صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16
الموضوع:

العنكبوت ... قصة قصيرة

الزوار من محركات البحث: 13 المشاهدات : 854 الردود: 15
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    تاريخ التسجيل: September-2011
    الدولة: في قلب الوطن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,181 المواضيع: 2,226
    صوتيات: 125 سوالف عراقية: 5
    التقييم: 13945
    مزاجي: هادئة دون حذر أو حماسة
    أكلتي المفضلة: طاجين الزيتون
    موبايلي: ذاكرتي الصورية
    آخر نشاط: 5/October/2024
    مقالات المدونة: 4

    العنكبوت ... قصة قصيرة

    العنكبوت




    دوَّت ضربات المطرقة الخشبية في أرجاء المحكمة؛ فانقطعت موجة الهمهمات التي كانت تتعارك في سماء القاعة، لينبعث بعدها صوت القاضي:

    فتحت الجلسة...

    القضية الأولى: (السيدة حياة...)، والسيد (أمين...)، (صاح أمين الضبط).

    حياة... وأمين...؟! سبحان الله، (قالت فتحية لنفسها).





    لم يطل استغرابها، فها هي حياة تتقدم بجسدها المنتصب، وهامتها الشامخة، تقرع أرضية القاعة بكعبها العالي، وتسير بخطوات ثابتة توحي بالثقة والصمود.





    إنها هي الأستاذة حياة بعينها، وزوجها الطبيب أمين.





    ما الذي حدث يا ترى؟ وأي قضية هذه التي ستخوض حياة غِمارها لا كمحامية كالمعهود، بل كطرف في الخصومة؟


    وراحت تلك الأسئلة الحائرة تتكالب على ذهن فتحية، وتنهش دماغها الصغير!





    وفي الأخير غلبها عجزها عن إيجاد إجابات مقنعة لما تراه، فقررت أن تترك الأمر للوقائع.




    قطع عليها شرودها صوت الدكتور أمين، وهو يقول بصوت تكتنفه نبرة من الغضب والحنق:



    حضرة القاضي، لن أطيل عليكم، كل ما أريده هو الانفصال العاجل عن الأستاذة حياة... وأنا على أتم الاستعداد لدفع كل ما يترتب على ذلك من حقوق ومصاريف.





    ثم التفت إلى حياة، وبنبرة واثقة صلبة، تشير بما يعتمل في نفسه من حنق وغيظ! قالها وهو يضغط على مخارج الحروف، ويصر على أسنانه في قلق ظاهر كأنه يواجه شيطانًا رجيمًا، قذف

    بتلك الكلمة الكريهة كبركان يقذف بحممه المستعرة من جوفه المشتعل:

    حياة، أنت طالق! طالق! طالق!





    كان لهذه الكلمة على الحاضرين وقعُ القذائف الضخمة التي تحيل الوجود إلى عدم، وتذَرُ عامر الديار خرابًا تنعِق على تلاله الغربان، تسربلت المحكمة بسربال من الوجوم، وأطبق عليها
    صمت كصمت القبور، إلا من بعض الوشوشات والهمسات التي كانت تزحف من هنا وهناك، لم تلبث أن تعالت إلى همهمات ودمدمات تجوب سماء القاعة كشهب طائشة تتطاير في هذا

    الفضاء المكفهر.




    أما حياة، ولمن لا يعرف الأستاذة حياة، فهي خريجة كلية الحقوق، دبلوم دراسات عليا، أفنت زهرة حياتها في هذا المجال، وتشبَّعت بجملة من الأفكار التحررية، وكرَّست جهودها في

    الدفاع عن المرأة، وافتكاك حقوقها المغصوبة من قِبل الرجال باسم العوائد، والأعراف... وأحيانًا باسم الشرع!





    هذه القاعة التي تقف فيها اليوم خصيمةً لزوجها السيد (أمين...) كانت في يوم ما بيئتها المفضلة التي تحولها إلى حلبة تصرع فيها الأنداد، وتُرْدي فيها حذَّاق المحامين.




