بعد حرق أطفال صديقهم على طريقة الكساسبة.. خطر تأثير داعش على الأطفال قد يمتد إلى أجيال
لم تعد جرائم داعش البشعة حكرا على الكبار فقط , بل طالت عدواها الأطفال الصغار بعد أن ملأت أسماعهم جرائم داعش وخطوات تنفيذها عبر الفيديوهات التي تنشرها داعش بعد كل جريمة مع اختلاف طرق القتل والإعدام.
فلم يكن أمام بعض الأطفال في اليمن بعد مشاهدة فيديو حرق داعش الطيار معاذ الكساسبة .. لم يكن امامهم سوى اتباع الخطوات المذكورة في الفيديو وتنفيذها في إطار اللعب واللهو لكنها كادت أن تتحول إلى كارثة مدوية أسفرت عن إصابة طفل بحروق في قدمه اليمنى القصة الكاملة
قام أطفال في مدينة اليمنية بمحاكاة فيديو حرق الكساسبة وقاموا بإحضار قفصا معدا من الخشب يشبه القفص الذي أحرق فيه الكساسبة بحسب موقع "يمن سكاي",
وقام أحد الأطفال بالدخول داخل القفص على سبيل اللهو , وقام آخر بسكب البترول على قدمه اليمنى فيما قام طفل آخر بمحاولة تقليد أمير الجماعة في داعش ولثم وجهه وقام بإشعال انار تماما كما في الفيديو , لكن لسوء الحظ اشتعلت النيران في لحظة وتحولت اللعبة إلى واقع بعد أن بدأ الطفل في الصراخ وهرع الأهالي لإنقاذ الطفل حيث تم نقله إلى إحدى المستشفيات لعلاجه من حروق خطيرة في قدمه اليمنى.
وقد شاءت الأقدار أن تتدخل الأهالي وعمدوا إلى إطفاء النيران قبل أن تلتهم الطفل ويتحول إلى ضحية أخرى من ضحايا التقليد الأعمى لجرائم "داعش".
ويبدو أن تأثير داعش بات كبيرا حتى على فكر الأطفال الصغار بعد أن أضحوا يقلدون جرائمه النكراء ولو على سبيل المزاح واللهو.
ويذكر أن تنظيم داعش قد قام بنشر فيديو لإحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة مطلع الشهر الجاري, كما نشروا فيديو الأسبوع الماضي قاموا فيه بذبح 21 مصريا في ليبيا بطريقة بشعة, لكن الغريب في الأمر هو الطرق الفنية العالية التي تستخدمها داعش لمونتاج الفيديوهات والتي أذهلت كبار المخرجين .قال رئيس المركز الأوروبي العربي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات جاسم محمد إن " ممارسات داعش كان لها انعكاسات على المجتمع كاملا وعلى تربية الأطفال، نتيجة استمرار هذا التنظيم بغرس ثقافة التوحش والارهاب"وذكر جاسم محمد في لقاء له مع أخبار الآن عددا من حالات انعكاس أفعال داعش على الأطفال وما قام به أطفال سوريا من تقليد الأشرطة المصورة التي بثها التنظيم ما تسبب باصابة عدد منهم بأعمال عنف من قبل أدقائهم أو أقرائهم منوها إلى ان ما تشهده سوريا والعراق من أعمال عنف سينعكس بالضرورة على تصرفات الأطفال وأضاف محمد " هناك دراسات لمنظمات أممية مفادها أن الاطفال هم أكثر من تعرض إلى أعمال عنف من قبل داعش أو أي جماعة متطرفة"كما قال جاسم محمد وهو أيضا خبير في الجماعات المتشددة " داعش أول ما يدخل إلى منطقة ما يسيطر على المدارس فيقوم بزرع عقيدته الداعشية في المناهج التربوية ويستهدف الأطفال كشريحة على غرار الكبار" مشيرا إلى أنه " يقارب ألف طفل الآن يقاتلون مع داعش" ونوه محمد إلى أن " هناك آلاف الأطفال ضحايا عنف داعش فالأمم المتحدة ذكرت أن هناك نحو 3 ملايين طفل سوري حرم من التعليم بسبب العنف والارهاب سواء كان من داعش او غيره " وأضاف " ان هناك مجموعة من العوامل يجب ان تهيئ للاطفال كالأمن والاستقرار النفسي وهذا الأمر تفتقده دولا غير مستقرة مثل سوريا"وعن آثار عنف داعش على الأطفال أكد الخبير الاستراتيجي أن "مواجهة الجماعات الارهابية بالخيار العسكري ممكن لكن بالنظر إلى آثارها السلبية فمن المؤكد أنها ستأخذ فترة زمنية قد تمتد إلى أكثر من جيل"وأضاف جاشم محمد " داعش يحاول من خلال الأطفال ترك ارث من الارهاب لأجيال قادمة في المنطقة"