تسرّع العشاق في اتّخاذ القرار الزواج ظنّاً منهم أنّ الإستقلالية والعيش معاً أجمل ما يمكن أن يحققّه الإنسان. دعونا من الأحلام الوردية التي نرسمها منذا الصغر ونسعى إلى تحقيقها خاصّةً عندما نلتقي الفارس أو الأميرة؛ هل فكّرت يوماً بالمصاعب التي تتزايد في مرحلة الزواج؟
لست هنا بمعرض تشويه صورة الزواج ومبدأ تأسيس العائلة، بل لتشجيعكم على اتّخاذ هذا القرار المصيري بمسؤولية تامّة. إنّه خيار حياة، يجب أن يستمرّ إلى الأبد … لينجح!
- النضوج:
لا يُبنى الزواج على مشاعر الإعجاب والإنجذاب. ولا يُتخّذ القرار بتنفيذه كردّة فعل أإيجابية كانت أم سلبية. النضوج، صفة أساسيّة يجب أن يتّسم بها الأزواج ليتمّكنوا من تخطّي المصاعب والإستمرار.
الحياة الزوجية ليست بالسهولة التي يظنّها البعض، فالمثابرة خير دافع لاستمرار العلاقة. إنّ النضوج والتعالي عن رغباتنا لمصلحة الشريك والأولاد دليل حبّ وقناعة بمشروع بناء عائلة.
- الإلتزام:
تتطلّب الحياة الزوجية من لحظة إعلانكما الـ “نعم” إلتزاماً مسبقاً بالسراء والضراء. إلتزاماً يتخطّى العقبات ولا يقع عند أوّل تجربة.
ويترافق الإلتزام والقناعة، إذ إنّ الحياة الزوجية لا تتحققّ إلّا بالتجدد وتذكّر اللحظة الأولى من حبّكما، والقناعة بأنّ التغييرات سترافقكما حتماً، من حيث شكلكما، مزاجكما، وضعكما المادي، وحتى ترتيب المنزل وتقسيم الخزائن خاصّةً عند إنجاب الاطفال. وتلك التغييرات أكبيرة كانت أم صغيرة، حلوة أو مرّة، تتطلّب التزاماً مسبقاً!
- إدارة الذات:
لا يمكنكما إدارة المنزل وحاجات الأطفال، بالإضافة إلى حاجاتكما إذا كانت ردات الفعل لا تزال تحكم العلاقة بينكما. على الأزواج أن يتمرّنوا على السيطرة على مشاعرهم ورغباتهم نزولاً عند استمرار العلاقة بتوازن وعدل.
عليكما معرفة الذات، عقدها وقدراتها، والسيطرة عليها بما يذلل العقبات أمامكما. لذا من المهمّ إستشارة طبيب نفسي خاص بالعائلة ليواكب تطوّر العلاقة بينكما، بينكما وبين الأطفال، وتطوّر شخصيّة كل واحد منكما.
- الإبتكار:
إنّ الملل والروتين أسوأ ما قد تمرّ به العلاقة الزوجية. لا تدمرا زواجكما بالخضوع لروتين الحياة وضغطها، بل ليكن اهتمامكما ببعضكما مبتكراً وغير متوقّع، كأنّ تفاجئيه بعشاء يتزيّن بالطبقات الغريبة، أو أن تعايدها بتذاكر لسفرة تقومان بها بمفردكما.