مفاجأة: الأرض لا تدور حول الشمس.. بل تطير
|
ربما تعجب عزيزي القارئ أن الحقيقة العلمية التي تقول إن الأرض تدور حول الشمس غير دقيقة علمياً!! دعونا نتأمل .... |
بعد انتشار هذه المقالة بشكل كبير على الإنترنت وردتنا كثير من التساؤلات تنتقد هذا البحث لأنه ربما يخالف المألوف، ولذلك نود أن نؤكد أن هذا البحث يتطابق مع القرآن الكريم من جهة ومع الحقائق العلمية من جهة ثانية. فالمؤكد مئة بالمئة أن أرضنا تنجرف مع بقية الكواكب ضمن المجموعة الشمسية بقيادة الشمس، وتتحرك صعوداً وهبوطاً حول مركز المجرة!
فإذا قدر لنا أن نخرج خارج المجرة وننظر إلى الأرض فسوف نراها تسير بحركة دوامية تشبة إلى حد كبير حركة الطائر تحت التصوير البطيء.. طبعاً هذه الأرض تستغرق أكثر من 225 مليون سنة لتتم دورةواحدة حول مركز المجرة.. فلو قدر للبشر أن يعيشوا لكل هذه الفترة وقدر أن يسيروا بسرعة تفوق سرعة الضوء فيمكن أن يروا إحدى دورات الأرض حول مركز المجرة..
ولذلك فإننا عندما نتحدث عن "طيران الأرض" فهذا يعني أننا نتحدث عن زمن يقدر بمئات الملايين من السنين. أما إذا أردنا أن ننظر إلى الأرض نظرة محدودة حسب أعمارنا القصيرة فإننا نرى دورانها حول الشمس فقط، ولذلك أرجو من إخوتي القراء الانتباه إلى هذه القضية، وهي أن القرآن صور لنا حركة الأرض وكأننا نراها من خارج الكون.. وهذا يدل على أن منزل القرآن هو خالق الأرض وهو أعلم بحركتها...
------------
حتى قل سنوات قليلة كان العلماء يعتقدون أن حركة الأرض حول الشمس دائرية تقريباً، ولكن بعد اكتشاف حركة الشمس حول مركز المجرة وأنها تسير بسرعة هائلة تبين أن الأرض لا تدور إنما تتحرك حركة موجية اهتزازية صعوداً وهبوطاً.
عندما ننظر إلى الأرض من داخل المجموعة الشمسية نراها تدور حول الشمس، ولكن هل تبقى هذه الفكرة صحيحة عندما نبتعد عن مجموعتنا الشمسية ؟
عندما ننظر إلى الشمس من خارج المجرة، فإننا نجد الشمس تتحرك بسرعة هائلة وتنجرف عبر المجرة صعوداً وهبوطاً بحركة اهتزازية أو تموجية وتنجرف معها الكواكب مثل الأرض والقمر والمشتري وزحل... حتى حزام الكويكبات والنيازك .. كلها تنجرف صعوداً وهبوطاً... بحركة عنيفة جداً... هذه الحركة لا يمكن أن نسميها دوران الأرض حول الشمس إلا إذا نظرنا من داخل المجموعة الشمسية.
هكذا تبدو المجموعة الشمسية عندما ننظر إليها من الخارج... الشمس تجري بسرعة وتلحق بها الكواكب ومنها الأرض والقمر مثل سباق دائم لا يتوقف! إذاً الأرض لا تدور بل تطير في الفضاء.. هذا السباق عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 40].
وهنا ربما نجد رداً على من يدعي أن القرآن لم يتحدث عن دوران الأرض حول الشمس، لأن القرآن يصف لنا الحقيقة المطلقة التي لا تتغير، بينما معظم الحقائق العلمية قابلة للتغير حسب التطور العلمي.
حسب المعلومات المتوفرة فإن الأرض تدور حول نفسها بسرعة تصل إلى 1600 كيلومتر في الساعة، والحركة الثانية للأرض حول الشمس، حيث إن الأرض تسير حول الشمس بسرعة تصل إلى أكثر 100000 كيلومتر في الساعة، أما الشمس فتسير حول مركز المجرة بسرعة تصل إلى 715000 كيلومتر في الساعة وهي سرعة هائلة.
