روتانا
حضارة المايا أحد أهم حضارات وثقافات أمريكا الوسطى القديمة، ويعرف عنها تطور اللغة والفن والهندسة المعمارية، وأنظمة الرياضيات والفلك، وعلى مر العصور ارتبط خيال الرحالة ومحبى السفر والتجوال بغموض المدن المفقودة من حضارات قديمة وغابرة، وتعتبر مدينة ومتنزه تيكال بجواتيمالا، أحد أهم المراكز الحضارية القديمة لحضارة المايا الشهيرة.
تقع المدينة فى قلب محافظة بيتين فى الشمال الشرقي البعيد من جواتيمالا، وتعتبر مدينة فلوريس، التي تبعد نحو 60 كيلومتراً من المواقع الأثرية هي نقطة انطلاق العديد من الجولات السياحية، التي تجوب الغابات المطيرة وأطلال حضارة المايا، وترجع أهمية المدينة وأطلالها الموغلة فى عمر التاريخ الى أنها تعرض أهم المراكز الحضارية لحضارة المايا العظيمة، وتعكس التطور الثقافي والحضاري البشري لمجتمع المايا.
كانت تيكال أعظم مدن حضارة المايا القديمة، وأعلنت تيكال محمية طبيعية فى عام 1955، بعد أن أعلنت أثراً قومياً لجواتيمالا فى 1931 وأعلنت كموقع تراث طبيعي عالمي تابع لليونسكو فى 1979،
وتعتبر تيكال بمتنزهاتها الممتدة من الغابات المطيرة، التى تقع في قلب الغابات من أهم المحميات الطبيعية فى البلاد وذلك لأهمية ما تمتلكه من مقومات بيولوجية وبيئية، وما يتواجد بها من الأنهار والبحيرات والمستنقعات والسافانا والطيور المهاجرة ومقومات أخرى طبيعية مهمة للتنوع البيولوجي بالإضافة إلى تنوع حيواني رائع يندر وجوده في بقعة أخرى من العالم.
وتضم أطلال المدينة معابد خلابة وقصوراً وأماكن عامة يمكن بلوغها عبر قناطر مشاة، وفي الريف المجاور توجد آثار لمساكن بشرية قديمة، فيوجد بالمدينة ما يزيد على 3 آلاف أثر وبقايا مبانٍ منذ عام 600 قبل الميلاد وحتى 900 بعد الميلاد تشمل بقايا معابد ومساكن وأبنية دينية ومقابر مزدانة بنقوش وكتابات.
ويصل الزائر عبر شبكة واسعة النطاق من الممرات إلى بعض الهريمات الصغيرة والمساكن الصخرية المتناثرة، والنظرة الأولى لمعبد الجراند جاجوار العملاق، الذي يقف على ارتفاع 170 قدماً كافية أن تجذب العيون حتى وإن كانت مجرد بقايا أو أطلال، وتنتشر مذابح الأضحيات لآلهة تيكال على الأرض المنبسطة وبين أطلال المعابد الباقية، وتحمل دوماً نقوشاً تحكي عن الكهنة والطقوس النذرية المصاحبة للتضحية، وتضم تيكال 5 معابد هرمية كبيرة، بالإضافة إلى 3 تجمعات سكنية صغيرة كانت مخصصة للطبقات الحاكمة.
ولقد توصل شعب المايا إلى اكتشاف الرقم صفر في وقت كان الأوربيون لا يزالون يؤمنون بالخرافات والسحر والشعوذة وآثارهم الباقية من المعابد وغيرها تثبت براعتهم الفلكية والرياضية، التى تتفق بدقة وتتوافق مع معظم الحسابات والأحداث الفلكية.
وكم هو رائع وأخاذ معبد الجراند جاجوار، ورغم روعته وطوله الذي يصل إلى 44 متراً إلا أنه ليس المعبد الأكبر في تيكال، فهناك معبد آخر يصل ارتفاعه إلى 58 متراً وثالث يصل إرتفاعه الى 64 متراً وإذا ما خامرك الشعور بأنك من الممكن أن تكون ٌقد رأيت تلك المعابد من قبل فلا تندهش فقد كانت من المشاهد الأساسية في أفلام حرب النجوم الحديث.
وكما هو الحال في مصر القديمة وأهرامها فقد بنيت تلك المعابد أعلى مقابر ملوك تيكال في العصور التاريخية المختلفة، ووجد بها الكثير من الكنوز الرائعة، وقد تم تلوين أهرامات ومعابد المدينة باللون الأحمر وحملت الحوائط وجوهاً ضخمة للملوك.
وتفتح المواقع الأثرية أبوابها للزائرين في السادسة صباحاً، وتمتد هذه المحمية الطبيعية على مساحة شاسعة تصل إلى 576 كيلومتراً مربعاً، وتعتبر هذه المدينة الأثرية القديمة من أهم المعالم السياحية في جواتيمالا حالياً.
رد مع اقتباس
~~
