كفرتُ بالأقـلامِ والدفاتِـرْ . كفرتُ بالفُصحـى التي تحبـلُ وهـيَ عاقِـرْ . كَفَرتُ بالشِّعـرِ الذي لا يُوقِفُ الظُّلمَ ولا يُحرِّكُ الضمائرْ . لَعَنتُ كُلَّ كِلْمَةٍ لمْ تنطَلِـقْ من بعـدها مسيرهْ ولـمْ يخُطِّ الشعبُ في آثارِها مَصـيرهْ . لعنتُ كُلَّ شاعِـرْ ينامُ فوقَ الجُمَلِ النّديّـةِ الوثيرةْ وَشعبُهُ ينـامُ في المَقابِرْ . لعنتُ كلّ شاعِـرْ يستلهِمُ الدّمعـةَ خمـراً والأسـى صَبابَـةً والموتَ قُشْعَريـرةْ . لعنتُ كلّ شاعِـرْ يُغازِلُ الشّفاهَ والأثداءَ والضفائِرْ في زمَنِ الكلابِ والمخافِـرْ ولا يرى فوهَـةَ بُندُقيّـةٍ حينَ يرى الشِّفاهَ مُستَجِيرةْ ! ولا يرى رُمّانـةً ناسِفـةً حينَ يرى الأثـداءَ مُستديرَةْ ! ولا يرى مِشنَقَةً حينَ يرى الضّفـيرةْ ! ** في زمَـنِ الآتينَ للحُكـمِ على دبّابـةٍ أجـيرهْ أو ناقَـةِ العشيرةْ لعنتُ كلّ شاعِـرٍ لا يقتـنى قنبلـةً كي يكتُبَ القصيـدَةَ الأخيرةْ !
أحمد مطر >> التكفير والثورة