بغداد:- تناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية التراشق الإعلامي في التصريحات بين نوري المالكي وحكومته وبين دول عربية عقب انتهاء أعمال قمة بغداد مباشرة. ووجه نوري المالكي انتقادات حادة للمملكة العربية السعودية ودولة قطر بسبب تباين المعالجات لما يجري على الساحة العربية، واتهم الدولتين بالتدخل في (شؤون كل الدول) العربية.مبديا استنكاره مما تفعل هاتان الدولتان بتأييد استخدام السلاح بدلا من إطفاء النار حسب قوله،مهددا في الوقت نفسه بالتدخل في شؤونهما الداخلية .وتأتي هذه السجالات عقب تباين مواقف الدول العربية تجاه الملف في سوريا وكيفية التعامل مع ما يجري على الأرض السورية.إضافة إلى موقف دولة قطر الذي عبر عنه رئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثاني،الذي قال عشية قمة بغداد إن (ما حدث من تمثيل ضعيف من دول الخليج في قمة بغداد كان رسالة إلى حكومة العراق). وفي السياق ذاته وصفت صحف سعودية و قطرية النهج الذي يدير فيه المالكي حكومته بأنه إقصائي ليس مع الذين يخالفونه في المذهب فقط وإنما ينسحب هذا النهج ضد كل من يبدي رأيا لا ينسجم مع النهج الذي يدير به المالكي العراق من المنطقة الخضراء.وكانت هيئة علماء المسلمين في العراق قد وجهت رسالة مفتوحة في /3/2012م إلى الحكام العرب الذين كانوا يزمعون حضور اجتماع القمة في بغداد. وقد حذرت الهيئة الحكام العرب في رسالتها من الانخداع بمعسول الكلام وجميل وعود حكومة المالكي، التي ليس لها ذمة، ولا تفي بعهد، ولا تحترم ميثاق، ولا تضمر لكم خيرا.ووصفت أهداف حكومة المالكي قائلة: ((وهي اليوم تستدرجكم للحضور من اجل غايات في نفسها، ولكن ثقوا بعد أن تمنحوها هذا الدعم ستبدي لكم ما يسوء، وستعمل على إلحاق المزيد من الأذى بكم وببلدانكم وبشعوبكم، فحذار من الوقوع في فخاخها، وانحازوا إلى الشعب العراقي بدلا من الانحياز إليها)).ويأتي هذا الوصف متطابقا لما توصلت إليه الدول العربية في أول احتكاك مباشر مع الحكومة الخامسة للاحتلال فقد وصفت صحيفة الرياض السعودية المالكي في مقال افتتاحي بسؤال استنكاري جاء بعنوان (المالكي صوت لإيران.. أم حاكم للعراق؟) موضحة (توقعنا بعد القمة العربية أن يكون واقعيا في إدارة علاقاته مع محيطه الخليجي ويخرج من حبوس إيران وهيمنتها على القرارات الحكومية في بغداد ... والابتعاد عن خلق الأزمات). فيما كانت صحيفة (الشرق الأوسط) السعودية التي مقرها لندن أكثر جرأة في الطرح وبما يتماثل ومطالبة الهيئة في رسالتها بقولها (لا بد أن يبدأ الخليجيون بمقاطعة المالكي وحكومته) مبينة ان انقلاب مواقف المالكي على السعودية وقطر (خداع واضح ودليل على وجوب عدم الثقة في حكومة المالكي). ومثل ذلك كتبت صحيفة الوطن السعودية انه (لم يكد الحبر الذي كتبت به مقررات القمة العربية في بغداد يجف، حتى خرج المالكي ... مدافعا بشيزوفرينيا سياسية لا يمكن ان توجد إلا عند المالكي وأمثاله». وأشارت (الوطن) إلى أن (خطاب نوري قبل القمة ... يحسب ألف حساب لكل كلمة يتفوه بها، فأطلق بعد هذا التاريخ العنان للسانه لمهاجمة السعودية وقطر». في حين عنونت صحيفة قطرية افتتاحيتها(بداية غير موفقة لرئاسة القمة) بما يؤكد ان نظرة الهيئة في رسالتها جاءت متطابقة مع عاقبة أمر المالكي بعد القمة؛ بشكل ملفت للنظر