علي الشرقي,
هو أبو الإحسان علي بن الشيخ جعفر بن الشيخ محمد حسن الشرقي وكان أبوه من كبار الشعراء في عصره، وهو من امه ينتمي لآل الجواهر، وهذا البيت بيت علم وادب وعلى هذا الأساس فشاعرنا مدين للوراثة إلى حد بعيد كما يقول جعفر الخليلي.
أسمر نحيف على قسمات وجهه آثار الكد الفكري والكمود الذي يلوح على وجوه الباحثين وله عينان براقتان تدلان على نفسه تماما وهما حقيقة نافذتان لتلك النفس العالية. شاعر كبير ذو وطنية صادقة وقلب حساس وحساسية مصورة تشعر بخفايا الاشياء وتنفذ إلى اعمق اعماق الوضع، فهي طبيعة خالدة تراها نفوس الشعراء الملهمين والواعين المتطلعين إلى الافق الواسع في الحياة السعيدة للمجموع العام وتفكر التفكير الواسع في الدقائق وتحسب حسابها لكل شيء يقع تحت حاستها الواعية.
ولادته :
ولد في النجف الاشرف عام 1890 ونشأ فيها.. تلك البيئة العلمية النابغة (فأطل على ذلك الوادي الافيح ولكن نشأة حائرة، فكان عندما ينتظم إلى الحلقات الأدبية المبثوثة هناك وعندما يتردد على الاندية وقد تصدرها شيوخ الأدب يحسب تلك المباحث وذلك الجدل الصاخب عجاجة سفت من البادية على تلك المدينة وبقيت تخور التراب فيه أكثر من الشراب) ودرس في جامعتها فتعلم الفقه والتشريع والفلسفة الإسلامية، والمنطق وتقويم اللسان والأدب العربي بما فيه النحو والصرف والبيان والبديع والعروض، ولما قضى من الأدب لبانته واخذ منه حاجته هجرهما إلى السياسة.
حياته :
حتى حل عام 1920 حيث هب المجاهد للذب عن بلادهم المغصوب حقها المهدور حماها المكذوب عليها بالدسيسة المحاطة بالمعاهدات والعهود فكان شاعرنا بطلا فيها عاملا مع لداته حريصا على عهوده رافعا رايته المنتصرة، وكانت منطقته لواء المنتفك منطقة الانتفاضات والوقائع البيض الغر. وما هي الا جولة من جولات الفكر حتى دعته السياسة إلى مواصلة الشعر ليوضح لها سبيل استهواء الافئدة واستبطان الضمائر ويكون طليعتها في اكتشاف ما يستكن في قرار النفس وخلجات فؤاده. نعم الثورة العراقية هذا النور الذي اضاء الطريق للسارين.. النور الذي ارانا الاشياء على حقيقتها.. هذه الثورة التي نظم فيها شاعرنا قصيدة غراء ستجدها.. عزيز القارئ.. في ابياتها التالية من انه إذا تحدث عن وطنه جاشت الحماسة في أنحاء صدره وفاضت الحرارة في سياق شعره فمثلت الوطن بجلاله وروعته واشعرت العراقي بمجده وكرامته واذكت النار الوطنية في فؤاده والهبت فيه عاطفة التضحية في سبيل بلاده.
