أ ضاعتهن الحرب بعدما أضاعت الرجال:
8 مليون و 300 ألف أرملة و 3 مليون عانس... يشكلون نسبة 91 % من نساء العراق .
الأرامل 65 % من نساء العراق و 80 % من المتزوجات منهم , و العوانس 85 % من غير المتزوجات !!!
النساء ضعن تماما فى العراق , فلم تعد هناك معدلات زواج أو طلاق أو غيرها تنتشر فى الأوساط العراقية , بل أصبح الحديث فقط عن العوانس و الأرامل ,
ففي تقرير صدر عن منظمة حقوق المرأة في العراق، وهى منظمة تهتم بالدفاع عن حقوق المرأة العراقية وتصدر تقارير شهرية بشكل دوري وجد أن 91 % من نساء العراق ما بين أرامل أو عوانس .
التقرير أشار الى أن "مابين 90 - 100 امرأة عراقية تترمل يوميا نتيجة أعمال العنف والقتل الطائفي." , كما يشير التقرير الى أن هناك (300) ألف أرملة في بغداد وحدها الى جانب 8 ملايين أرملة في مختلف أنحاء العراق ، وهذا يعني أن نسبة الأرامل تشكل 35% من عدد نفوس العراق و65% من عدد نساء العراق و80% من عدد النساء المتزوجات.!!
الحروب تعد العامل الأول و الأخطر فى ارتفاع معدلات الترمل و العنوسة فى العراق , فقد تبنت صحيفة النبأ العراقية الأمر فى تحقيق أجرته مع فتيات فقدن رجالهن قبل الزفاف و انضممن الى العوانس بسبب قتلهم , فتقول ابتسام خالد الحاصلة على درجة الماجستير في الإعلام وتبلغ 42 عاما إن "معظم البنات اللواتي تتقارب أعمارهن من عمري هن عوانس ،فالشباب الذين كان من المأمول أن يكونوا أزواجا لنا هم ضحايا الحروب العراقية." !!
والى جانب مشكلة زيادة عدد الأرامل تأتى الكارثة الثانية التى تتمثل فى العنوسة الشبح الثاني الذى يهدد المجتمع العراقى – شبابا كانوا أو فتيات – حيث بلغت نسبة العنوسة فى العراق حدا غير معقول و غير مسبوق فى أى دولة عربية حيث أن أعلى نسبة للعنوسة فى العالم العربي حاليا حيث بلغت نسبة العنوسة فى العراق 85% أواخر عام 2006 حيث هيأت الظروف الحالية هناك المناخ المناسب لفشل الكثيرين فى الزواج بعد أن كانت 81 % فقط فى نهاية عام 2000 .
و الى جانب ذلك قالت د . كاترين ميخائيل - الكاتبة و الناشطة النسائية العراقية – فى تقرير أعدته أواخر عام 2006 أن الأسباب الحقيقية وراء تفشى ظاهرة العنوسة تتلخص فى عدة عوامل ترجع الى تعقيدات الأهل فى بعض الأحيان مما قد يضر ببناتهن و ترجع أيضا الى أسباب مادية حيث أن نسبة البطالة العالية بين الشباب لكلا الجنسين تعد سببا في تأخير الزيجات لان المهر ومصاريف الزواج يتحملها الشباب بالإضافة الى أنه كثيرا ما يطالب الشاب والبنت بإكمال دراستهم ويؤجلان الزواج حتي التخرج من الجامعة. أحيانا تفقد الفرصة لان الذي خطبها مرة كانت مقتنعة به لكنها لم تفكر بان الفرصة لن تتكرر بنفس المواصفات .
وصول أبناء المجتمع العراقي لعدد متضخم ممن يعانون من العنوسة وتأخر سن الزواج بين أعمار 18 الى 45 عاما جعل العديد من الناشطات فى مجال حقوق المرأة فى العراق تطالبن الحكومة بإجراء تفعيلات لبعض النصوص الدستورية التى تتيح الزواج بأكثر من امرأة و ذلك للتخفيف من حدة ظاهرة العنوسة فى المجتمع العراقى حيث كانت المحامية أزهار الشعرباف أول من طالبت بتفعيل المادة 41 من الدستور العراقى بنص قانوني ليكتمل تعزيز كيان الأسرة العراقية .
