أقتطف من بيان الأزهر الشريف المؤرخ في 11 آذار ما يلي :
« يتابع الأزهر الشريف ببالغ القلق ما ترتكبهُ ما تسمى بـ «مليشيات الحشد الشعبي» الشيعية المتحالفة مع الجيش العراقي من ذبحٍ و اعتداء بغير حقّ ضد مواطنين عراقيين مسالمين,
لا ينتمون الى داعش أو غيرها من التنظيمات الأرهابية، و يؤكد الأزهر الشريف أدانته الشديدة لما ترتكبهُ هذه المليشيات المتطرفة من جرائمٍ بربرية نكراء في مناطق ( الأربعيين-المذاهب الأربع الإسلامية), والتي بدأت القوات العراقية، بسط سيطرتها عليها, خاصة في تكريت و الأنبار، و غيرها من المدن ذات الأغلبية ( الأربعيّة) ، و يوضح أن ما ترتكبه هذه ألجماعات من عمليات تهجير و قتل , و أعدامات ميدانية، و مجازر بحقّ المدنيين السنة , و حرق مساجدهم, و قتل أطفالهم و نسائهم بدمٍ بارد, بدعوى محاربة تنظيم داعش ،لهو جريمة وحشية يندى لها جبين الأنسانية جمعاء. . . ألخ . . ألخ . . « !! من أين استقى الأزهر الشريف معلوماته التي توصلهُ الى مثل هذه الأستنتاجات التعسفية الضالة المضلة ؟ فالأزهر ليس له مراسلون نزيهون حياديون في جبهات القتال في العراق أو مواقع الأعتداء على ( الأربعيين) من قبل ( الجعفريين) كما يدعي . واضحٌ إنّ الأزهر الشريف يستقي معلوماته هذه من جهات معينة، ومن بعض وسائل الإعلام ،و بعض أو كثير من السياسيين الذين يسعون جاهدين لترويج مثل هذه الادعاءات المسمومة لخلق و تغذية أسوأ آفة سرطانية مدمرة: آفة ألطائفية المشؤومة في هذا العراق الجريح الذي اثخنتهُ فتن اصحاب النوايا السوداء الحاقدين المتآمرين لزعزعة أمنه واستقراره، كان من الأجدر بمؤسسة دينية عريقة كالأزهر الشريف، أن لا تصطف مع هذه الجهات المغرضة قبل أن تحقق في الأمر، و تتأكد من صحته، و المخاطر الجسيمة التي يمكن ان تترتب على مثل هذا الأصطفاف : (يا أيها ألذين أمنوا أن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) .
أود هنا أن أعيد الى الذاكرة ما حدث لأحد رؤوساء الوقف ( الأربعي) العراقي السابق , وهو شخصية لها مكانتها و أحترامها, حيث دعاهُ المحكوم عليه بالأعدام الهارب طارق الهاشمي ( وكان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية أنذاك) الى التنديد ببعض الضباط ( الجعفريين) في الشرطة العراقية، و المطالبة بإحالتهم للقضاء، لأعتدائهم جنسياً على الشريفة العفيفة صابرين الجنابي، و ذلك أستناداً على وصفها تفاصيل الأعتداء عليها جنسياً، أثناء ألتحقيق وأمام وسائل الإعلام و الرأي العام، فأنبرى الشيخ رئيس الوقف ( الأربعي) خطيباً يجلجل و يزمجر، أستهجاناً و مناشدة بالقصاص من المجرمين! و بقية القصة معروفة لجميع العراقيين ،حيث أفتضح أمرُ تلك المرأة و من تكون ؟ ! و أفتضح أمر فبركة القصة بكاملها، بهدف الأيقاع بضباط الشرطة ( الجعفريين) الذين كانوا يؤدون واجباتهم بأمانة!! و أنزلق الشيخ الجليل الى ما لا يليقُ به !