    كانت الكلمات تتحول في فم حياة إلى قذائف نارية تشوي الخصوم، وكانت تغزل من العبارات سياطًا تجلد بها ظهورهم، حتى لقبوها بـ: (المرأة الحديدية).





    لم يكن تفريق الأُسَر، وتطليق الأزواج بالشيء الذي يقف في طريقها، كل ما يهمها هو المرأة المظلومة، وحقوقها المغصوبة... وكل ما عدا ذلك فليذهب إلى الجحيم!




    علاوة على ذلك: لم يكن نشاطها التحرري مقتصرًا على عملها في مكتب المحاماة، بل كانت تهتبل فرص اللقاء بالنساء في الأفراح والمناسبات لبثِّ هذه الأفكار بدعوى التوعية والتثقيف.




    وفي الجملة:
    كانت حياةُ عاصفةً هوجاء تكتسح كل ما يواجه طموحها، أو يهدد تطلعاتها.




    ها هي حياة تتلقى الكلمة نفسها، التي طالما تسببت هي فيها بين الأزواج وزوجاتهم.




    غاضت الدماء مِن وجهها، صبغ محيَّاها طبقة من الشحوب الفاقع، سرى في جسدها الواهن رعدة تنبئ عما يمور في قلبها من زلازلَ وأعاصير، وأحست أنها استحالت إلى جذع شجرة

    منقعر تصفر فيه الريح، وتأوي إليه الحشرات والهوام.

    ما أمَرَّ هذه الكلمة! وما أشدَّ وقعها! (قالت حياة لنفسها متمتمة).





    ثم لم تلبث أن فقَدت توازنها، وترنح جسدها، لتقع على أرضية المحكمة مغمًى عليها!

    ساد المحكمة جوٌّ من اللغط والضجيج العالي، وهوت مطرقة القاضي حانقة على المنصة، لتفرض الصمت من جديد.




    أما فتحية فقد غرقت في دوامة من الدهشة والاستغراب، وذهبت تبحث دون جدوى عن أي تفسير لما تراه أمامها من هذا اللغز المحير، المرأة الحديدية تغرق في بركة من الصدأ!

    أيعقل أنها كانت تخدعنا؟! (قالت فتحية لنفسها).




    علا صوت أمين الضبط من جديد، وقطع على فتحية شرودها.


    القضية الثانية: السيدة (فتحية...) والسيد (محمود...).




    تخشب جسدها، تهدَّلت أكتافها، وانتابتها رِعدة من أخمص قدميها إلى قمة رأسها، نظرت إلى زوجها (محمود) بعينين يتراقص الدمع في محاجرهما، وأجهشت بالبكاء!





    مما راق لي

  2. #2
    من اهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2013
    الدولة: iraq.الكاظميه
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 7,082 المواضيع: 347
    التقييم: 7381
    مزاجي: لابأس
    أكلتي المفضلة: الدولمه
    موبايلي: صرصور
    آخر نشاط: منذ 6 دقيقة
    مقالات المدونة: 3

  3. #3
    استثنائية
    قتلني حسن الظن بهم
    تاريخ التسجيل: October-2012
    الدولة: Lost
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 25,437 المواضيع: 626
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 4321
    مزاجي: متفائلة
    المهنة: unemployed
    موبايلي: xperia z2
    آخر نشاط: 23/March/2018
    مقالات المدونة: 14
    شكراااا ليديا

  4. #4
    مساعد المدير
    الوردة البيضاء
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 258,306 المواضيع: 74,490
    صوتيات: 23 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 95880
    مزاجي: الحمدلله على كل حال
    المهنة: معلمة
    أكلتي المفضلة: دولمه - سمك
    موبايلي: SAMSUNG
    آخر نشاط: منذ 36 دقيقة
    مقالات المدونة: 1
    شكرا ليديا ع القصة

  5. #5
    صديق نشيط
    الورد المجروح
    تاريخ التسجيل: January-2015
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 207 المواضيع: 0
    التقييم: 43
    مزاجي: مااعرف ضوجة
    المهنة: طالبة جامعية
    أكلتي المفضلة: دولمة
    موبايلي: 3GS
    آخر نشاط: 15/April/2015
    شكرا ع القصة

