علي الشرقي مدينة حفرت اسمها بحروف من ذهب وخطت كلماتها بأنامل التاريخ ولامست يديها كفوف نهر دجلة الذي اخذ يغازل عيونها عبر همسات الامواج وجروفه الممتدة بجانب ثغرها المبتسم , وشتقت أسمها باحتضان حفيد السلالة الهاشمية المحمدية الاصيلة أنه علي الشرقي أو الشجري بن أحمد الحسني حفيد سبط النبوة الامام الحسن المجتبى بن الامام علي عليهم السلام , والذي سمي بالشرقي كون الضريح يقع في الجهة الشرقية لنهر دجلة , وسمي بالشجري كون القبر كان موضعه كثير الشجر قديما .
وتقع مدينة علي الشرقي (60 كم ) شمال مدينة العمارة على نهر دجلة , وتشغل مساحة واسعة من مجموع المساحة الكلية لمحافظة ميسان وهي تدمج بين الريف والمدينة . وتأسست في عام 1959 م وتظم مزار السيد علي الشرقي أو الشجري ويسكنها اكثر من 30 الف نسمة تقريبا , وهي من المناطق الاثرية الموغلة في القدم وتعود اثارها الى دولة ميسان ومراحل العصور الاموية والعباسية وتظم سبعة من ( اليشن ) , وهي بقايا اثار قديمة تعود الى مراحل تارخية لحضارة ميسان وبارتفاع 20 م . والمدينة تفوق مثيلاتها من الوحدات الادارية باعتبارها اعرق واقدس مناطق المحافظة كونها تحتضن مرقد السيد علي الشرقي (ع) الذي تجرك قبته الخضراء الشاخصة حيث تلوح للمارين القاصدين خلال طريق بغداد , وايضا ان المدينة قريبة من الدولة المجاورة ايران مما اعطاها طابعا حيويا لاستيزار والاستجمام . والمدينة تمتاز بطابعها الديني والعشائري الملتزم كونها تحوي سادات وشيوخ ووجهاء يمثلون قبائل عربية اصيلة , ومن ابرزهم قبائل الذهيبات التي تشكل الغالبية العظمى لسكان المدينة وبيدهم سدانة المرقد الشريف . وما يميز المدينة وجود المرقد في وسط المدينة الذي كان وما زال نقطة اشعاع وجذب سكاني مهم وبالتالي ساعد بشكل رئيسي بتوسعها وتطورها , وقد مر المرقد بمراحل تاريخية متعددة من الاعمار والتطوير الى ان وصل الحال على ما هو عليه الان . ونطلقت المرحلة الاولى في عام 1860م حيث تم بناء القبر على هيئة كوخ من الطين وببساطة وتواضع الزمن أنذاك , اضافة الى قبتين فوق القبر لكن تركت في منتصف الطريق لعدم توفر الاموال انذاك على يد الحاج عيسى الخلف زعيم قبيلة الذهيبات ومعه ابناء القبيلة . وتمثلت المرحلة الثانية في عام 1920م حيث شهدت تطوير حقيقي على يد الحاج شخيتر عيسى نجل الشيخ عيسى الخلف حيث عمد على تطوير المرقد تمثلت ببناء بعض الغرف التي تحيط بالقبر على شكل سور خارجي رغم المضايقات والعقبات انذاك . وشهدت فترة التسعينيات من القرن الماضي حملة من التبرعات من بعض رجال الاعمال لتطوير وتوسعة مرافق واقسام المرقد من دون دعم يذكر من قبل وزارة الاوقاف والشؤون الدنية التي وضعت يدها على المرقد في عام 1981م . وتمثلت المرحلة الاخيرة التطوير الفعلي والعصري وشبة المتكامل في عام 2007م بعد سقوط النظام , حيث شهدت تلك الفترة عمليات ازالة وتوسعة واستحداث اقسام وديكورات متنوعة تتناسب مع التطور الحاصل في فن العمران لكن يحتاج الى المزيد لكي يصل الى درجة عالية من التكامل .
ونرى لا بد ان تعمل الامانة العامة للمزارات الشيعية متمثلة بالأمانة لخاصة لمزار الامام علي الشرقي وبالتعاون مع دائرة بلدية علي الشرقي لاقامة بعض المشاريع الاستراتيجية والنوعية لخدمة اعداد الزائرين الوافدين للمدينة وبنسب كبيرة ايام المناسبات والعطل من اجل خلق بيئة مناسبة لهم على الصعيد الروحاني والسياحي للمدنية , وبالتالي خدمة ابناء المدينة بشكل عام , ومنها اشناء مسقفات ثابتة او متحركة في صحن المرقد لحماية الزائرين شتاءا وصيفا , اما على صعيد المشاريع الاستراتيجية على المدى البعيد تتمثل بانشاء كورنيش علي الشرقي السياحي على ضفاف نهر دجلة الذي لا يبعد سوى 50 مترا فقط عن الضريح .ومن المشاريع التي يجب أن تنشأ هو سوق مركزي يتناسب ومكانة المدينة ليكون واجهة تجارية ونافذة تبضع مهمة بالنسبة للزائرين حتى يجد كل من يوفد للمدينة كافة العناصر التي تعبر عن اصالة وحداثة المدينة .