Wednesday 4 april 2012
دهاء وحكمة اسكندر المقدوني
أحد أعظم المحاربين القدماء على مدى العصور
هو حاكم مقدونيا أو ماسيدونيا وواحد من أذكى وأعظم القادة الحربيين على مر العصور، إذ لم يحصل أن هُزم في أي معركة خاضها على الإطلاق.
وُلد الإسكندر في مدينة پيلا العاصمة القديمة لمقدونيا (عام 356 ق.م)، وتتلمذ على يد الفيلسوف والعالم الشهير أرسطو.
كان الإسكندر تكتكتيكيا بارعا وقائد قوات عبقري فاحتل مساحات واسعة في فترة قصيرة.
كان شجاعا سخيا لكنه شديدا صلباً في السياسة.
وصف المؤرخون الإسكندر بالحكيم الذي سعى لبناء حكم قائم على الأخوة بدمجه الشرق مع الغرب في امبراطورية واحدة.
يشمل إرث الإسكندر التمازج الثقافي الذي خلقته فتوحاته، فقد تمكن من خلط الثقافة الإغريقية بالثقافات الشرقية المختلفة للشعوب الخاضعة له، كما أسس أكثر من عشرين مدينة تحمل اسمه في أنحاء مختلفة من إمبراطوريته، أبرزها وأشهرها هي مدينة الإسكندرية في مصر.
ورد عن دهاء الإسكندر أن فليوس المسؤول عن إسطبلات الملك فيليب المقدوني والد الاسكندر يخبره بأن في الاسطبل فرساً متمردة وعنيفة جدا، لا يستطيع أحد التحكم بزمامها لذا قرر بيعها.
سمع الإسكندر النبأ وكان حينها في سن المراهقة فأصر على رؤية الفرس رغم رفض والده خوفاً عليه.
ذهب الصبى المراهق مع المدرب العظيم إلى اسطبل الخيل، وبينما حاول المدرب الامساك بالفرس ثارت، فمشى الصبى نحوها وأمسك بلجامها ثم غيّر اتجاه رأسها فهدأت، ثم امتطاها بسهولة وأخذها إلى والده، ولما سأل الملك فيليب عما فعله ليروضها، أجاب الإسكندر أن الأمر بسيط للغاية، كانت الفرس ترى ظلها فتخاف منه، فلما حولت رأسها نحو الشمس صار ظلها تحت قدميها فصارت هادئة. فقال أبوه عبارته الشهيرة (إن الدنيا لن تسع عقلك يابني).
توفي الإسكندر في قصر نبوخذنصَّر ببابل، عام 323 ق.م. بعدما أصيب بحمى شديدة مات على أثرها تاركاً وراءه امبراطورية عظيمة واسعة الأطراف. وفي رواية أخرى ذكر أن الاسكندر مات مسموما بسم دسه له طبيبه الخاص الذي يثق به ثقة عمياء وسقط مريضا حوالي أسبوعين.
وصيته
قبل وفاته أعطى الاسكندر تعليمات مفصلة قال فيها:
وصيتي الأولى: أن لايحمل نعشي عند الدفن إلا اطبائي ولا أحد غير أطبائي .
والوصية الثانية: أن ينثر على طريقي من مكان موتي حتى المقبرة قطع الذهب والفضة وأحجاري الكريمة التي جمعتها طيلة حياتي.
والوصية الاخيرة: حين ترفعوني على النعش أخرجوا يداي من الكفن وابقوها معلقتان للخارج وهما مفتوحتان.
حين فرغ الملك من وصيته قام القائد بتقبيل يديه وضمهما إلى صدره، ثم قال: ستكون وصاياك قيد التنفيذ وبدون أي إخلال، إنما هلا أخبرني سيدي في المغزى من وراء هذه الأمنيات الثلاث؟
أخذ الملك نفساً عميقاً وأجاب: أريد أن أعطي العالم درساً لم أفقهه إلا الآن
، أما بخصوص الوصية الأولى ، فأردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر لم ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع اليهم إذا أصابنا أي مكروه ، وأن الصحة والعمر ثروة لايمنحهما أحد من البشر.
وأما الوصية الثانية ، حتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباء منثوراً ، وأننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب .
وأما الوصية الثالثة ، ليعلم الناس أننا قدمنا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي وسنخرج منها فارغي الأيدي كذلك.
المزيد من التفاصيل عن حياة وإنجازات اسكندر المقدوني في هذا التقرير الوثائقي الذي انجزته قناة "ناشيونال جيوغرافيك أبوظي".