بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الـذنب هـو السقـوط عـن صـراط العبوديـة
ما أكثر ما يكون الشخص في انحدار دائم على أثر ذنب متواصل كالغضب مثلاً ، حيث تلاحقه آهة المظلوم على الدوام ، لا سبيل له إلا أن يلتمس ويقول : إلهي ، أرجعني إلى خط العبودية ، التوبة التوبة ..
ما أكثر ما جاء في الأخبار وما قاله القرآن : التوبة .... توبوا فوراً .
صحيح أن لكل منا زلته ، إلا من عصمه الله ، غير أن عليه أن يعود فوراً دون إبطاء .
عد إلى خط العبودية ، انحرف لسانك على حين غرة فقلت فحشاً !!! أسرع واصلح ما أفسدته ، استرض الذي وقع عليه الفحش اطلب منه أن يصفح عنك ، حتى يعفوا الله عنك.
" أستغفر الله ربي وأتوب إليه ".
إن الإنسان ينحدر عن الصراط الحق مع كل ذنب ، وسيكون الأمر غداً يوم القيامة كذلك ، فالسقوط على أنواعه عن طريق العبودية في الدنيا سوف يؤدي إلى السقوط في النار في الآخرة تماماً , كالفراشة التي تحوم حول المصباح ، وتحسب أن نار المصباح هي باب النجاة (( وانكم تتهافتون في النار كتهافت الفراش، وأنا آخذ بحجزتكم)) ( سفينة البحار/ ج : 2/ ص : 28 ).
كذلك الإنسان إذ يتصور الشهوات كالطعام واللباس والشهوة الجنسية وسائل للسعادة وكما تنتهي الفراشة المحومة إلى السقوط ، سينتهي الإنسان الذي شغل نفسه بالشهوات كذلك(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) ( سورة آل عمران الآية : 14 ) .
فيا من ذرفت الدموع من أجل الحسين عليه السلام ، إنك ببركة الحسين توفق للتوبة ، وتخرج من ظلمات الذنب إلى نور التوبة (( الله ولي الذين آمنوا ، يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة)) .
وكم من أناس أصلحوا زلاتهم ببركة التوسل بأهل البيت (ع) ووفقوا للتوبة .
فالصراط يعني ظاهرياً ذلك الجسر الذي ينصب يوم القيامة ، فوق جهنم ، ويختلف وصفه باختلاف الأفراد ، ويكون بالنسبة لبعضهم أدق من الشعرة وأحد من السيف .
علـي (عليه السلام) قسيـم الجنـة والنـار
جاء في رواية عن رسول الله (ص) حول المقام المحمود ( المقام المحمود الذي نطلب الوصول إليه في زيارة عاشوراء ((وأسأل الله أن يبلغني المقام المحمود )) ، وهو جانب من المحشر حيث يجتمع الأنبياء والأولياء والصالحون ، وحيث سيد الخلائق محمد (ص) أم منبراً من نور له ألف درجة ، على الدرجة الأولى منه خاتم الأنبياء محمد (ص) وعلى الدرجة الثانية أسد الله الغالب علي بن أبي طالب (ع) وعلى سائر الدرجات سائر الأنبياء بحسب مراتبهم ، وعند قاعدته جميع المؤمنين الذين وقفوا للوصول إلى ذلك المكان .
في هذا المقام المحمود حيث يحمد رسول الله (ص) ربه ويثني عليه بنحو لا سابق له ، يأتي ملك في أفضل صورة ويقف مقابل الرسول (ص) ويقول : أنا رضوان خازن الجنة . ويبرز الجنة ويقول : أنا خازن الجنة ، وإني لمأمور أن أقدم مفتاح الجنة لكم ، ثم يأتي ملك في صورة بالغة المهابة ويقول : أنا مالك جهنم ، وأنا مأمور أن أقدم لكم مفتاح جهنم ، ويذهب بدوره فيقول رسول الله (ص) : يا علي (ع) خذ المفتاحين فأنت (( قسيم الجنة والنار )) "بحار الأنوار / ج : 3 " .
يقول رسول الله (ص) : وأنا بدوري أقف على أول الصراط وكل من كانت معه براءة من علي (ع) جاز الصراط بسعادة وهناء .
ورد في الحديث الصحيح : (( ما خلق الله عبداً من عباد الله ، ملكاً ولا نبياً ، إلا ينادي : رب نفسي نفسي ، وأنت يا نبي الله تنادي : أمتي أمتي )) "سفينة البحار / ج : 2 ص : 28 " .
وفي خبر عن ( الخصائص الحسينية ، للشيخ جعفر الشوشتري) :أن رسول الله (ص) يروي للزهراء (ع) ما يجري على الحسين (ع) حتى يصل إلى الحديث عن قبر الحسين (ع) ، فيقول : " إني لأشفع غدا يوم القيامة لمن زاروا قبر الحسين " ، والجملة التي تبعث على الأمل – كما يقول الشيخ – هي أنه (ص) يقول : إني لأبحث عنه بنفسي فأجده فأتبعه وأنجيه وإنه لينجو ولو كان واقعاً في هوة .
فيسأله : أوله علامة ؟ يقول : نعم ، مكتوب على جبهته بقلم النور : هذا زائر قبر الحسين (ع) .