ترجمته :
علي الشيخ جعفر بن محمد حسن بن أحمد بن موسى بن راشد ولقبه الشروكَي (الشروقي) وقد غير لقبه بنفسه قبل أن يغير أدونيس لقبه من إسبر إلى ادونيس ربما بأزيد من نصف قرن ! فهو ابن الجنوب الذي يفخر بنجفيته ! يقول دكتور مصطفى جمال الدين وهو ابن قرية المؤمنين ص12 ديوانه (النجف منبتنا) ! وهذا ضرب من الحب والوفاء جدير بأمثال هؤلاء الكبار ! اما والد الشيخ علي فهو الشيخ جعفر الذي يقول فيه شاعر ثورة العشرين ومؤرخها الدكتور محمد مهدي البصير (.. كان الشيخ جعفر 1843- 1892 واحدا من كبار فقهاء العراق وشعرائه في القرن التاسع عشر الميلادي). والشيخ علي الشرقي من اسرة تنتمي إلى قبيلة الخاقاني العربية وموطن هذه الاسرة قصبة على ضفاف نهر الغراف الوادع العذب تابعة إلى قضاء الشطرة التابع إلى محافظة الناصرية أو ذي قار ! الناصرية يقول الدكتور الاديب صدام الأسدي في هذه المدينة وقد احسن القول : تلك المدينة التي أثرت العراق بالكثيرين من الأفذاذ والعلماء ولعل جده الشيخ موسى هو أول من ترك قصبة خيقان متوجها إلى النجف لطلب العلم وهكذا يولد علي الشرقي في النجف 1892 ! ولم تكن الشطرة مولده كما ذكر الدكتور صدام فهد الاسدي ! ثم ذاق علي الشرقي اليتم في سن مبكرة ! فتكبدت امه مشاق كثيرة فبددت عن صغيرها كأبة اليتم ! قال الشرقي في كتابه المطبوع الأحلام : حين مات والدي فترعرعت بحنان والدتي الذي إنساني خسارة حدب الوالد ! وإذا كانت امه شقيقة الشيخ عبد الحسين الجواهري فقد انتقلت وطفلها إلى بيت اخيها لتعيش فيه ! اي ان اليتيم علي الشرقي سيعيش في كنف خاله وخاله هو والد الشاعر محمد مهدي الجواهري ! وكان الجواهري اصغر سنا من الشرقي فالجواهري مولود عام 1900 لكن الشيخ عبد العزيز الجواهري الشقيق الأكبر للشاعر محمد مهدي كان تربا للشرقي يكاربه في العمر ! وربما يكمن السبب في الحساسية بينهما إلى تنافسهما ، واليتم والفاقة يكونان مصهرا للمعادن الأصيلة من الناس فتراهم مبكرين ومتفوقين وطموحين ! ، ولقد كان بيت الشيخ الجواهري مجلسا عامرا بالأدب وعلوم العربية والدين !.
تأريخه :
ويتذكر صاحب الترجمة من اعلام الأدب والعلوم الدينية كوكبة من المشاهير امثال الشيخ جواد الشبيبي والسيد باقر الهندي والسيد جعفر الحلي والشيخ عبد الكريم الجزائري والشيخ هادي الشيخ عباس والسيد حمودي المرعبي وآخرين ! وشباب الشرقي مزيج من التمرد المشاب بالحكمة فقد شكل من اصدقائه الموافقين لمزاجه (شركة مقاومة الفقر) وربما يتقاطع محمول مقاومة الفقر مع دلالة مقاومة الجهل ولكن هذا هو تقرير الحال فحققوا نشاطا محمودا في طبع الدواوين الشعرية والقصص والمذكرات فجابوا العراق من اقصاه إلى ادناه ومن بين جهودهم الشبابية الجبارة جمع شعر محمد سعيد الحبوبي ! كما جمعوا الكثير من مخطوطات بهيئة دواواوين ولم يوفقوا إلى طبعها ولا أحد يدري اين ذهبت وكيف اختفت ! والغريب ان الشرقي وهو غزير العطاء لم يجد من يؤرخ له بشكل منصف أو يجمع شعره أو يعرضه للباحثين والنقاد وطلبة الدراسات العليا ! نعم طبعت دار الشؤون الثقافية في بغداد دراسة عنه مع مختارات من شعره وطبعت بعض كتبه في حياته وتنوسيت البقية ! وعتبى لابنته الأستاذة امل الشرقي وهي اديبة وصحفية وتسنمت أعلى المناصب الاعلامية والثقافية بيد انها على حد علمي لم تقدم لعلي الشرقي جهدا يوازي مكانته كزعيم وشاعر ورجل دين متحضر ! والغريب أيضا ان ماكتبه صديقاه مير بصري وجعفر الخليلي لايسد رمقا ووجدت عند المؤرخ عبد الرزاق الحسني ما يشبه تجنب دوره الريادي في نهضة العراق ! والشد مرارة ان المؤرخ الكبير صاحب اعيان الشيعة السيد محسن الأمين ودائرة المعارف الشيعية السيد حسن الأمين تجنباه بالكامل مع انهما كتبا عن أسماء مجهرية ولعل طبيعة علي الشرقي الصريحة لم تترك له متعاطفا ! ولقد كتب روفائيل بطي عن علي الشرقي في كتاب الأدب العصري الذي لم يطبع منه سوى جزئين أول وثان الخاصين بالمنظوم وكتب روفائيل بطي عن علي الشرقي في القسم الخاص بالمنثور بيد ان ما كتبه لم ير النور مع الاسف ! اذن علي الشرقي عاش ملء السمع والبصر ولم يقدر عليه حساده وشانؤوه فإذا مات صفوا حسابهم معه !.