إذاً الأرض لها ثلاث حركات: حول نفسها وحول الشمس وحول مركز المجرة... وربما هناك حركات أخرى لا يعلمها إلا الله تعالى. ولكن المؤكد أن هناك حركة رابعة للأرض مع المجرة حول مركز لتجمع المجرات وهي سرعة أكبر بكثير وتبلغ ملايين الكيلومترات في الساعة.
إشارة قرآنية رائعة للحركة الحقيقية للأرض
القرآن لم يتحدث عن دوران الأرض حول الشمس، ولو قال: إن الأرض تدور حول الشمس، لكان هناك خطأ علمي، لأن الأرض لا تتحرك حركة دورانية بسيطة بل حركة معقدة جداً. والعجيب أننا نجد آية في كتاب الله تعالى تشير بدقة مذهلة للحركة الحقيقية للأرض!
قال تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا) [المرسلات: 25]. في هذه الآية كلمة عجيبة وهي (كِفَاتًا) فما معنى هذه الكلمة؟ دعونا نذهب لمعجم المعاني على الإنترنت وندقق في معاني واستخدامات هذه الكلمة في اللغة العربية. وسوف نجد لهذه الكلمة ثلاثة معاني رئيسية:
1- معنى السرعة
هذه الكلمة تعبر أساساً عن السرعة، فالكُفْتُ من الخيل: الشديدُ الوثْب. ويقال رجلٌ كَفْتٌ: خفيف سريع. وبالفعل فإن الأرض تسير بسرعة هائلة عبر المجرة مع المجموعة الشمسية وهذه السرعة تصل لأكثر من سبع مئة ألف كيلومتر في الساعة. ففي كلمة (كِفَاتًا) إذاً إشارة إلى أن حركة الأرض حركة سريعة جداً.
2- معنى التقلب والسرعة مع الحركة صعوداً وهبوطاً
كَفَتَ الشيءُ: تقلَّب ظهرًا لبطن وبطنًا لظهر. كَفَتَ الطائرُ وغيرُه: أَسرع في الطير وتقبَّض فيه . يقال فرسٌ كفتٌ: أي سريع، شديد الوثب.
وهذا المعنى يعبر تماماً عن تقلب الأرض وصعودها وهبوطها مع المجموعة الشمسية بحركة اهتزازية وذلك حول مركز المجرة مثل الفرس الذي يثب سريعاً فيصعد ويهبط.. أي في كلمة (كِفَاتًا) إشارة إلى الحركة التقلبية للأرض مثل طيران الطير، فالطير لا يسير بخط مستقيم بل نجده يصعد ويهبط تماماً مثل حركة الأرض صعوداً وهبوطاً.
هكذا يرسم الطائر مساراً يشبه المسار الذي ترسمه الأرض أثناء حركتها عبر المجرة. طبعاً هذه النتيجة لم يكن أحد يعلمها سابقاً، حتى الطيور كان العلماء يعتقدون أنها تسير بحركة مستقيمة فقط، ولكن تبين أن الطيور تتحرك صعوداً وهبوطاً وتتقلب أثناء طيرانها.
تأملوا معي الحركة الحقيقية للأرض .. إنها ترسم مساراً متموجاً مثل المسار الذي ترسمه الأرض أثناء "طيرانها" في المجرة. صعوداً وهبوطاً وتتقلب في حركتها، إذاً حركة الأرض ليس دورانية بل تشبه حركة الطير المسرع.
لاحظوا التشابه الكبير بين حركة الطائر وحركة الأرض، ولذلك فإن كلمة (كفت) تستخدم أساساً في اللغة للتعبير عن سرعة الطيور وتقلبها، وسرعة الفرس وشدة وثبه صعوداً وهبوطاً، كما جاء في معاجم اللغة العربية: (كَفَتَ الشيءُ: تقلَّب ظهرًا لبطن وبطنًا لظهر. كَفَتَ الطائرُ وغيرُه: أَسرع في الطير وتقبَّض فيه . يقال فرسٌ كفتٌ: أي سريع، شديد الوثب.).
