Thursday 5 april 2012
الحكيم يحذر من تحول الأزمة السياسية لعقدة تدخل الجميع بنفق مظلم
العراق يدعو رسميا دول مجلس الأمن لمؤتمر 5+1 حول نووي إيران
سفراء دول مجلس الأمن لدى تسلمهم رسائل العراق حول مؤتمر 5+1
دعا العراق رسميا الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا لحضور المؤتمر الدولي 5+1 الذي سيعقد في بغداد في 14 من الشهر الحالي حول ملف إيران النووي .. فيما حذر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم من تحول الأزمة السياسية التي يشهدها العراق منذ أربعة اشهر إلى عقدة سياسية تدخل البلاد في نفق مظلم، ودعا العرب إلى جعل قضية الشعب البحريني قضيتهم المركزية.سلم وكيل وزارة الخارجية العراقية محمد الدوركي بمقر الوزارة رؤساء بعثات الدول الخمس دائمة العضوية (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) وألمانيا الاتحادية وممثل الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى العراق رسائل موجهة من وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى نظرائه في تلك الدول بشأن استضافة حكومة العراق استنادا إلى رغبة إيران عقد اجتماع مجموعة (5 + 1) بشأن المباحثات المقبلة حول ملف إيران النووي والذي ستحتضنه بغداد يوم السبت الرابع عشر من الشهر الحالي. وأكد المسؤول العراقي خلال اجتماع بالسفراء استعداد بلاده لتوفير جميع مستلزمات انعقاد الاجتماع ونجاحه .
ولم يعرف بعد مستوى تمثيل الدول المشاركة في الاجتماع والذي يعتقد ان مسؤولين دبلوماسيين ومخابراتيين سيشاركون فيه.وجاء تسليم العراق هذه الدعوات للمشاركة في الاجتماع بعد ساعات من طلب تقدمت به طهران الى بغداد لاستضافته بدلا من مدينة اسطنبول التركية التي كان مقررا أن تستضيفه. ويقول مراقبون تحدثوا إلى "إيلاف" اليوم أنه من الواضح أن نقل إيران لمقر الاجتماع يأتي احتجاجا على موقف تركيا ضد النظام السوري ودعمها للمعارضين له ودعما للحكومة العراقية التي أبدت دعما للنظام.
وأشاروا إلى أن التصرف الإيراني هذا جاء بمثابة تعضيد لموقف الحكومة العراقية ودورها في المساهمة بحل المشاكل الإقليمية والدولية وخاصة بعد احتضانها للقمة العربية التي اختتمت في بغداد الخميس الماضي وفي مواجهة الحملة الإعلامية التي تتعرض لها منذ يومين من أجهزة الاعلام السعودية والقطرية على خلفية رفض بغداد لإسقاط النظام السوري واستخدام التدخل العسكري لتحقيق هذا الهدف ووقوفها ضد دعوة الرياض والدوحة لتسليح المعارضة السورية اضافة الى موقف العاصمتين من استقبال نائب رئيس الجمهورية العراقي المتهم بالإرهاب طارق الهاشمي.
وأمس الاربعاء اعلن وزير الخارجية التركي ان وزارته استدعت السفير الايراني في انقرة للاحتجاج على الانتقادات التي وجهتها طهران لمؤتمر اصدقاء سوريا الذي عقد الاحد في اسطنبول.
وقال احمد داود اوغلو في تصريح صحافي "لقد استدعينا السفير الايراني لنطلب توضيحات لتلك الملاحظات".وقد استدعي السفير الايراني بعد الانتقادات التي وجهها رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الى مؤتمر اسطنبول الذي دان النظام السوري الذي تدعمه ايران، كما ذكر دبلوماسيون اتراك. واضاف داود اوغلو انه اتصل بنظيره الايراني علي اكبر صالحي الثلاثاء، للاحتجاج على هذه التصريحات الايرانية "التي تتناقض تناقضا واضحا مع العلاقات القائمة منذ فترة طويلة" بين البلدين.
واوضح ان صالحي طلب من نظيره التركي ان يعتبر ان هذه الانتقادات هي مواقف شخصية لا تعكس الموقف الرسمي الايراني.واوضحت طهران الاربعاء انها تأمل ان تجرى في العراق وليس في تركيا المحادثات المقررة مع القوى العظمى حول برنامجها النووي المثير للخلاف وقد بررت هذا التحول بموقف انقرة من الازمة السورية.