شعره :
كان الشرقي يجيد الفارسية قراءة وكتابة ويقرا للشعراء الفرس الكبار فبانت الرقة في قوله والنبرة في جمله والوصف الخلاب في صورة ! ولم يصدر بعد موته شيء يذكر سوى رسالة جامعية باشراف الدكتور إبراهيم حرج الوائلي واعداد السيد موسى الكرباسي طبعتها دار الشؤون الثقافية طبعة رديئة مليئة بالأغلاط الطباعية ! ولم تعد طباعتها ! والشرقي قاريء نهم كداب جيله من المفكرين والمبدعين فهو يقول في نفسه حين بلغ الخمسين :
لهفي لخمسين من سني قد اندرست في الكتب بحثاً كأني دودة الكتب
يكتب الشعر الغزلي فضلا عن الشعر الوطني وهو في الحالين مرب وداعية جمال يصف مير بصري شعر علي الشرقي (سحر وعطر وهو شعر نابض بالحياة صادق اللهجة واضح السمات ينطق بلسان البلد والجيل ويحمل طابع العصر ورسالته لقد وفق الشرقي لترديد نواح البلبل السجين وصداح البلبل الطليق ولوعة الفلاح في كوخه وترجمته عن نزعات الشعب المتطلع إلى الحياة والحرية ودعوة إلى الألفة والإخاء) ويصف جعفر الخليلي شعر الشرقي فيقول (خطا الشرقي في الأدب خطوات جريئة إذ احتوى شعره على جانب كبير من الوخز بالشعائر والتقاليد والنقد والاستهجان خصوصا بعد أن خرج من بيت خاله إلى زاوية في إحدى المدارس الدينية شعر فيها لاول مرة بنسيم الحرية والاستقلال وعرف الشرقي بطراز نظمه وصيده المعاني وطريقة النسج بكونه من أوائل المجددين في الشعر لا بل لم يكن قد سبقه شاعر في نسج الفكرة وفق النمط المحبب لدى المتذوقين) ويقول محمد سعيد الصكار (وكان علي الشرقي بارز الحضور في المجال الثقافي من خلال ما كان ينشره من قصائد في موضوعات مختلفة، عراقية وعربية وعالمية، كقصيدته عن غرق الباخرة تيتانيك وعن الاتحاد السوفييتي، وأوروبا والحرب الثانية وغيرها. وهو أكثر الشعراء العراقيين، وربما العرب، استخداماً لمنجزات الحضارة والتقدم، إذ يحفل ديوانه بذكر السيارة والطيارة والكهرباء والبطارية وماكنة التصوير وغير ذلك.
كان علي الشرقي عراقياً أصيلاً، وعربياً متحمساً، وداعية جريئاً للتقدم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والديني، لاذع النقد لمظاهر التخلف والوصولية والنفاق؛ كل ذلك بحس دقيق ولغة سهلة وعبارة بليغة، والتقاط حاذق للأمثال الشعبية، حتى ان كثيراً من أشعاره ذهب مثلاً.
والمراجع لديوانه، وهو سجل شعري لحالة العراق في مختلف ظروفه، يجد هذه الحالة العراقية، والسياسية منها خصوصاً، لم تتغير كثيراً، برغم ما أحاط بها من تغيرات، حتى ليظن أن ما كتبه الشرقي قبل أكثر من سبعين عاماً) وأملى عليَّ استاذي الكبير وصديقي الأثير الفيلسوف الكبير البروف أبو طريف الشيبي كامل مصطفى يوم كنا استاذين في الجامعة الليبية بطرابلس سنة 1995 (انك لن تفهم علي الشرقي حين تتجنب قراءاته الفلسفية وثقافته الفارسية وانك لن تقترب من عالمه الشعري حين يغيب عنك تأثره بالعرفان الصوفي ! فهو من الذين يلغون ازدواجية الروح والجسد باتجاه تكريس دلالة الجسد روح منظورة والروح جسد مخبوء ! وقد التاع كثيرا وهو يكابد هذه الرؤية في مجتمع فتح عينيه على الانتهازية والوصولية ولم يكن يعرفهما في القرن التاسع عشر ! وإلا كيف تعلل هذه البائية - وادهشني ان الشيبي يحفظها للشرقي ويحفظ الكثير من شعره غير المعروف
قصائده :
شمعة العرس ""علي الشرقي""
قصيدة نظمها الشيخ الشرقي جازعا مروعا بموت عروسه فجأة ليلة الزفاف والشموع التي كانت معدة لزفافها اسرجت في تشييعها إلى القبر.. وليتأمل القارئ فيها إلى حد يصور الشاعر ولهه وحزنه على فقد عروسه.
