جنيف ـ رويترز: قال العلماء في مركز بحوث الفيزياء في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) إن المادة المعتمة الغامضة التي تمثل 96 في المئة من مادة الكون ستكون الهدف الرئيسي للتجارب التي تجري خلال السنوات المقبلة في مصادم الهدرونات الكبير الذي جرى تطويره.
وأكد العلماء احتمال التوصل لاكتشافات جديدة قد تحدث ثورة جذرية في فهم ما يحدث في الكون وذلك فور استئناف أنشطة تصادم الجسيمات في غضون شهرين في المختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات المترامي الأطراف والواقع في منطقة الحدود السويسرية الفرنسية المشتركة عند سفح جبال جورا قرب جنيف وعلى عمق مئة متر تحت الارض.
وقال رولف هوير مدير سيرن في مؤتمر صحافي في إشارة إلى مفاهيم أخرى لا تتضمن مجرد المادة المعتمة بل أيضا الطاقة المعتمة التي يعتقد انها تسهم في تمدد الكون «لدي حلم. أود أن أرى أول ضوء في ظلمات الكون».
وقال ديف تشارلتون المتحدث باسم الكاشف أطلس التجريبي في سيرن «لا نعرف ماهية المادة المعتمة لكن ربما نجد مكانا لها (من خلال مصادم الهدرونات الكبير)».
ويضم المصادم أضخم تجربة علمية في العالم لاحداث تصادم بين حزمتي جسيمات من البروتونات تسيران في اتجاهين متقابلين وفي مسار بيضاوي داخل نفق طول محيطه 27 كيلومترا وبكم طاقة هائل وسرعات تقترب من سرعة الضوء لمحاكاة الظروف التي اعقبت الإنفجار العظيم الذي نشأ عنه الكون قبل 13.8 مليون عام.
وتشير أحدث الأبحاث التي جرت بالاستعانة بمعدات في الفضاء الخارجي إلى ان الطاقة المعتمة تمثل 68 في المئة من كتلة الكون فيما تمثل المادة المعتمة 27 في المئة وتشكل المجرات المرئية والنجوم والكواكب الجزء الضئيل المتبقي.
والمادة المعتمة تعبير أطلق على مادة افتراضية لا يمكن قياسها إلا من خلال تأثيرات الجاذبية الخاصة بها والتي بدونها لا تستقيم حسابيا العديد من نماذج تفسير الانفجار العظيم وحركة المجرات.