كاترين ميخائيل أكدت أنه فى بعض الحالات يكون السبب فى عنوسة البنت أيضا الأسلوب التقليدي بالزواج وهو عن طريق الخطوبة .. يتقدم الشاب لخطبة فتاة . تجري المباحثات في العائلة الكل يتدخل الكبير والصغير من النساء والرجال . والمعني بالأمر ( الشابة ) هى اخر من يقرر أو ربما لا تقرر فهي تستلم الأوامر فقط . الحجج كثيرة مثلا من يقول الخاطب كبير السن أو فقير أو أنه لا ينحدر من عائلة جيدة أو متدين ومتشدد أو غير متدين أو أن أهله غير جيدين أو ليس له شهادة جيدة أو سكنه غير لائق أو أنه قصير أو طويل ... وهكذا تطول القائمة وهذه المسكينة تسمع فقط . ويرفض الشاب بتقديم طلبات تعجيزية أمامه . ويضع ولي أمر الفتاة شروطا تعجيزية على العريس القادم , ومنها أنه يطالبه بمهر عالي جدا والحجج كثيرة !!!.
صحيفة " أصوات العراق " أجرت تحقيقا العام الماضى مع بعض الفتيات اللواتي فاتهن قطار الزواج للأسباب التى ذكرناها و كانت منهن بتول عبد الواحد (50 عاما) المعاونة في مدرسة و التى روت مشكلتها قائلة " تقدم لي شباب كثيرون ولكن أهلي كانوا يطلبون منهم طلبات تعجيزية بحجة المستويات المادية حيث كان يطلب أبي من المتقدمين بيتا وسيارة وذهبا فكانوا يهربون من الزيارة الأولى , وظل أبي يقول لي لا بد وان يتقدم لك في أحد الأيام شاب يستطيع تلبية الطلبات وانتظرت حتى أضيف اسمي الى قائمة العوانس وكل ذلك بسبب الطلبات التعجيزية لأبي."
و الحال فى مصر لا يفرق كثيرا عنه فى العراق فهناك فى الريف العادات القديمة تبقى هي السائدة على المجتمع , وتوضحها دراسة ميخائيل بأن البنت ليس لها رأي بالزواج ولي الأمر هو الذي يقرر من تتزوج . كثير من الآباء يقول بنتي لولد عمها ( مركتنا على زياكنا ) "مثل شعبي عراقي يعادل زيتنا فى دقيقنا" ففي حالات كثيرة يكون الولد غير راغب فى الزواج . ولا يتجرأ احد من المغترب والمهجر أن يتقدم لخطبة هذه الفتاة وتبقى تنتظر حتى تكبر وهى تفكر من أين يخلق ابن عم جديد ويتقدم للخطوبة ؟ ناهيك أن نظام النهوة الذي كان موجودا في الريف ولا زال لابن العم الحق أن ينهي أي زيجة لو أرادت أن تحصل" هذا ابن العم له الأحقية الأولى في الزواج" وإذا كانت الفتاة جريئة ورفضت هذا الزواج تبقى عانسا دون أن يتقدم شخص للزواج منها إلا ما ندر .
وأضافت صحيفة "أصوات العراق" عوامل جديدة لارتفاع نسبة العنوسة حيث أكدت أن من عوامل ارتفاع معدلات العنوسة بين العراقيات هجرة الشباب أصحاب الشهادات وزواجهم من الأجنبيات – و ذلك بالطبع بحثا عن عمل و فرصة أفضل فى الحياة بشكل جيد.
و أوردت الصحيفة إحدى الحالات التى تعرضت لهذا الأمر و هى ابتهال باسل - ربة بيت (45 عاما) - والتي تقول "سافر حميد بعد أن خطبني وهو يحمل شهادة بكالوريوس العلوم الى إحدى دول الخليج بعد أن فشل في الحصول على وظيفة مناسبة في العراق،ومرت السنوات وهو يتنقل من دولة الى أخرى يبحث عن عمل، وقبل بضع سنين كتب لي رسالة من سطرين قال لي فيها انه ارتبط بفتاة أجنبية تملك مصنعا وعينته مديرا فيه وإنني حرة من خطوبته."!!
معلومات فرعية عن العنوسة فى العراق :
- عدد سكان العراق يقارب 27 مليون نسمة . 40 % منهم تحت سن 15 سنة , بينما 43 % ما بين 20 : 45 سنة . أى سن الزواج . و 72 % منهم من النساء .
- عدد العراقيين الذين نزحوا من العراق في السنتين الماضيتين 2 مليون يتواجد القسم الأكبر منهم في الأردن وسوريا ثم في مصر بأعداد أقل.
ضاعتهن الحرب بعدما أضاعت الرجال:
8 مليون و 300 ألف أرملة و 3 مليون عانس... يشكلون نسبة 91 % من نساء العراق .
الأرامل 65 % من نساء العراق و 80 % من المتزوجات منهم , و العوانس 85 % من غير المتزوجات !!!