  6. #6
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوحسن الاسدي مشاهدة المشاركة
    هههههههه ما بك ؟؟ تلك هي النهاية لو اشرح لك الامر سيفقد طعمه ههههههه


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اجمل انسانة مشاهدة المشاركة
    شكراااا ليديا
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sawsanmahmoud مشاهدة المشاركة
    شكرا ليديا ع القصة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحكتي صداها دمعتي مشاهدة المشاركة
    شكرا ع القصة

    الشكر لكن مروركن الجميل والفاهم ههههه ابو حسن يريد ان يعرف النهاية لم يتمكن من رؤيتها

  7. #7
    صديق مؤسس
    UniQuE
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: بغداد و الشعراء و الصور .
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 22,920 المواضيع: 1,267
    صوتيات: 37 سوالف عراقية: 16
    التقييم: 13195
    مزاجي: لا يوصف
    موبايلي: +Galaxy S20
    مقالات المدونة: 102
    اما انا فلم ترُق لي ....انها تكرس فكرة ان المرأة مهما بدتا قوية فهي في الواقع لا شيء ...و انها شجرة جذرها رجُل ....ما ان تنقطع عنه حتى تهوي ....
    بربك ليديا ........

    اما ما لم افهمه ...ما علاقة العنوان بالاحداث ...(هذه المرة عليك ِ ان تتنازلي لتشرحي لنا ).

  8. #8
    المشرفين القدامى
    إعلامي مشاكس
    تاريخ التسجيل: February-2015
    الدولة: Iraq, Baghdad
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 29,554 المواضيع: 8,839
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 6
    التقييم: 22065
    مزاجي: volatile
    المهنة: Media in the Ministry of Interior
    أكلتي المفضلة: Pamia
    موبايلي: على كد الحال
    آخر نشاط: 5/October/2024
    مقالات المدونة: 62
    خالص شكري وتقديري لمجهودك الرائع
    سلمت يداك
    تقبل مروري المتواضع امام موضوع الجمييل

  9. #9
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fairy touch مشاهدة المشاركة
    اما انا فلم ترُق لي ....انها تكرس فكرة ان المرأة مهما بدتا قوية فهي في الواقع لا شيء ...و انها شجرة جذرها رجُل ....ما ان تنقطع عنه حتى تهوي ....
    بربك ليديا ........

    اما ما لم افهمه ...ما علاقة العنوان بالاحداث ...(هذه المرة عليك ِ ان تتنازلي لتشرحي لنا ).


    انها ببساطة الحقيقة .... ابدا ليست قضية المراة مع الرجل

    متى جعلت معركتها ضد الرجل ضعفت المراة وصارت هينة

    معركة المراة يجب ان تكون هي ذاتها معركة الرجل

    مسؤولية الحفاظ على البيت بالحب بالمودة بالرحمة بالتسامح وبالتنازل ايضا متى تطلب الامر

    لان المراة اقوى من الرجل في ذلك

    هنا حسب رؤيتي انهيارها ليس لانها فقدت الرجل ولكن لانها خسرت معركتها الشخصية في ان تكون قوية في ان تكون امراة لا عنكبوت

    ليس الحديد دوما عنوان القوة ’ يقال الالماس اكثر قوة منه

    - ليس قوة ان تضربي بشدة وتكسري روابط قوية

    - القوة الحقيقية هي راب صدع الروابط المتهرئة .

    - البيوت في النهاية سكن .. تنازل المراة للرجل حقيقة .. ما اجمل ان نكون سعداء مستقرين وحسب دون حسابات اخرى

    - مظهرنا الخارجي.. مكانتنا الاجتماعية ... نظرة الاخرين الينا تجعلنا نخفي الكثير من آلامنا و ... و ... و نتنازل حتى نسلم من ان تلوكنا السنة الي يسوى والي ما يسوى

    - نعم ... و هذا كله تختصره كلمة ( الأبغض ... عند الله ) فإما يكون عن قناعة تامة منقطعة تشبه الجنون أو لا تكون

  10. #10
    من أهل الدار
    قاضي محكمة الدرر
    شكرا لكم جميعا مروركم

    مازالت تروق لي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال