الوطن الذي لا يقبل القسمة على اثنين محكوم عليه بدفع الحساب،ولأنه وطن مفرد مختوم!فمن المتعذر عليه أن ينزل الى السوق بسعر الجملة،البيع والشراء مسموح بهما في وطن أخرج العالم كله من مدارس محو الأمية دخل إليها وحده في النهاية!!،الوطن عقيم لايتزوج، لكن مشكلته أنه يورّث جميع أمواله لأبناء جيرانه!.
المواطن له جذر تربيعي وتكعيبي في وطن لم يغادره إلى منفى غيره طوال حياة أجداده الذين تحوّلوا الى عظام،يكفيه انه يتحمل حشرات وطنه السياسية التي ربما نظرت اليه على انه دايح او دايخ في وطن يسرط اطنانا من الباراسيتول كلما ثارت مفخخة او انفجرت عبوة ناسفة او تطشّر تصريح تافه من نائب برلماني، لهذا دائما مايقف المواطن أمام نفسه في المرآة فيرى نفسه زوجاً!! لأنه ارتضى ان يعيش ويموت في وطن سلب منه كل شيء بينما يطالبه بكل شيء،فيما ترك منفى يعطيه كل شيء ولايطالبه بأي شيء!!.
المواطن مركبة زوجية يقودها سياسي متعدد الهويات والمواهب والوكالات الحصرية من كبار شركات المخابرات الاقليمية التي يهمها صناعة زحام مروري بسيط في هذا الوطن الفردي،لهذا ترى المواطن دائحا(حسب تعبير مطشر) او دائخا بسبب السيارات المفخخة والعبوات الناشفة التي أورثت في رأسه صداعا او شقيقة دائحة!!،الجميع يصفع هذ المواطن بتصريحاته:
-كل هوا بإسم الوطن
-لاتعارض اغتصابك باسم الوطنية!!
-السياسي الذي يضع يده في جيبك لايسرقك بل يريد مشاركتك الاخوية فيما تحمله من هموم نقدية!.
-كاتم الصوت الذي يوجهه السياسي الى رأسك المتخم بالوطن هي وردة حمراء وغصن اسود بزناد لاطلاق رصاصة الرحمة عليك!.
-انت خروف في قطيع وطني،اذا نبح احمد العلواني وطلب مساعدتك في ذبح العراقيين،خذه على الف محمل حسن قبل ان تاخذه على محمل سيء اذا اراد هذا البهيمة ان يقطع رقبتك.
-اذا وصفك مطشر السامرائي بالمواطن الدايح والتايه فــ(بوس إيدك وخليهه على راس.....!).
الشيء الوحيد الذي لم يفهمه السياسيون ان المواطن العراقي مواطن فقير وخوش ولد وحبّاب وخطيّة،هو لايريد سوى العيش بأمان وهذا سرقه سياسيو الصدفة،ويريد الرغيف الممزوج بالكرامة وهذا سرقه وزراء قجقجية،ويريد كهرباء ليرى اهله واطفاله في الليل وهذا سرقه مقاولو الحرمنة في وزارة الكهرباء،ويريد ماء نظيفا للشرب وشفافية للتعامل مع الامور الخشنة باستخدام دهن المشكَـ!!،ويريد الخروج والعودة الى البيت من دون ان يترك وصيته قبل ان يعضه كلب سائب بدعوى النباح على الوطن!!.