للمجد لو يدري الأنام بنائي
ولأمتي لو يعلمون عطائي
أبني النفوس على الهدى في عزة
لما أزل أزهو بها وإباء
حب العطاء سجيتي رغم الأسى
ما حال دون سجيتي إيذائي
أحببت طلابي ولست مخادعاً
ورضيت فيهم مخلصاً بعنائي
فهم صغاري إنني لدليلهم
للمكرمات فإنهم أبنائي
أتفيأ النعماء عند ظلالهم
أملي هم ملء الدنى ورجائي
مهما ظلمت فلن أكون مخادعاً
وطناً له عند الفداء دمائي
أطفالنا أمل الحياة فمن لهم
إلاي نوراً في دجى الظلماء
ما ذنبهم إن كان دهري قاسياً
أن يغرقوا في محنتي وبلائي
فعليَّ أن أسقيهم كأس الرضا
صرفاً وأطعمهم رضي هناء
وأدغدغ الحلم الشهي بجفنهم
حتى يرف مضمخاً بشذاء
أحيي لديهم بكرة وعشية
أملاً يكاد يموت في الأرزاء
أبداً أراقب سعيهم وأحثهم
وأراهم يتنافسون إزائي
يستعذبون نشاطهم فكأنهم
متنعمون بجنة غناء
وأنا أسر وفرحتي تسع الدنى
أني بهم قد نلت كل عزائي
يا صاحب القلب الكبير ومن له
قلب كقلبك مترف الآلاء
كم ذا تجود بما لديك سماحة
سيان في السراء والضراء
أنت الجهاد وأنت دربك مظلم
بحر يموج بصاخب الأنواء
سفن الحياة تضل في تسيارها
إن لم تقدها مخلص الإسراء
أنت المجاهد مخلصاً بجهاده
إن راح غيرك في الجهاد يرائي
يهب المجاهد روحه متبسماً
ويعيش كل منافق لثراء
أولى بمن فاق الأنام عطاؤه
أن يستظل بوارف النعماء
بوركت يا سمح العطاء على المدى
يامن يفوق فداك كل فداء
يامن حياتك للحياة دعامة
وحياة من خانوا الوفا لفناء
مصطفى فتح الله (رحمه الله)