تحقق هيئة التحقيق والادعاء العام بمكة المكرمة وشرطة العاصمة المقدسة، ممثلة بمركز شرطة الشرائع، في قضية إقدام مواطن سعودي على قتل ابنه الرضيع وتعرض زوجته لدهس شاحنة صغيرة أثناء هروبها من زوجها بعدما شاهدت زوجها وهو يضرب الطفل على أجزاء المقعد الأمامي على طريق السيل- مكة المكرمة.
وقد استيقظ المجتمع المكي صباح أول أمس على جريمة مروعة هزت الشارع والرأي العام، بدأت عندما أوقف مواطن في العقد الثالث من العمر، قادماً من الطائف باتجاه طريق السيل- مكة، سيارته مقابل قرية سبوحة ثم سار على الطريق الترابي ومعه زوجته وابنه الذي لم يتجاوز عمره ثلاثة أشهر، مساء أمس الأول.
وقالت مصادر حسب "سبق": "قام المواطن بضرب ابنه على أحد أجزاء المقعدة الأمامية وبعدما شاهدت زوجته المنظر البشع ترجلت من المركبة واتجهت مسرعة إلى الطريق السريع وحاولت الاستنجاد بالمارة، إلا أن شاحنة صغيرة من نوع دينا دهستها، فقام الزوج بقذف ابنه من سيارته وتناثرت أشلاؤه قبل أن يتجه الزوج إلى مكة المكرمة".
وأضافت المصادر: "أثناء قيام دورية أمن الطرق بممارسة عملها المعتاد بتمشيط الطريق السريع بجوار كوبري شرائع النخل؛ استوقفها شخص يقول كلاماً غير مفهوم وبدا أنه غير طبيعي".
وأردفت: "عندما ترجل رجل الأمن ووقف بجانب المركبة التي تخصّ الجاني شاهد الآثار على المقعدة الأمامية ولاحظ أن ملابس هذا الشخص عليها لون الدم ثم عندما حاول رجل الأمن الإمساك بالرجل فرّ هارباً فتم إبلاغ نقطة أمن الطرق بالشرائع".
وتابعت المصادر: "تم نصب كمين للشخص الهارب وإلقاء القبض عليه دون وقوع إصابات، وتبين أنه في حالة هستيرية ويردد عبارة "قتلت الجانّ".
وقالت المصادر: "استنفرت الجهات الأمنية بحضور ومباشرة مدير شرطة العاصمة المقدسة العميد سعيد بن سالم القرني ومدير هيئة التحقيق والادعاء العام، لمتابعة الحادث المروع الذي وقع في الصباح الباكر، كما باشر مدير قسم الشرائع وضابط الاستلام وضباط البحث الجنائي بقسم شرطة الشرائع والأدلة الجنائية الموقع لرفع الآثار والقرائن والبراهين بحضور الطبيب الشرعي".
وأضافت: "استكملت الجهات المعنية جمع المعلومات وشرعت في التحقيق فيما تم التحفظ على الجاني ونقل جثمان الزوجة وجثمان الطفل الذي لم يتبق من جسده إلا أحد أطرافه، إلى ثلاجة الموتى بمستشفى الملك فيصل بالششة".
وتابعت المصادر: "أثناء انتقال أحد رجال أمن الطرق لموقع الحادث انزلق من أعلى الكوبري وسقط على صبات خراسانية وتعرض لكسر في الحوض وأسعفه الهلال الأحمر وتلقى العلاج اللازم ونُقل إلى مستشفى الملك فيصل بالششة".
من جانبه، قال المستشار القانوني والأمين العام للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ومستشار برنامج "بدون شك"، خالد عبدالرحمن الفاخري: "الحياة الأسرية تقع فيها خلافات طبيعية ولكنها لا تنحى منحى خطراً وتصل إلى حدّ قتل النفس التي حرمها الله في كتابه الكريم وفي سنة نبيه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم الذي قال "استوصوا بالنساء خيراً".
وأضاف: "يجب أن يتعامل الرجال داخل محيط الأسرة باللين ولا يحمّلون النساء أضعاف طاقتهن ويجب التقارب بينهما والحوار من غير عصبية بما يضمن استمرار المودة والرحمة".
وتابع: "تم وضع عقوبات لزجر من تسول له نفسه إيذاء وهضم حقوق الآخرين كما حددت نظاماً لحماية الطفل من الإيذاء والتعرض لأي مظهر من مظاهر الانتهاك من قبل ولي أمره أو من يتولى رعايته".
وقال "الفاخري": "جمعية حقوق الأنسان تعلم أن الجهات الأمنية التي تحقق في قضايا الإيذاء وغيرها من القضايا ستتوصل إلى الحقائق وفي حالة عدم إنصاف المتضرر فإن أبواب الجمعية مفتوحة أمام الجميع لاستقبال شكواهم ومتابعتها حتى يتحقق الهدف المنشود للجمعية وهو حفظ حقوق الإنسان".
من ناحيته، قال الناطق الإعلامي باسم شرطة منطقة مكة المكرمة المقدم دكتور عاطي بن عطية القرشي: "بتاريخ 19جمادى الأولى 1436، تمكنت دوريات أمن الطرق بالعاصمة المقدسة من ضبط مواطن في العقد الرابع بعد ورود بلاغ عن تعرض امرأة للدهس".
وأضاف: "وجدت آثار دماء وأشلاء آدمية في عربة الجاني ثم بالانتقال ومعاينة موقع الحادث من خلال المختصين والطبيب الشرعي اتضح تعرض طفل رضيع للدهس في موقع قريب أيضاً من مكان الحادثة".
وأكد المقدم "القرشي" أنه ومن خلال الإجراءات الأولية؛ تبين أن المتهم زوج المرأة ووالد الطفل المتوفى، وقد تم تسليمه إلى مركز شرطة الشرائع وما زال التحقيق جارياً معه، وسيحال مع كامل الأوراق إلى هيئة التحقيق والادعاء العام.