إن فخر كل أمة ومصدر عزها بعد ربها يكمن في الترجمة العلمية لعقيدة هذه الأمة والتي تظهر وتتضح في صورة رجال قاموا بأدوار في خدمة دينها وأمتها وعقيدتها وإننا لنرى أمم تعيش على ذكريات أبطال محليين ينسجون عنهم الكثير من الأساطير والأكاذيب من أجل رفع شأنهم بين أبطال الأمم الأخرى ليتباهوا بهم وتصير ذكراهم بعد ذلك أعيادًا رسمية بل مقدسة عندهم وإن في أمة الإسلام رجالاً وأبطال سطروا صحائف من نور بدمائهم وأرواحهم وجهدهم وعرقهم من أجل خدمة الدين والأمة وحفظ لهم التاريخ ذلك ولكنهم وللأسف الشديد سقطوا من ذاكرة المسلمين فلم يعرفهم وتاهوا في طي النسيان والغفلة، هذا رغم أننا نرى الأمم من حولنا في كل يوم تخرج علينا باحتفالية جديدة لقزم من أقزامهم أو مجرم من مجرميهم لا عمل له صالح إلا أن محاربته للإسلام كانت سر شهرته نذكر منهم
'رولان الفرنسي' الذي قتل في حربه ضد المسلمين وخلد الفرنسيون ذكراه بأنشودة رولان الشهيرة في الأدب الفرنسي،
ومنهم 'شارل مارتن' قائد الصليبيين الذي انتصر على المسلمين في معركة بلاط الشهداء سنة 114هـ عند حدود فرنسا والذي صار من يومها قديسًا،
ومنهم 'رودريجو دي بيبار' أو السيد 'الكمبيادور' الأسباني الذي قضى حياته في محاربة المسلمين في الأندلس والذي نسجوا عليه الكثير من الأكاذيب والأباطيل حتى صار بطل أسبانيا القومي حتى الآن رغم أنه كان قاطع طريق ولص ولا يهمه سوى الأموال،
ومنهم 'لويس التاسع' ملك فرنسا الذي قاد حملتين فاشلتين وهما الحملة الصليبية السابعة على دمياط وفشل ووقع في الأسر ثم قاد الحملة الصليبية الثامنة على تونس وفيها فشل وقتل فصار بطل فرنسا القومي وأعطي لقب قديس، وهكذا نرى الأمم من حولنا ترفع رجالها ليرفعوها.