كانت (سعدية) ممددة على السرير المغطى بقطعة قماش بيضاء متسخة ببقع ملونة داكنة، حيث يقبع السرير في ركن الغرفة كانت يداها السمراوان تتدليان على جانبي السرير وكان بامكاني ان ارى اوردة اليد المشلولة المقابلة لي في حين يحجب جسدها الضخم اليد الاخرى ولم تكن (سعدية) تعير انتباها للثرثرة التي كان الاطفال يحدثونها من جراء تجمعهم على أناء مملوء بالحساء حدقت بالاناء والحساء الذي اخذ يتناقص شيئا فشيئاً مع تطاول أيدي الاطفال الثلاثة تخافتت اصواتهم وصمتوا بعد قليل من انهاء وجبتهم السريعة ثم سرعان ما دبت بجفوني رغبة بنوم القيلولة في هذا اليوم القائض، هرول الاطفال خارج الغرفة وهم يلعقون أطراف اصابعهم الصغيرة التي مازالت عالقة فيها بقايا الحساء تلاشت اصواتهم خارج الغرفة وساد سكون كثيف باحة الدار بعد ان خرجوا الى الزقاق تثاقلت عيناي وما عاد بوسعي ان أطيل النظر بهما وغطت مسحة ضباب جفوني المثقلة بالنعاس تمددت على ارضية الغرفة الرطبة ووضعت يدي تحت راسي ونمت نوما عميقاً حلمت به ببيت واسع كبير وامراة ليست مشلولة لا تنجب ثلاثة اطفال جياع.