الملاحظ في بيان الأزهر الشريف, إنّهُ يتهم «الحشد الشعبي» و بلغة الجزم و التجريم و يلصق به أعمالاً أجرامية بربرية بحق ( الأربعيين) في العراق ! من يقوم بذلك لا بد و أن يكون قد أمتلك الشواهد و الأدلة القاطعة و التي لا تقبل الشك , فما هي شواهده و أدلته ؟! هل هي ما سمعهُ، و ما قرأه وما أرسل أليه من هكذا أتهامات ؟ هل إن الأزهر الشريف يبني أحكامه على ما قرأ و ما سمع، و ما أرسل أليه في أمور الخصومات و الأتهامات !؟ هل أجهد نفسه في مراجعة الكم الهائل مما يقال، و ينشر و تبثه وسائل الإعلام العراقية من أفلام موثقة وشهادات المراسلين على أرض الواقع، وساحات المعارك والتي تدحض كل تلك الادعاءات و تثبت العكس تماماً؟! و لنذكر منها مثلاً واحداً، وهو قناة العراقية الفضائية شبه الرسمية . . هل تتبعوا هذه القناة الفضائية و أستمعوا الى مراسليها من على جبهات القتال ؟ و هل شاهدوا أفلامها المباشرة من ساحات المعارك ؟ و هل أستمعوا الى ما يقوله وما يوجه به وما يشدد عليه المسؤلون و القادة العسكريون فيما يخص سلامة وأمن وأحتياجات المدنيين؟. إنّ الخروقات الفردية أمرٌ طبيعي و لا مفر منه في جميع جيوش العالم ،كما صرّح بذلك القائد العام للقوات المسلحة العراقية و وزير الدفاع العراقي، وكما أضاف، فأن مرتكبيّ هذه الخروقات هم المسؤلون عن الجرائم المرتكبة من قبلهم، و يجب ان ينالوا عقوباتهم و لا ينبغي تعميم هذه الحالات الفردية على الأطلاق على فريق أو طائفة بكاملها. . أنا هنا اسأل الأزهر الشريف :
ألا ترتكب جرائم في جمهورية مصر الشقيقة؟ بالتأكيد نعم ! أذاً.. هل يمكن أن نعمم ذلك على جميع المصريين، ونقول أن المصريين مجرمون؟ معاذ ألله كلا. تأسس الحشد ألشعبي أستجابة لنداء المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف عند أعلانها «الجهاد الكفائي» الذي أطلقهُ الشيخ عبد المهدي الكربلائي، الناطق بأسمها من مدينة كربلاء المقدّسة، وذلك لأنقاذ العراق من الخطر البربري الداعشي الذي نشر الرعب و الدمار و الموت وقطع الرؤوس و ثقافة «جهاد النكاح» و أغتصاب وبيع ربات البيوت، وبناتها وقتل المسيحيين و الإيزيديين،وكل من يخالف تعاليمهم المتخلفة البربرية، و أستشرى هذا الوباء الداعشي السرطاني في كل مكان، وأسس له حواضن ومحميات، و ابتلع أجزاءاً كبيرة من محافظات العراق الشمالية و الغربية كنينوى ـ الموصل و صلاح الدين والأنبار،وكذلك ديالى و بابل و حزام بغداد، و فيما يزيد على ثلثي مساحة العراق الكلية، حتى اضحت بغداد نفسها تعيش كابوس الرعب، و مهددة بالسقوط في الوقت الذي أصبح الجيش والقوات الأمنية شبه مشلولة ! و عند سماع العراقيين نداء المرجعية « للجهاد الكفائي» ضدّ داعش هذا و من تعاون معه , هب وعلى الفور مئات الآلاف منهم أو ربّما المليون أو يزيد و كأنهم كانوا في أنتظار وعلى موعد! فأتجهوا جماعات جماعات و أفراداً افراداً . . مئات الناقلات تتبعها مئات و مئات حتى صرّح المسؤلون إنّ امكانيات الدولة، لا تستوعب تسليح و تدريب و تعبئة كل هذه الحشود الزاحفة و المتدافعة الى الخطوط الأمامية في جبهات القتال ضدّ داعش و من معه تاركين أعمالهم و وظائفهم وبيوتهم و عوائلهم، و أطفالهم وفي رؤوسهم تصميم و في قلوبهم عقيدة و أيمان : أمّا النصر أو الشهادة .. لا يبغون مالاً ولا يريدون جزاءاً.. الوطن في خطر و الدين في خطر و الأعراض في خطر و الممتلكات في خطر. . كل شيء في خطر . . فعلام الأنتظار؟ أنهم قادمون وليخسئ داعش و أعوانه ! و قد خسئ فعلاً، و انقلب على ظهره ضعيفاً ذليلاً حقيراً ! و هكذا أنقلبت الأمور . . هجمات داعش و أعوانه تحولت الى خسائر و هزائم في حين ان خسائر الجيش و القوات المسلّحة تحولت الى تقدم وأنتصارات مظفرة، وأصبح الجيش و الحشد الشعبي و القوات الأمنية الأخرى منظومة متكاملة منسجمة منظبطة و قوة ضاربة يتهاوى أمامها داعش و ماعش ومن لف لفه !الأزهر الشريف مطالب الآن أن يعترف إنّهُ ببيانه هذا قد خطى خطوة في الأتجاه غير الصحيح ، و بما لا يتلائم مع مكانته المرموقة في العالم الإسلامي، و بما هو مطلوب و متوقع منه في لم شمل الأمة الإسلامية وتوحيدها و تنقية أجوائها من الخلافات و الأنشقاقات و الصراعات و التقاتل .. ليس في و للعالم الإسلامي فقط ، و إنما للعالم كلّه و للبشرية جمعاء بغض النظر عن أختلاف الأديان والأتجاهات والمشارب، وغريب , بل و غريب جداً، إنّ يكون الأزهر الشريف مصدراً لأشعال نار الفتنة من جديد بين الشيعة و السنة في العراق، بعد كل ما عاناه العراق من مصائب و و يلات في هذا المستنقع، و بعد أن أستطاع بشقّ الأنفس، التغلب على هذا الوباء الفتاك ووأده في لحده..الأزهر الشريف مطالب الآن، أن يعتذر للعراق و شعبه و أبطال جيشه و قوّاته المسلحة و المنضمين تحت لوائه، و بالأخص أبطال الحشد الشعبي الشرفاء الشجعان المؤمنيين بعدالة قضيتهم و المضحين بأرواحهم وبكل ما يملكون , تطوعاً منهم من غير إكراه و تلبية لنداء المرجعية الدينية في النجف الأشرف لأنقاذ العراق من الكوارث التي سببها مجرمو العصر و لصد زحف قوى الجهل و الضلالة و الأجرام عليه، و لسحق الداعشيين المجرمين، و من أتى بهم ومن آواهم ومن أصطف معهم برغبته و إرادته، و من دون أن يكون مغرراً به أو مكرهاً على ذلك .نعم , إن أبطال الحشد الشعبي هؤلاء هم الذين قلبوا المعادلة و حولوا النكسات الى أنتصارات عارمة، جنباً الى جنب مع أبطال الجيش العراقي، و قوى الأمن الأخرى، وصقور القوة الجوية و طيران الجيش البواسل المهرة الأكفاء، فحزام بغداد ومناطق ديالى و بابل و سد العظيم وجبال حمرين و جرف النصر و آمرلي و . . . و . .تم تطهيرها من دنس المجرمين الجهلة المتخلفين الأوباش، وفي هذه الساعة و أنا أكتب هذه السطور، أستمع الى الأخبار المفرحة من جبهات القتال في تكريت ـ صلاح الدين وفي الرمادي، حيث تتهاوى و تنهار جبهات الداعشيين، ومن معهم، وحيث أن تنظيف المحافظتين من المغتصبين الحمقى، أصبح الآن أمراً محسوماً، والإعلان عنه متوقع في أي وقت في الزمن القريب (ربّما ساعات) و يجب الإشارة كذلك الى أنتصارات قوات البيشمركة البطلة في أطراف محافظة كركوك، و بعض المواقع الأخرى.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بركان حبك ياعلي
