يسعى المهندس نايف فرنسيس، حين يعهد إليه تصميم منزل، أن تعكس دواخله شخصية
مالكه، مع حرصه على حضور عناصر عدّة فيها، أبرزها: الراحة والبساطة
والعملية.
وحين دخل هذه المساحة لإعادة تصميمها، لاحظ أن غالبيّة الأعمال فيه لا تطلع
بوظيفة محدّدة فاستبعدها، علماً أنها تنقسم على طبقات أربع: السفلية
مخصّصة لممارسة الرياضة، فيما الأرضية محتضنة لقسم الاستقبال، لتنقسم غرف
النوم على الأولى والثانية.
أفكار غير تقليدية في مساحة مريحة
يلعب الفراغ وظيفة هامة ضمن هذه المساحة غير التقليدية التي ترتفع في
ردهتها الرئيسة سلالم مشغولة من الرخام "الماسيف"، تشكّل نقطة الارتكاز في
الديكور السائد، تبرز كأنها تتراقص في الهواء وتبدو خطوط خشبية على سطحها.
ومن الملاحظ أن كلّ درجة من درجات هذا السلّم تتّصل بالزجاج الذي يحوطها.
وإذ يحلّ خشب الجوز على الباب الرئيس بسماكة 10 سنتيمترات وبارتفاع 3
أمتار، يفتح بواسطة مقبض مصنوع من "الستاينلس ستيل"، محفور بـ "اللايزر".
وهو مؤطّر بخطوط من الزجاج على طرفيه، يتناغم في ظلّ الإضاءة المسلّطة من
الأرضية والإضاءة الطبيعية.
وتنبسط الأرضية على مستوى واحد، بعد أن كانت موزّعة وفق مستويين في التصميم
السابق، ما أعاد المدفأة لتتّصل بالأرضية، بعد أن كانت ترتفع عنها.
ويتوزّع الخشب ضمن خطوط حولها، ليزداد الدفء الذي يبعثه هذا الركن في نفس
زائره، علماً أنّه مشغول على غرار حرف اللام اللاتيني. ويكسو الرخام
الأرضية المؤطّرة.
وعلى امتداد 6 أمتار في جدار المدخل، وضع المهندس فرنسيس فوق القنطرة
"قمّارة" حقّقها لتتناغم مع أعمال القنطرة حتى الداخل. وقد أعيد توزيع
ارتفاعات الأبواب والقناطر، ليحقّق امتداداً للنظر ورحابة.
وتبرز زوايا قسم الاستقبال رحبة وبسيطة، من خلال أثاثها وألوانها الهادئة،
تنتهي عند غرفة طعام تتضمّن إلى مكوّناتها التقليدية طاولة رخامية تزدان بـ
"الاكسسوارات" وآلة بيانو، فيما تحتلّ لوحة حجرية تبرز فسيفساء نادرة
جدارها.
وثمة مشرب مشغول من الحجر المزخرف، مع قنطرة يناهز عمرهما المائة عام!
ولهذا الركن قصّة خاصّة يرويها المهندس فرنسيس لـ "سيدتي"، مفادها أن أحد
السجناء حققهما، لتتناغما وقطعة في المنزل تماثلهما في الزخرفة كان قد
جلبها المالك سابقاً.
ومن بين الأعمال الفريدة أيضاً مشرب آخر في أحد الصالونات، يكشف النقاب عن
أفكار كلاسيكية وعصرية، تدخل في صناعته خامتا "الستاينلس ستيل" والحجر،
وتتدلّى الإنارة فيه ضمن أسطوانات رفيعة بتوزيع لافت في قطع عمودية استعمل
"الستاينلس ستيل" لإعدادها، وفق طراز بسيط وعصري. أمّا السقف فمميّز في
تصميمه الخشبي الهندسي، بينما يتخلّل الزجاج الأعمدة.
ويسود اللونان الأزرق والأخضر بمندرجاتهما الغرفة ذات الطراز الشرقي
المشرفة على البحر حيث تحلّ القناطر، وتتألّق الإنارة. هنا، تكثر
"الاكسسوارات" المستمدّة من الطراز السائد.
ولغرفة الجلوس موقع مستقلّ، يجلس إليها أفراد العائلة لمشاهدة التلفاز أو
التنعّم بدفء المدفأة، تتوسطها طاولة مميّزة تبرز "الباركيه" في الأرضيّة.
ويكسو بلاط "مايكل انجلو" باللونين الأسود والأبيض أرضية الحمّامات التي
تشغلها خامة الخشب الداكنة، وتحلّ مرآة في ذلك الملحق بغرفة النوم الرئيسة
يبلغ ارتفاعها 3 أمتار وعرضها مترين ونصف المتر، استغرقت 6 أشهر لتنفيذها
بدقّة.
وفيما تعبّر بعض اللوحات عن المدرسة التجريدية، تحمل غالبيّتها تواقيع
تشكيليين سوريين ذائعي الصيت كلؤي كيالي وصبحان آدم. وتبثّ شتول
"الأوركايد" جمالية خاصّة على المكان!