شمعة العرس ما اجدت التأسي
أنت مشبوبه ويطفأ عرسي
أنت مثلي مشعولة القلب لكن
من سناك المشؤوم ظلمة نفسي
يا رعى الله للزفاف.. شموعا
يتهافتن حول نعشٍ ورمسِ
عاكست حظها الليالي فذابت
خجلا ترسل الدموع بهمس برأسي
قالو عنه :
غائب طعمة فرمان قال :
علي الشرقي شاعر كبير ذو نفس كبيرة ووطنية صادقة وقلب خفاق وإحساسية مصورة تشعر بخفايا الاشياء وتنفذ إلى اعمق اعماق الوضع فهي طبيعة خالدة تراها نفوس الشعراء الملهمين الواعين المتطلعين إلى الافق الواسع في الحياة السعيدة للمجموع العام وتفكر التفكير الواسع في الوقائع وتحسب حسابها لكل شيء يقع تحت حاستها الواعية!! علي الشرقي شاعر الطليعة المتحررة وتلك اتم تسمية وافية للشاعر تعبر عن الدور الذي قام به أتم تعبير واوفاه وتعرض علينا صفحة جهاده المتواصل ونحن نعني في تسميتنا اياه شاعر الطليعة المتحررة أو الرعيل الأول وهي تعطي في النفس صورة واضحة للذين يدققون الوضع ! شاعر الطليعة هو رائد القوم الذي يرشدهم ويرصد لهم الطريق ويعين المواقع ويقول لهم القول الفصل الذي توحيه الطبيعة الشاعرة الواعية وينظر إلى الدنيا في معنى شامل وبعد نظر !فما اوسع الآفاق التي يخطرها الشاعر الواعي ونحن نرى الخطوط والملامح واضحة في شعر الشرقي ولو انها مطموسة في التورية والرمز والكتابة ونحن نلمح في شعر شاعرنا اثر تلك الفترة بقوتها وضعفها بحسناتها وسيئاتها فقد رسم الملامح في تلك الفترة فهو الشاعر الصادق الصدوق الحساس.إ. ه
علي الشرقي.. عقل وعاطفة :
وتحسست كلامه وتحسست بنبرات صوته ولست ادري كيف تحولت تلك السحنة التي طالما استدل منها الكثير ومنهم انا على العنجهية والكبرياء إلى سحنة جذابة تسحرك منها العينان الواسعتان المشعتان بالذكاء والتفرد إلى الاعماق وسمرة حبيبة إلى النفس في وجه ينم عن اتزان الشخصية لحد كبير وكلام بلايكاد يخرج من الشفتين حتى يدخل القلب..
صديقه جعفر الخليلي
وعلي الشرقي إنسان ملتزم يخشى الله في كل شيء ! وربما استشعر في جسده رغبة للجسد الآخر وفي نفسه ميلا لزوجة صالحة يسكن إليها وتسكن اليه ! وكان شعره العاطفي يبوح دفءا وحنانا ! ففهم ذووه ان القصائد الغزلية ليست تلميحا عن حاجة جنسية تستدعي الزواج بل هي تلميح وتمليح للجمال وتسبيح لله مبدع الجمال ! فلم يعد الشرقي فتيا وقد بدا أكبر من عمره بسبب شراسة الهجمة الظلامية عليه !! والناس البسطاء يتوهمون ان الغزل حاجة جنسية لا يسدها سوى الزواج ! مع ان الغزل في الشعر يجيء غالبا لدواع جمالية ! وحين اقترح ذوو علي الشرقي عليه عام 1909 فكرة الزواج من بنات الاقارب ! فضحك وظن انها طرفة ولكن ذويه ربما ظنواان زواج علي الشرقي ربما سيمتص منه النار الحامية بين جوانحه التي تستحيل خصومات وحروبا ومساجلات ! والحف ذووه عليه في قبول فكرة الزواج فتأبى من اعماقه مرات ومرات فهو في شاغل تنويري ربما ينسيه نفسه لكنه وافق أخيرا بعد عياط وشياط وشفاعة من قريش ولمح لهم برغبته للزواج من صبية تسكن في عكَد (زقاق) السلام شباكها مطل على الطريق وقد وقعت في نفسه موقعا حسنا وربما استشعر منها الميل ذاته ! وكان له ما اراد وربما شعرت الصبية حقا بشيء من الحب نحو الشرقي وهو الفتى الوسيم !
