يخلط البعض بين الذكاء والذكاء العاطفي، على الرغم من الاختلافات الكبيرة بينهما، فالأول يعني قدرة المرء المعرفية لتجميع وتحليل البيانات ولإيجاد الحلول ولإيجاد الروابط بين المعلومات المتاحة حول أمر ما، بينما الثاني هو مجموعة من المهارات الفطرية والمكتسبة التي تسهل الحفاظ على علاقات المرء بغيره.
وحسب ما يذكر موقع «OMTimes»، فإنه يمكن للمرء قياس درجة ذكائه من خلال اختبارات الذكاء القياسية «IQ» .. لكن وعلى الجانب الآخر لا يوجد اختبار لقياس الذكاء العاطفي «EQ» .. لكن مثلما هو الحال عندما نستطيع توقع أن شخصاً معيناً لديه نسبة عالية من الذكاء دون حتى اللجوء لاختبارات الذكاء، فإنه يمكننا تحديد نسبة الذكاء العاطفي لدى شخص معين في حال عرفنا العناصر المهمة التي تدخل في تركيبة الذكاء العاطفي.
ومن ضمن الاختلافات الأخرى بين الذكاء والذكاء العاطفي نجد أن اختبار الذكاء «IQ» يبقى ثابتاً إلى حد كبير طوال حياة المرء، بينما لو افترضنا وجود اختبار «EQ» لقياس الذكاء العاطفي سنجد بأنه يمكن للمرء أن يرفعه بناءً على اكتساب وتطوير عناصر الذكاء العاطفي التالية:
• تعاطفك مع الآخرين: عندما يصبح بمقدور المرء تفهم مشاعر من حوله والإحساس بهم، فإنه يصبح أكثر دقة في تحديد مشاعر من حوله، وبالتالي تكون علاقاته مع الآخرين أكثر قوة ووضوحاً.
• الاعتراف بعواقب تصرفاتك: معرفة المرء بالعواقب التي تخص تصرفاته تجعله أكثر وعياً للخيارات المتاحة أمامه بشكل يجعله أكثر قدرة على الاختيار المحسوب لخطواته وبحكمة بشكل يجعله يتجنب الكثير من الصعوبات.
• تحملك مسؤولياتك الشخصية: استعداد المرء لمحاسبة نفسه في حال تصرف بشكل خاطئ نحو أمر معين يعد من مفاتيح النجاح التي يجب عليه الحفاظ عليها وتطويرها. فالبعض يلجأون عند حدوث الخطأ إلى لوم الآخرين وإلقاء المسؤولية عليهم، ومثل هؤلاء لن يتمكنوا من النجاح في علاقاتهم المختلفة.
• الانطباعات الجيدة عن الآخرين: يعد هذا العنصر بمثابة الهدية التي يمنحها الله للمرء والتي يجب عليه الحفاظ عليها، فالقدرة على رؤية حقيقة الأشخاص وتكوين انطباع جيد عنهم سيزيد من احتمالية نجاح العلاقات التي تسعى لبنائها أياً كان نوعها.
• امتلاكك للعقل المرن: المقصود بالعقل المرن هو قدرة المرء على النظر للأمور من زوايا مختلفة وعدم الاكتفاء بزاوية واحدة، فمثل هذه المرونة تجعلك قادراً على إنجاح علاقاتك مع الناس في الوقت الذي يفشل فيه أصحاب العقول المتزمتة بآرائها.
• الأمانة: تعد الأمانة من عناصر الذكاء العاطفي، فعند امتلاك المرء لها بحيث يبقى متابعاً لمسؤولياته وباراً بوعوده التي قطعها على نفسه، فإنه يصبح مصدر ثقة للآخرين.
• السيطرة على انفعالاتك: من الأمور التي يجب على المرء الحرص على اكتسابها هو السيطرة على انفعالاته بحيث يفكر ملياً قبل أن يبدي ردة فعله سواء بالقول أو الفعل، فهذه القدرة تعودك على عدم التسرع الذي يمكن أن يقودك للكثير من الخلافات في علاقاتك.
• القدرة على تأجيل إشباع رغباتك: لكل منا رغبات واحتياجات نتمنى أن نشبعها، ولكن في بعض الأحيان يكون من المتعذر إشباع رغبة معينة في وقت معين، في هذه الحالة يحتاج المرء أن يكون لديه القدرة على تأجيل رغباته حتى لا يقوده الحصول على ما يريد للتسرع المخالف للذكاء العاطفي.
• المثابرة: الإصرار على إنجاز شيء معين مهما حمل من تحديات يجعل المرء شخصاً يعتمد عليه أمام الآخرين وبالتالي سيسعون لبناء علاقات متينة معه.