تعد ظاهرة التمرد السلبي التي تنشأ في أوساط الأبناء ، من أعقد مشاكل الاُسر والمجتمعات في الوقت الراهن لأنها تثير تصوّراً سلبياً لدى العديد من الاباء، فهي تعني العصيان والرفض السلبي دائماً، كما من مفهوم التمرد عند الآباء يختلف البتة عن الأبناء فهو عبارة عن الخروج على السلطة والقيم والقوانين والعقائد والأعراف السليمة أما عند الأبناء فهي تعني الشعور بالقوة والتحدي ، وضرورة التغيير .
الاسباب التي تدعم التمرد
------------------------------
(1)ا نشغال الوالدين
يؤدي اهمال الوالدين لشؤون طفلهما الى ان يتحول بالتدريج الى شخص معاند وكثير الالحاح. ولهذا الاهمال اسباب متباينة، منها كثرة مشاكلهما وانشغالهما وعدم توافر الوقت الكافي للعناية بالاولاد فردا فردا، او الانشغال بمجالس اللهو والترفيه – التلفزيون والسهر – عن تخصيص الوقت الكافي للاهتمام بشؤون الابناء الدراسية والنفسية
(2) الجمود العاطفي
حرمان الطفل عاطفيا يخلق حالات مختلفة من العناد، خصوصا الحرمان من حنان الامومة، مما قد يؤدي في كثير من الحالات الى ظهور ميول عدوانية ورغبات تدميرية. وتشتد حالة العناد حينما يدرك الأبن انه قادر على تحقيق مطالبه من خلال عناده.
(3) ممارسة بعض الآباء للدكتاتورية في التعامل
يمارس العديد من الاباء طرقا سلبية في الضغط على ابناءهم ومصادرة ارادتهم، والاكثار من منعهم من غير موجب مشروع للمنع. فالأب لا يُغيّر طريقة تعامله مع المراهق والشاب، ويظل يتعامل معه كما يتعامل مع الطفل الذي لا يملك وعياً ولا ارادة، من خلال الأوامر والنواهي، مما يضطر بعض الأبناء الى التمرد والرفض، وعدم الانصياع لأراء الآباء وأوامرهم، فتحدث المشاكل وتتعقد العلاقة بينهم
(4)لقالب في التفكير
إن من الخطأ من يحاول الآباء من يفرضوا على الأبناء قناعاتهم، ونمط تفكيرهم، وطريقة حياتهم الخاصة التي ليس لها مبرر مشروع، بل لمجرد الالفة، والاعتياد الاجتماعي، فتصطدم بما يحمله الأبناء من تطلعات واهتمامات، وما يفرضه العصر من أوضاع، وطريقة خاصة للحياة.وقد حذّر عمر بن الخطاب الآباء من ذلك بقوله:"لا تقسروا أولادكم على آدابكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم.
(5) الطابع النفسي والمرحلي
طبيعة المراهق وتكوينه النفسي والسلوكي: للطبيعة النفسية والعصبية، ومستوى التعليم والثقافة للمراهق، أثرها البالغ في التمرد والرفض والتحدي.فمرحلة المراهقة هي مرحلة الاحساس بالغرور والقوة، وهي مرحلة الاحساس بالذاتية، والانفصال عن الوالدين، لتكوين الوجود الشخصي المستقل، وهي مرحلة تحدي ما يتصوره عقبة في طريق طموحاته، على مستوى الاُسرة والدولة والمجتمع؛ لذا ينشأ الرفض والتمرد السلبي، كما ينشأ الرفض والتمرد الايجابي.