الانسان بين الثقافة والحضارةالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقدجائت رسل ربّنا بالحق وجاء القران العظيم على رجل عظيم فكان الكتاب هزّة عقليه للأنسان وختمت الاديان بالاسلام وختمت الكتب بالقران.بسم الله الرحمن الرحيم
بعث الله – جل جلاله – الانبياء والرسل ليعلّموا الانسان فيما يعلموه خصوصية الكلمة في التعامل والتعاطي وليتعلم الانسان كيف يعالج مشاكله الفكرية والعقائدية وغيرها , وكيف يتحاورويناور ليحل خلافاته من خلال الكلمة , ذلك لانها الاداة والنافذة التي يطل منها الانسان وينفذ الى داخل الاخرين .
وكان الحوار هواسلوب الأنبياء ورسالاتهم المقدسة إلى الانسان وكان القران الكريم خاتمة الكتب السماوية, الّتي جائت لتعلم الانسان كيف يكون الحوار طريقاً للفكر والعقيدة بعد أن أمرتهُ ان يقرأ ... وجائت الآية العظيمة بعد ان كان الانسان يغط بالظلام والجهل وقالت ؟ أقرأ بإسم ربك الّذي خلق حلق الانسان من علق أقرأ وربّك الأكرم الّذ] علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم . وجادلهم بالّتي هي احسن .
إن الاسلام دين الحوار, لذلك اطلق للعقل حق التفكير والتأمل والتدبّر ,
بل اوجب احياناً في كل جوانب الحياة واتجاهاتها وطالب الانسان ان يحاور ويناقش الاخر على اساس الدليل والبرها والحجة ..
اراد الاسلام ان يُعلم الانسان كيف يوفّق بالوصول الى قناعاته وماهي آفاق الكلمة الطيبة والاسلوب اللطيف والموعظة الحسنة والجدال باللتي هي احسن, وكذلك حاول اثارة روح الحوار في داخل الانسان المسلم, بل جعل الحوار موضوع عضوي مرتبط بالتكوين الفكري والعقائدي والمعرفي لشخصية الانسان المسلم , وايضاً جعل من الحوار منهج تربية في تكوين قناعات الانسان المسلم بشكل تدريجي مما يساهم في تهيئة الأجواء النفسية للروح الموضوعية البعيدة عن الانفعال وتقبُّل الآخر وفكرته المضادة بطريقة عقلانية وواقعية ومواجهة افكار الاخرين بذهن وروح ونفس يرى ان للآخر الحق في ان يكون له فكرمخالف وطريقة مختلفة في التفكير والمنهج وان يرفض ما لم يقتنع به او يطالب بالحجة ن الحوار والتلاقح الفكري يتحيح للمسلمين ان يكوّنوا مجمتع عقلاني ومُنفتح ومتوازن يتعاطى بعقلانية وحكمة وصوابية على كافة الأصعدة العقلائية والسياسية والاجتماعية والثقافية , وحينئذٍ لايكون للعنف والصراع مكاناً اوْ محلاً في واقع الحياة .
ومن الابعاد الاخرى للحوار في مفهوم الاسلام المحمّدي الانساني العالمي هو المضمون الانساني والحضاري وان لايعيش الانسان حالة الانكماش في داخله والانغلاق عن الانسان الاخر { قبل ان يطلع على فكره }في تفكيره وشعوره وحركته بل على الانسان المسلم ان يعيش حالة الانفتاح في آفاق الحياة ورحاب المعرفة والألتقاء بالاآخرين والتعاطي الايجابي معهم وتبادل الافكار والنقاش في مختلف القضايا والهموم والمشاكل وأسبابها وقد أكد الأسلام ان الحوار يمثل مظهر الحياة الصحيحة المتعافية , وان الانفلاق والّآحواريمثل الموت والجمود والسكون والقطيعة وبالتالي تبدأ وتتعمق حالة { العداء والبغضاء} وهذه القضية ليس على الصعيد الفكري فحسب بل تتصل بكل جوانب الحياة العلمية والعملية بين البشر – حيث أن للعامل العملي أواصر متشابكة مع العلم وهذا ما تشير اليه الاية إقرأ بِإسمِ ربّك الاكرم الّذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم.
من هنا دعا المسلمون المحمديون وأرباب الفكر الغرب ومؤسساته الفكرية والثقافية والمعرفية الى الحوار ,, حوار الحضارات ,, والتعاطي والانفتاح على الاخرين بما يخدم البشرية ويجعل مجالا حيوياً للتعاطي والتحرك والالتقاء وهذا الكتاب باجزاءه الخمسة وهذه مقدمته بأيدينا محاولة رائعة وجادة أجاد فيها المؤلف في تأصيل وتأسيس رؤى ومفاهيم في حوار الحضارات مقابل الحالة المضادة الاخرى اللتي دعا اليها الكثيرمن مفكري الغرب المعاصرين امثال المفكر الامريكي { صموئي.ب.هنتغتون} مؤلف كتاب { صِدام الحضارات / مصادمة واعادة بناء النظام العالمي } ومؤلف كتاب { من نحن ؟ },وغيرذلك أمثال المفكر الأمريكي { فرانسيس فوكوياما} وغيرهم , اللّذين دعوا وقالوا ونظّروا بضرورة وجوب صراع الحضارات .
الكاتب ينطلق من الشعور بالمسؤولية والثقة بالنفس وقوة الفكر في الدعوى لضورورة حوار الانسان مع اخيه الانسان على الأسس والقواعد والغايات المبينه في الكتاب لما فيه من خير للبشرية وأخلاصها . والله ولي التوفيق . إنّهُ نعم المولى ونعم النصير .