هذه الساعة الراقية من بياجيه Piaget مصنوعة بحرفية عالية. فهي محفورة بالخشب يدوياً وفق تقنيات باتت نادرة. وقد اختار ريتشارد ماير، الحرفيّ الراسخ في هذا الفنّ والرسام والنقّاش الذي نفّذ هذه الساعة، أن يتّخذ إبداعه شكل قرص خلّاب يحمل نقش "خريطة العالم".
واستخدم ماير لتنفيذ هذه الساعة تقنية scrimshaw وهو فنّ من فنون النقش، أبصر النور في القرن الثامن عشر، وهو كان في البداية هواية يشغل صائدو الحيتان أنفسهم بها في الأوقات الطويلة التي يقضونها على متن السفن. أمّا القاعدة المستخدمة لهذا النقش فهي أسنان الحيتان أو فيلة البحر، فضلًا عن عظام بعض الثدييات.
وكانت العديد من المشاهد المصوّرة عبارة عن مشاهد صيد، أو نسخ عن رسوم توضيحية في الكتب. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ بحّارة القرن الثامن عشر كانوا يستخدمون إبر خياطة الأشرعة والسخام أو حتى عصير التبغ لتلوين الزخارف وإبرازها.
اليوم، تعتبر تقنية scrimshaw نقش بالإبرة، ما يتطلّب أن تكون القاعدة سميكة جدًا وملساء تمامًا بما يسمح برسم خطوط دقيقة. وتجدر الإشارة إلى أنّ ضرورة حماية بعض الحيوانات المهددة بالانقراض دفعت بالفنانين إلى إيجاد مواد جديدة تناسب عملهم، فحلّت أسنان الماموث المتحجرة محل العاج وأسنان الحيتان، علمًا بأنّ عمر هذه المادة فائقة الجمال قد يرقى إلى حوالى 40000 عامًا.
مع هذه الساعة، تصطحبنا دار Piaget مرّة جديدة في رحلة حول العالم. تبدو البحار والقارات موزّعة على جميع أنحاء الكرة الأرضية إذ يمنح عمل الفنّان القرصَ تأثيرًا مقبّبًا، فيما تترك النقاط المنقوشة بعمق أو المتقاربة نوعاً ما، انطباعاً بالعمق وبواقعية التضاريس. ولا بدّ من التنويه بالتفاصيل المذهلة التي تدخل في هذا التصوير الأخّاذ للعالم لا تظهر كما ينبغي إلّا تحت عدسة مكبّرة،. كما أنّ شحذ الإبر وأدوات النقش متناهية الصغر يتمّ بواسطة مبارد ماسيّة من أجل إنجاز خطوط متناهية الدقّة.
عشّاق هذه الساعة هم أيضاً عشاق الأعمال الحرفية النادرة، وهم يقتنون ساعة تحفة فنّية رائعة، لا يعرف قيمتها سوى العارفون بتفاصيل الساعات الراقية.