خاص - روتانا
تجمع جزيرة موريشيوس بين مظاهر السحر والجمال وتزخر بعديد من ملاعب الجولف البديعة التي تقع في أجمل بقاع الأرض، وتُعد هذه الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي بمثابة واحة لعشاق لعبة الجولف؛ حيث تتيح لهم الاستمتاع بهوايتهم المفضلة في أحضان الطبيعة الخلابة.
السلحفاة «لابوردونياس»
ولا تخلو المشاهد الخلابة في ملاعب الجولف من ظهور بعض الحيوانات، مثل السلحفاة العملاقة «لابوردونياس» التي يبلغ عمرها 100 عام تقريباً، وتتمتع بظهر مدرع لحمايتها من كرات الجولف المتطايرة. وتعيش هذه السلحفاة التي يبلغ ارتفاعها متراً تقريباً وسط منتجع الجولف «أناهيتا» على الشاطئ الجنوبي الشرقي لجزيرة موريشيوس، حيث تصطف ستة ملاعب رائعة للجولف بجوار بعضها بعضاً.
وتعيش السلحفاة «لابوردونياس» في سياج مؤمن بالصخور البركانية خلف ملعب جولف يشتمل على تسع حفر، وتعتبر هذه السلحفاة العملاقة تميمة منتجع الجولف «أناهيتا» ومحط أنظار عشاق الجولف من جميع أنحاء العالم.
طقس مثالي
ويسود جزيرة موريشيوس طقسٌ مثالي للعبة الجولف طوال العام، وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة في الفترة ما بين نوفمبر إلى أبريل إلى 33 درجة مئوية، إلا أن النسيم العليل الذي يهب على الجزيرة باستمرار يجعل درجة الحرارة مقبولة في ملاعب الجولف التي يصل عددها إلى 11 ملعباً بالجزيرة، وبدءاً من شهر مايو حتى أكتوبر تراوح درجات الحرارة ما بين 17 و 23 درجة مئوية، بالتالي تتمتع جزيرة موريشيوس بطقس مثالي لممارسة رياضة الجولف.
وعندما يصل لاعبو الجولف إلى الحفرة تسعة في ملعب «أناهيتا»، يكون لديهم متسع من الوقت لإطعام السلحفاة العملاقة بالتفاح والموز، والاستمتاع بمعايشات لا يمحوها الزمان، ويمكن لعشاق الجولف الاستمتاع بهذه الرياضة خارج الموسم السياحي في الفترة من يونيو إلى أغسطس؛ نظراً لوجود أعداد قليلة من اللاعبين، ويشعر المرء في تلك الفترة أن ملعب الجولف الذي تم إنشاؤه بين حقول قصب السكر، مُخصص له وحده، وتعتبر هذه الفترة مثالية للمبتدئين في ممارسة الجولف.
الغابات الكثيفة
وقام إرني إلكس، أشهر لاعبي الجولف في جنوب أفريقيا، بتصميم ملعب «أناهيتا» إضافة إلى مبنى النادي الكبير، لذلك فإن هذا الملعب يعتبر أفضل اختيار لهواة ممارسة الجولف في أوقات الفراغ، وتتيح المسارات الواسعة لهذا الملعب الذي ينتمي إلى منتجع «فورسيزونز» السياحي فرصة الاستمتاع بإطلالة رائعة على المياه الفيروزية للمحيط الهندي، كما قام نجم الجولف الألماني برنارد لانجر بتصميم ملعب الجولف «لا توسروك» الذي يمتاز بمسارات ضيقة تتطلب درجة عالية من الدقة.
ويرى كثيرٌ من عشاق الجولف أن أجمل الملاعب في العالم هي التي يمكن الوصول إليها عن طريق القوارب فقط، وخاصة الحفرة 11 التي توفر إطلالة رائعة على البحيرة والمراكب الشراعية الراسية ومخروط البركان الذي يعتبر من القمم الغريبة بجزيرة موريشيوس، والذي يصل ارتفاعه حتى 828 متراً ويزخر بعديد من الغابات الكثيفة. ويمتاز ملعب منتجع «وان آند أونلي لا سانت غران» بأشجار النخيل الضخمة ويشتمل على تسع حفر، لكنه يعتبر صغيراً جداً بالنسبة لمحترفي الجولف الطموحين.
وإضافة إلى ذلك، تعتبر منتجعات «كونستانس» هي الوحيدة في الجزيرة التي تضم اثنين من ملاعب البطولات 18 حفرة، وعلى الجانب المقابل لمنتجع «بيلا ماري بيلاج» مباشرة يوجد ملعب «ذا ليجيند» الذي أقيمت به عديد من البطولات الدولية، وهو ما منح جزيرة موريشيوس سمعة طيبة باعتبارها وجهة لعشاق الجولف من الدرجة الأولى.
ويتخلل هذا الملعب المشتمل على 18 حفرة بحيرة كبيرة، كما يمكن للاعبي الجولف مشاهدة قطعان الغزلان وهي ترعى في الممرات الواسعة قبل أن تودع الشمس هذه البقعة الساحرة من العالم، وفي السابق كانت هذه المنطقة مُخصصة للصيد، أما الآن فالحيوانات تعيش هنا في أمان تام، باستثناء بعض كرات الجولف التي تتطاير عليها بين الحين والآخر.
أيقونة تاريخية
وعلى مسافة قصيرة جنوب ملعب «ذا ليجيند» يقع الملعب الثاني لمنتجعات «كونستانس»، ويعرف باسم «ذا لينكس» ويشتمل هذا الملعب على 18 حفرة ويناسب لاعبي الجولف في أوقات الفراغ، ويطل الملعب على مناظر جبلية رائعة بالجزيرة.
ويعتبر ملعبا الجولف «ذا ليجيند» و«لا توسروك» من العلامات المميزة وأشهر ملاعب الجولف بجزيرة موريشيوس، لكن ملعب «لا موريشيوس غيمخانا كلوب» يعتبر الأيقونة التاريخية للعب الجولف بالجزيرة، ويبعد عن العاصمة بورت لويس مسافة 25 دقيقة بالسيارة، حيث تم تأسيس أقدم ملاعب الجولف بالجزيرة عام 1844،
عندما كان الجولف هو اللعبة الأشهر لدى المستعمر البريطاني في الجزيرة.
وباستثناء عشق رياضة الجولف وقيادة السيارة على الجانب الأيسر للطريق، لم تؤثر فترة الاستعمار البريطاني كثيراً في جزيرة موريشيوس، حيث كانت هذه الجزيرة بمثابة بوتقة انصهرت بها كل الثقافات التي مرت عليها مثل الهولندية والإنجليزية والفرنسية، ولذلك تتنوع مظاهر الحياة بجزيرة موريشيوس؛ نظراً لاختلاف الأعراق واللغات والأديان وكذلك اختلاف فنون الطهي، وهو ما يضفي طابعاً خاصاً على لعبة الجولف بالجزيرة.
وفي الجزء الجنوبي الغربي من الجزيرة يقع نادي الجولف «باراديس» المشتمل على 18 حفرة عند سفح جبل «لو مورن برابنت» مباشرة على جزء ممتد من اليابسة في المحيط الهندي،
ويحتفل نادي «باراديس» ومنتجعات «ديناروبن» بتنوع فنون الطهي والأطباق الشهية بالجزيرة من خلال ما يقرب من عشرة مطاعم توفر أشهى المأكولات من المطابخ العالمية مثل البحر المتوسط والهندي وحتى الصيني، وتلبي كل الأذواق.
رد مع اقتباس