وفي طهران قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بوروجردي ان "البرلمان والحكومة الإيرانيين استبعدا تركيا واقترحنا بغداد واذا وافق الطرف الآخر فستكون بغداد" مضيفة اللقاء. وأضاف بوروجردي "بسبب موقفها المتطرف وغير المنطقي والمؤتمر الأخير حول سوريا فقدت تركيا أهليتها لاستضافة الاجتماع" حول الملف النووي.
وكانت بغداد أعلنت الثلاثاء الماضي ترحيبها بطلب ايراني لاستضافة اجتماع دول مجلس الامن الدولي الخمس زائدا ألمانيا حول الملف النووي وقالت إنها ستبدأ بأجراء الاتصالات اللازمة مع الاطراف المعنية حول الاجتماع . وجاء الطلب الإيراني من العراق خلال اجتماع عقده في بغداد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مع وفد رفيع المستوى من مجلس الأمن القومي الإيراني برئاسة علي باقري وكيل الشؤون السياسية والدولية بحضور حسن دنائي فر السفير الإيراني المعتمد في بغداد ورضا اميري مدير عام المجلس لشؤون البلدان العربية ومسؤولين كبار من الخارجية العراقية.
وعرض الوفد الايراني رغبة بلاده لاستضافة العراق الاجتماع الدولي للأعضاء الدائمين الخمسة لمجلس الأمن زائداً المانيا والمعروف بمجموعة خمسة زائد واحد حول الملف النووي الإيراني في الرابع عشر من الشهر الحالي في بغداد.
ورحب وزير الخارجية العراقي بالمقترح الإيراني واستعداد العراق لاستضافة اللقاء. وأكد بانه سيقوم بأجراء الاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية حول المقترح كما نقل عنه بيان صحافي لوزارته.
واشار الى ان الاجتماع ناقش العلاقات الإيرانية العراقية التي وصفها الجانبان بالمتطورة مؤكدين على اهمية اللقاءات التشاورية بينهما ومناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة العربية والاقليمية وشددا على ضرورة العمل لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.
ويأتي الطلب الإيراني هذا بمثابة إلغاء لاتفاق سابق على عقد اجتماع مجموعة خمسة زائد واحد في مدينة اسطنبول التركية في الرابع عشر من الشهر الحالي وفق اتفاق بين إيران والمجموعة التي تضم الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي وهي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا بالإضافة إلى ألمانيا الا انه يبدو ان الخلافات بين طهران وانقرة بشأن الاوضاع في سوريا قد دفعت ايران الى اقتراح بغداد مكانا للاجتماع بدلا من المدينة التركية.
ومن المنتظر ان يبحث الاجتماع المنتظر في بغداد الاتهامات الغربية لإيران باستخدام برنامجها النووي المدني المعلن للاستخدامات العسكرية الأمر الذي دفع الولايات المتحدة والدول الغربية مجتمعة الى فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية قاسية ضد إيران التي ترفض زيارة مفتشين دوليين للمنشآت النووية . وشملت العقوبات حظر شراء النفط الإيراني وعزل البنوك الأجنبية عن النظام المالي الأميركي فيما إذا تعاملت مع البنك المركزي الإيراني إضافة إلى حظر التجارة مع إيران الأمر الذي أدى إلى انهيار خطير في عملتها المحلية "التومان" وارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اعلنت السبت الماضي ان مفاوضات 5+1 مع ايران ستجري في 13 و14 من الشهر الحالي في اسطنبول. وكانت المفاوضات الاخيرة حول الملف النووي بين ايران ومجموعة 5+1 التي عقدت في اسطنبول في كانون الثاني (يناير) عام 2011 قد فشلت في التوصل الى اتفاق.
الحكيم يحذر من تحول الازمة السياسية الى عقدة تدخل الجميع في نفق مظلم
وحذر رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم من تحول الازمة السياسية التي يشهدها العراق منذ اربعة اشهر الى عقدة سياسية تدخل البلاد في نفق مظلم ودعا العرب لجعل قضية الشعب البحريني قضيتهم المركزية.
ودعا الحكيم في كلمة خلال الملتقى الثقافي الاسبوعي للمجلس الاعلى في بغداد الليلة الماضية بحضور جمع غفير من مواطني العاصمة القوى السياسية الى حل الخلافات والإشكاليات وإشاعة حالة الوئام فيما بينها .
وحذر من تحول الأزمة السياسية الى عقدة سياسية.
