كأنَّ تلكَ الحياةِ لم تُخلق لنا !
كأنَّ هذا العمرَ قدْ استأثرَ بكل الحظوظِ السيِّئة التي أنجبتها تلك الحياة التي لم تُخلَق لنا !
ذاكَ ما جعل قلبِي يسيرُ بخطٍّ موازٍ تماما لقلبك ، دونَ أن أطمع بذلك الظفر الذي يجعلنا نتجادلُ في اسم طفلِنا الأوَّل ، تريدينها سلمى ، وأتشبَّثٌ أنا بـ زينب ،
وفي آخر الليل نكسرُ عينَ العِنادُ لتكونَ مريم . ولن أطمعَ أن نتسابقَ حتَّى الباب ، يستعجلُنِي موعدُ العمل ، فتطبعينَ على شفاهِي أنشودةً مُهرَّبة من الليلة الفائتة ، فتنهارُ المواعيدُ في غفلةٍ من الوقت القابلِ للكسر حينما تشتهين !
كأنَّ الجوعَ الذي يعتصرُ قلبِي لا ينوي الاعتذار !
وتلكَ الأبوابُ المفتوحة منذ دهورٍ لا تأخذني إليك ، كلُّ ما تفعله أن تراودَ جوعي ، بمزيدٍ من الجوعِ ، الذي يأتِي بكلِّ شهيَّة تلكَ الحياة التي أغلقت أبوابَ بهجتها في وجهِ أحلامنا !
انتصفَ العُمرُ ، وأصابعُ الشوق لا تنفلتُ إلا لِترتدَّ على قلبٍ خلقهُ الله ليُستعملَ مرَّة واحدة ، فكانَ أنَ ظلَّ متشبثًا بكِ يرفعُ لافتةُ بين وريدينِ أنَّ النسيان لا يمرُّ من هنا .
وكانَ أنْ توضَّأَ الحزنُ بما تيسَّر من مواجعنا التي اقتسمناها ذاتَ وداعٍ ، استودعتنِي فيه الحياةُ أحمالَها ثمَّ أدارتْ ظهرها ، دونَ أن يرف لها جفن فرح .