شمولية علي الشرقي :
علي الشرقي إنسان متفاعل مع الكون بكل اتساعه ! فهو يرى الدنيا قرية كبيرة فلم يترك شاردة ولا واردة الا وسجلها !
فحين غرقت باخرة تايتانك العملاقة منتصف نيسان 1912 حزن كثيرا ولم يكن قد وصل العشرين من العمر وكتب :
لتيتانيك يؤسيها قصيدي وقد سبقت فجائعها بريدي
فيا جبل الحديد وكيف تذوي على مضض مع الجبل الجليدي
وما ارتطمت جسوم في جسوم بل ارتطمت جدود في جدود
وقد حن القرار إلى ستيد كحضن الأم يهفو للوليد
أداعية السلام وقد تداعى عليك سلام ارواح الجنود
رقدت فايقظتك صروف خطب ولم تعبأ فعدتَ إلى الرقود
شديد العزم كنتَ وانت حي فمتَّ وانت في عزم شديد .
والبروفسور ستيد كان فيلسوفا وداعية سلام ومحبة بين الشعوب وهو مؤمن بنظرية حلول الارواح ! وقد غرق ضمن من غرق ! فحزن عليه الشرقي !.فإذا كان الشرقي يقظا حين يحدث طاريء ما في أقصى الأرض فمن باب أولى ان يكون اشد يقظة لحال بلاده ! ولكن سياسة البسطاء عسيرة وبخاصة إذا تمكنت منهم الدهماء ! ولقد وقفت الغوغاء بين الشرقي وبين حلمه الوطني ! ولقد وجد المحتل في الغوغاء ضالته فكان عملاؤه يحركونهم لتجريح علي الشرقي ! وهذه قصيدة فيها شكوى ونجوى وتحذير فلا يدري الشرقي من يلوم اولا المحتل الذي بغى وعاث أم صنائعه الذين استاسدوا على أبناء جلدتهم ام عقلاء القوم وقد آثروا الوقوف على التل بانتظار المعجزة فخذلوا المناضل والمفكر والمبدع هل يلوم الحاكم الجائر ام المحكوم المستسلم ؟! :
ملخص حياة الشاعر :
من ألمع أدباء القرن العشرين عرف بنشاطه المتنوع فهو مؤلف وباحث التفت إلى القضايا التاريخية التي تهم عصره وكما كان قاضياً فقيها كتب في الأحكام الشرعية والقضايا الإسلامية. ولد الشيخ علي الشرقي في مدينة النجف الاشرف عام 1890 وهو الشيخ علي بن الشيخ جعفر بن الشيخ أحمد بن الشيخ موسى من عشرية الفراغنة – فرع بني خيقان التي يسكن معظمها الشطرة وسوق الشيوخ من محافظة ذي قار أما أمه فهي ابنة الشيخ عبد علي الجواهري وأخت الشاعر الأديب الشيخ عبد الحسين الجواهري والد الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري.
• عين عضواً في مجلس التمييز الجعفري عام 1927 ثم مارس القضاء الشرعي في البصرة عام 1933
• ثم اختير عضواً في مجلس التمييز الشرعي الجعفري ورئيساً لهذا المجلس من عام 1934-1947
• وبعدها عين عضواً في مجلس الأعيان،
• استوزر أكثر من مرة
حيث صار وزيراً للدولة منذ عام 1954 ولغاية 1958 تقاعد بعدها إلى أن توفي في يوم الثلاثاء الموافق 11 آب من عام 1964 فكانت وفاته خسارة لشخصية تركت آثارها على معاصريها من أخوانها ورفاقها وقد رثاه العديد والعديد من الشعراء.