1) كيف تقدمّ نفسك للقارئ؟
مثلما يصعب على الفارس إبراز مناقبه ومآثره كذلك يصعب على الكاتب تقديم نفسه ومواهبه ... فلا يسعني القول إلا أنني عاشق الحرف الشذيّ والكلِم النّقيّ والبيان الشهيّ والميزان السّويّ. أداوي بالقلم جراح الحياة، وأهمس بالقريض في آذان الجمهور العريض، حاملا رسائل المحبّة والوئام، مخاطبا كلّا بما يفهم، لكيلا يملّ أحد من قصيدي ولا يسأم. أتنفس عطر الكتابة العذبة الجميلة، وأتغذى على الأحاسيس الجليلة، وأشرب من نبع التراث والهويّة...
2) تخصصك علمي واهتماماتك أدبية، هل هو انحراف أم تصحيح لمسار؟
التخصص العلمي لم يكن انحرافا بل هو انجراف لإشباع وَلَع باكتشاف أسرار الحياة وخبايا الأرض والكائنات، فقد كان استمرارية لتوهج واضح في مادة العلوم الطبيعية... أما فيما يخص الاهتمامات الأدبية فهي بمثابة الغذاء للروح، بل هي النور والحياة... فلم بيكن الأمر تصحيحا للمسار بقدر ما هو تتويج لنفس عاشقة للأدب، نفس عصامية التكوين في هذا المجال تثابر في سبيل اعتلاء منصّة المجد مع الكبار، وتخليد هذا الاسم في صحائف تاريخ البشرية، والمساهمة في نهضة الأمة العربية.
3) ألا تخشى وأنت تثقل كاهلك بمثل هذه الرؤى الطموحات الجبارة أن تتعثر أو تفشل؟
أن تعيش على أمل تحقيق أهداف عظيمة (وإن لم تنجح) أفضل وأكرم من الموات الذي يصيبك بعد تحقيق كل أهدافك المجهرية.
4) لو كنت شاعرا جاهليا، فمن تفضل أن تكون؟
دون شك سأفضل عنترة بن شداد لأنه يمثل التمرد على كل القوانين والأعراف في سبيل حريته ومجده... فهو يتحدى العالم أجمع بثقة عالية، فالحرّيّة بالنسبة لي قيمة إنسانية مُثلى.
5) ماهي الرسائل والأهداف التي تضمنها كتاباتك، أو الهواجس التي تؤرّقك؟
في الحقيقة هي مجموعة رسائل ثانوية تمتزج في مجملها نحو تجسيد هدف أكبر وأشمل ألا وهو نهضة ثقافية وعلمية لبدي الجزائر أولا وللأمة الإسلامية قاطبة عسى أن نجني بعدها صحوة حقيقية لأسد لمّا يسْتفقْ بعد من السبات. ومن الرسائل الثانوية التي أنشدها: تقريب الشعر من المتلقي واستعادة شعبيته التي يستحقها، وكذا التأكيد على عروبة الجزائر أمام المشككين وتفعيل مساهمتها الأدبية والثقافية في الوطن العربي....
6) هل من كلمة أخيرة توجهها لغيرك من المبدعين الشباب الذين لا يزالون يبحثون عن أنفسهم وسط الزحام، أو ينتظرون هدايا تنزل عليهم من السماء؟
أقول أن الثقة بالنفس أساس النجاح ... وأن العمل الدءوب والمطالعة الجادة والبحث الرّشيد من أهمّ عوامل التطور والتميز في عالم الإبداع ... فالكتابة موهبة وفكر واجتهاد ... ولا ننسى أن المبدع الحقيقي هو الإنسان الذي يصنع من الحطام روعة وجمالا، فالكاتب يخلق الفرص ولا ينتظر الهدايا.