُ لعينيكِ باتَ خبرْ..
رشرشي دُموعكِ
اغسلي مسرى دربهِ
قبِّليهِ
أحضنيهِ
وخفِّفي عنهُ ضنكَ السَّفرْ..
تبسَّمي لهُ أماهُ
فاشهيدكِ .. لِبتِسَامةِ لُقْياهُ
قدْ انتظرْ..
تبسَّمي لهُ ياغالية
وارميهِ بأحضانِ ذراعيكِ
وامسحي بيدكِ رأسهُ
وأخبريهِ بهمسٍ مُحترقٍ
كمْ رافقتْ عيناكِ السَّهرْ..
وكمْ صَبُرى انتِظاركِ لِلقْياهُ
وكمْ دعوتِ لهُ بطولِ العمرْ..
وكمْ طلبتِ من اللهِ يومكِ قبلهُ
لكنْ مشيئتهُ شاءتْ
أنْ يسبقكِ اليهِ القمرْ..
ودِّعيهِ أماهُ
ولوِّحي لهُ بيديكِ المتعبتينْ
لوِّحي لهُ بعينيكِ المقتولتينْ
لوِّحي لهُ بمُهجةِ الفؤادِ المُضْرمِ بالشَّررْ..
ودِّعيهِ ياحنونة
واطلبي لهُ الرِّضى
قدْ أرضاكِ
لمَّا علَّقَ على جبينكِ
وسامَ أمِّ الشَّهيد
فالوطنْ أماهُ
بشهادةِ أبنائهِ انتصرْ..
ودِّعيهِ .. ياأمَّهُ
فركبُ الحورِ لِزفَّتهِ
مُنْتَظرْ..
...
...
---الشاعر عارف القباني---