وعبر عن الاسف للتوتر الذي تشهده الساحة السياسية الداخلية من تراشق وتصريحات إعلامية متشنجة يدلي بها البعض ضد البعض الاخر .. وتساءل قائلا "اين نحن ذاهبون بهذه التصريحات ؟! ان تصريحاتكم فوهات توجه لصدر كل عراقي وان الازمة السياسية ستوصل الجميع الى طريق اللاعودة حيث يصعب الوصول الى حلول ويدخل الجميع في نفق مظلم وان الازمة الحالية لا تصب في مصلحة احد لا حكومة اقليم كردستان ولا الحكومة الاتحادية ولا الحكومات المحلية في المحافظات في وقت نتطلع فيه الى الازدهار والاعمار والانفتاح على المحيط العربي والاقليمي والدولي .
وكان رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي اعلن امس ان خلافات الكتل السياسية المستمرة الغت عقد اجتماع مقرر اليوم الخميس لحل الازمة السياسية داعيا الفرقاء السياسيين الى الكف عن تصعيد الاتهامات فيما بينها والتوصل الى جدول اعمال موحد يكفل عقد المؤتمر وانجاحه.وحول مؤتمر القمة العربية التي اختتمت اعمالها في بغداد الخميس الماضي اشار الحكيم الى ان نجاح القمة برهن حرص العراق على لعب دوره المتميز والمحوري في تطوير العمل العربي المشترك مشيرا الى ان هذه القمة برهنت ايضا على اندماج وانفتاح العراق على محيطه العربي واكدت في الوقت ذاته على عدم صدقية الاحكام التي اطلقت على العراق كما اكدت اعتزاز العراق بهويته.
وناشد " الاشقاء العرب" بان يكونوا اوفياء مع الشعب العراقي الذي قام بما عليه وخطا خطوات مهمة باتجاهم مشددا على ان الوقت قد حان لانفتاح الدول العربية على العراق الذي يحتاج محيطه العربي كما يحتاجه محيطه العربي. واضاف ان العراق عبر من خلال القمة العربية انه قادر على ردم الفجوة بين الاشقاء العرب وعن امكانيته في البحث عن حلول يجمع عليها المشتركون لكل الاشكاليات العربية دون ان يقع في المحاور الضيقة وان يكون مع طرف على حساب الاخر.
واشار الحكيم الى ان العراق حافظ على استقلاليته موضحا ان كلمة العراق في القمة عبرت عن رؤية متوازنة تجاه الملفات العربية والمنطقة، مشيدا باعلان بغداد الصادر عن القمة والذي عده وثيقة قبلت بالاجماع ووضعت التصور لاهم ملفات الوطن العربي .
وطالب الدول العربية باطفاء ديونها على العراق "من منطلق ان هذه المليارات ذهبت للنظام البائد لا للشعب العراقي الذي لا يتحمل تبعات هذه الديون" .. وقال ان العراق لا يتنصل من التزاماته، ولكن على الدول العربية ان تحذو حذو دول العالم التي اطفأت ديونها في نادي باريس بنسبة وصلت الى 100% لبعض الدول مطالبا الدول العربية بالعمل على اخراج العراق من البند السابع.
واشار الى ان القمة عبرت عن ارادة شعبية وسياسية وحكومية في نقل العراق لواقع جديد يكون فيه جزءا مهما من منظومة اقليمية يتفاعل معها ويؤثر ويتأثر فيها، لافتا الى ان القمة اعادت الربيع العربي الى العراق بعد ان انطلقت منه.
واشاد الحكيم بالاعتذار الذي قدمه الرئيس التونسي للشعب العراقي من تنفيذ بعض المواطنين التونسيين المغرر بهم في العراق تحت عناوين الجهاد والمقاومة بعمليات ارهابية ضد الشعب العراقي، معتبرا هذا الموقف نموذجا جديدا للقيادات العربية التي لم تتعود على الاعتذار واوضح ان هذا الموقف قد صدر من شخصية متصالحة مع نفسها ومتواضعة.
ووصف الحكيم زيارة امير الكويت الى العراق بالتاريخية وقال انها وضعت حدا لتاريخ من الاشكاليات بين البلدين وساهمت في بناء علاقات وثيقة مطالبا بادامة اللقاءات بين البلدين على اساس المصالح المشتركة والروابط التاريخية والاجتماعية والعشائرية متمنيا ان توفر الزيارات المتبادلة ارضية خصبة تدفع لحل الاشكاليات بين العراق والكويت.
وشدد الحكيم على ضرورة جعل قضية البحرين قضية العرب جميعا مطالبا اياهم بتحمل مسؤولياتهم تجاه شعب يطمح للسلام والوئام . واكد ضرورة الوقوف عند مطالب الشعب البحريني والاخذ بالحلول التي طرحت لينعم بتكافؤ الفرص. وشدد على ضرورة وضع حد للانتهاكات الكبيرة التي يتعرض لها المواطنون في البحرين.