قال ابو ذر (رضي الله عنه) : دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في مسجده فلم ار في المسجد احدا من الناس الا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعلي الى جانبه جالس فاغتنمت خلوة المسجد فقلت : يا رسول الله بابي انت وامي اوصني بوصية ينفعني الله بها ، فقال : نعم واكرم بك يا ابا ذر انك منا اهل البيت واني موصيك بوصية فاحفظها فانها جامة لطرق الخير وسبله ، فانك ان حفظتها كان لك بها كفلان .واعلم يا ابا ذر ان الله عز وجل جعل اهل بيتي في امتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن رغب عنها غرق ، ومثل باب حطة في بني اسرائيل من دخله كان امنا .
يا ابا ذر احفظ ما اوصيك به تكن سعيدا في الدنيا والاخرة .
يا ابا ذر نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ
يا ابا ذر اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك
يا ابا ذر اياك والتسويف باملك فانك بيومك ، ولست بما بعده فان يكن غد لك فكن في الغد كما كنت في اليوم ، وان لم يكن غد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم
يا ابا ذر كم من مستقبل يوما لا يستكمله ، ومنتظر غدا لا يبلغه .
يا ابا ذر كن كانك في الدنيا غريب ، او كعابر سبيل ، وعد نفسك من اصحاب القبور
يا ابا ذر ان شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه ، ومن طلب علما ليصرف به وجوه الناس اليه لم يجد ريح الجنة
يا ابا ذر اذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل : لا اعلمه تنج من تبعته ، ولا تفت بما لا علم لك به تنج من عذاب الله يوم القيامة
با ابا ذر يطلع قوم من اهل الجنة على قوم من اهل النار فيقولون : ما ادخلكم النار وقد دخلنا الجنة لفضل تاديبكم وتعليمكم ؟ فيقولون انا كنا نامر بالخير ولا نفعله