تقودُني اللاذاكرةُ إلى سطوَةِ التَّكوين
تقودُني إلى اللاوقتِ الشَّفيف
تقودُني شكلاً يتيهُ في التَّأوِيل
يتذبذبُ إزاءَ العَدَم ..
حتى تساورُني السَّنواتُ المنافي
هكذا نركضُ يا حِصاني
هل نسِيتُ أشياءَ خلفِي ؟!
نسِيتُ الأحلامَ وقمرَ الزَّمان
نسِيتُ الزَّعترَ وموطِىءَ الدُّراق
نسِيتُ قطرةَ الماءِ تنامُ في كفِ أمي
أيُّها المساءُ المُضمَّخُ بالسَّديم ،
يا من كَسَرتَ على الرَّملِ قريحتي
كَسَرتَها كلَيلِ البحر
أنتَ هوةٌ تسقطُ من القاع
أنتَ سبخةٌ جعَّدتها حوافرُ الأيّام
برغمِ الخَجَلِ الَّذي مِنِّي لا يجف ،
وبرغمِ الزِّحامِ المُصفَّدِ بالضِّياء ،
يَحُطُّ الفراشُ على غبشِي
فاصعَد أيُّها الهباءُ اصعَد
اصعَد على كَتِفي
هاكَ قلبِي قبضةً من تُراب
كن خُلاصةَ العشقِ والعُشّاق
كن عشبةً لوَّنَها الزَّمان
كن غمامًا قصيًّا قصيّا
ودعنِي أعودُ مُضرَّجًا
مُضرَّجًا بالدُّخانِ الَّذي يمضُغني ..
لهيبَ نار !
محمد الاسطل