يحل ريال مدريد ضيفاً في مباراة كبرى على برشلونة في ملعب (كامب نو) ضمن منافسات الجولة 28 من بطولة الدوري الاسباني لكرة القدم، وهي المواجهة التي يراها الكثيرون حاسمة بشكل مباشر لبطولة الليغا في حال فوز أحدهما، وإن كان المدربان شددا على عدم رؤيتهما لها كذلك في المؤتمر الصحفي السبت.
ريال مدريد كان في القمة أواخر العام 2014، الجميع أشاد فيه وبأسلوبه وروعته، ثم اختفى كل شيء مع فوز فالنسيا، ودخل الفريق بعدها نفقاً مظلماً، خسارة تلو الأخرى، وإهدار للنقاط، ليكون حصاد تلك الفترة السيئة؛ الخروج من بطولة كأس ملك اسبانيا وخسارة صدارة الدوري، والتأهل برأس غير مرفوع أمام شالكة الالماني إلى دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
برشلونة عاش حالة معاكسة تماماً، كان هناك مهلة مباراتين للمدرب لويس إنريكي قبل إقالته حسب ما قالت صحف مقربة من النادي الكتلوني، ولكن كل شيء تغير مع انتفاضة الارجنتيني ليونيل ميسي في العام 2015، الفريق بات مرعباً، ولقن معظم من واجههم دروساً معقدة في فنون كرة القدم، ليبدأ الحديث هناك في رؤوس مشجعي النادي عن ثلاثية الموسم.
المرتدات أصبحت سلاحاً برشلونياً
طوال الموسم الأربعة الماضية، كان ريال مدريد أحد أفضل الفرق في المرتدات في أوروبا، ومع بداية هذا الموسم استخدم هذا السلاح من جديد وأظهر فعاليته، لكن كل شيء اختفى تدريجياً، حتى لم يعد ريال مدريد قادراً على الارتداد من أساسه، وليس تسجيل الأهداف من المرتدات.
على الصعيد الآخر، بات برشلونة قادراً على القيام بمرتدات رائعة مستفيداً من مهارات نيمار وميسي وحسن تمركز لويس سواريز، ورغم أنه تفوق بالاستحواذ في كل لقاء خاضه، لكنه كان يضرب بالمرتدات عندما يرى بذلك فائدة، فاكتوى كثير بهذه النار التي لم يعهدوها بلون برشلونة.
مواجهة ريال مدريد لسلاحهم السابق الذي انتزعه منهم لويس إنريكي، أمر مهم، وعدم التعامل معه بنجاح، سيقرب كثيراً من الشيء الذي يخشاه بعض المدريديين؛ ألا وهو تكرار نتيجة أتلتيكو مدريد التي ما زالت تؤلم حتى الآن.
الانتحار بعينه .. استمرار عدم دفاع الـ BBC
الـ (بي بي سي)، كانوا في الموسم الماضي مركز النجاح، ومع النصف الأول من الموسم كانوا الشجعان الذين يلقون كل إشادة وتهليل، لكن شيئاً ما تغير في هذه المجموعة، فاستغنت عن مهامها، ولم تعد بنفس التضحية لا دفاعياً ولا هجومياً.
أثناء تألق ريال مدريد، كانت أدوار بنزيما وغاريث بيل الدفاعية مهمة جداً في منع الخصوم من الإعداد في مناطقهم، وإن لم يدافع رونالدو كثيراً في تلك الفترة، فإن الويلزي والفرنسي قاموا بواجب كبير، اختفى هذا الواجب، لاحقاً فظهرت العديد من المساحات والعيوب الدفاعية.
تفسيرات هذا الانسحاب من الـ (بي بي سي)، والذي لا يمكن قبوله في عالم الكرة الحديثة، عديدة حسب اختلاف المصادر، فالبعض يتحدث عن انهيار بدني، وآخرون يتحدثون عن منافسة تحولت لطابع سلبي فيما بينهم، فلم يعد أحد يدافع حتى يدافع الجميع.
خسر الفريق بسبب هذا التخاذل الدفاعي من الـ (بي بي سي) عدة مباريات، وعانى في افتكاك الكرة في أخرى حقق الفوز فيها، لكن أنشيلوتي يعرف اليوم إن تواصل مسلسل التخاذل والتواكل هذا، سيعود عليهم بأسوأ النتائج ممكنة، وعليه هو بشكل خاص، لأن الكارثة ستحدث أمام فريق يستحوذ في أسوأ أحواله على الكرة بنسبة تزيد على 60%.