وهكذا يتبين لنا أن الحركة الحقيقية للأرض تشبه حركة الطير .. ولذلك استخدم القرآن كلمة (كِفَاتًا) لأنها أنسب كلمة تعبر عن حقيقة حركة الأرض إذا نظرنا إليها من خارج المجرة.
3- معنى الضم والجذب
كفَت الثوبَ جمَعه وضمّ بعضَه إلى بعض. وهذا المعنى يعبر عن جاذبية الأرض للناس (أحياءً وأمواتاً) على الرغم من حركتها العنيفة جداً وسرعتها الهائلة فلا نكاد نشعر بها أو تؤثر علينا، فهي مستقرة تماماً كما قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا) [غافر: 64].
فالمعجزة التي تستدعي التدبر أن الأرض تسير بهذه الحركة السريعة والمعقدة وعلى الرغم من ذلك نراها مستقرة هادئة نعيش عليها ونستمتع بخيراتها، فهي قرار لنا بسبب تميزها بحقل جاذبية مناسب لاستقرارنا على ظهرها.
وهنا لابد من التأكيد أن القرآن لو تحدث عن دوران الأرض حول الشمس لكان هناك خطأ علمي، لأن دوران الأرض يتحقق فقط إذا نظرنا إلى الأرض من داخل المجموعة الشمسية، ولكن القرآن يصف لنا الحقائق وكأننا نراها من الأعلى بما يشهد على أنه كتاب منزل من خالق الكون سبحانه وتعالى.
صورة تمثل الحركة الحقيقية للأرض كما نراها من خارج المجرة وهي حركة تموجية صعوداً وهبوطاً أي تسرع وتتقلب.. المسار الأصفر هو الشمس والمسار الأخضر هو الأرض. لاحظوا معي كيف أن المجرة أيضاً تتحرك وبالتالي كل شيء يسبح في هذا الكون.
وربما نتذكر فتوى لبعض علمائنا يقولون إن القول بدوران الأرض حول الشمس يخالف ظاهر القرآن... الحقيقة هذه الفتوى دقيقة من الناحية العلمية لأن القرآن بالفعل لا يقول إن الأرض تدور حول الشمس.. ولكن إذا فهمنا هذه الآية (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا) على ظاهرها، أي الكفتُ هو السرعة والتقلب والجذب.. وقلنا إن الأرض كفات أي مسرعة وتصعد وتهبط مثل الطير، وتضم إليها القمر أثناء حركتها.. فهذا المعنى موافق للغة العربية ومطابق للحقيقة العلمية.
ملاحظة:
1- في الكون لا يوجد شيء مطلق .. كل شيء نسبي، فالأرض تدور حول الشمس هذا صحيح إذا نظرنا إلى الأرض من داخل المجموعة الشمسية، ولكن عندما نخرج خارج المجرة فإن الصورة ستختلف ولن نرى دوران الأرض، بل نرى جريان يشبه جريان موج البحر.
2- العلم لم يكتشف كل شيء عن حركة الأرض، وهذه محاولات للعلماء لتحسين تصورهم للكون، ولكن الحركة الحقيقية لا يعلمها إلا الله تعالى. ولكن الحقيقة اليقينية تقول بأن الأرض تجري بسرعة وتتلقلب وأن الشمس والقمر كذلك. وقد تظهر حقائق جديدة حول حركة الأرض، ولكن سوف تبقى متطابقة تماماً مع كلمة (كِفَاتًا).. بما يشهد على أن القرآن هو الحق.
والنتيجة أن قوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا) تعبر أفضل تعبير عن الحركة الحقيقية للأرض، سرعة مع تقلب وصعود وهبوط ... وهذه هي الحركة التي يؤكدها العلماء اليوم ... وهكذا يتفق القرآن
المراجع