من هو حارث الضاري؟
كان يساند الضاري بعض القوى الإرهابية مثل القاعدة وأبو مصعب الزرقاوي، وبعض فصائل المعارضة المسلحة، وينسبون اليه دخول مجاميع من القاعدة إلى ساحات اعتصام الرمادي
![]()
حارث سليمان الضاري، ولد في خان ضاري في منطقة أبو غريب ببغداد سنة 1941، دخل مدرسة تحفيظ القرآن، وتعلم فيها، والتحق بعد ذلك بالمدرسة الدينية التي أكمل فيها الدراسة الأولية، وأخذ منها الشهادة الثانوية، ثم التحق بجامعة الأزهر سنة 1963م، حيث حصل على شهادة الليسانس العالية بكلية أصول الدين والحديث والتفسير، ثم دخل الدراسات العليا وحصل على شهادة الماجستير في التفسير سنة 1969م، وبعدها سجل في شعبة الحديث، فأخذ منها أيضاً شهادة الماجستير سنة 1971م، وبعد ذلك سجل رسالة الدكتوراه في الحديث، وحصل عليها سنة 1978م.
بعدها عاد إلى العراق وعمل في الأوقاف، ثم بعد ذلك نُقل إلى جامعة بغداد بوظيفة معيد، فمدرس، فأستاذ مساعد، ثم أستاذ، وقضى في التعليم الجامعي أكثر من 32 عاماً، تقاعد بعدها،حيث عمل في عدة جامعات عربية، كجامعة اليرموك في الأردن، وجامعة عجمان في الإمارات المتحدة، وكلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي أيضاً بالإمارات العربية، وقد عاد إلى العراق في 1 تموز 2003م.
الضاري إرهابياً
ان الحكومة تعتبر حارث الضاري "إرهابياً" وأصدرت مذكرة اعتقال بحقه بتهمة التحريض على العنف والدعوة لقتل المواطنين العراقيين ومساندة التنظيمات الإرهابية، لكن هو يعتبر نفسه من الخط الوطني الذي يدافع عن وحدة الشيعة مع السنة، وله مواقف مضطربة من الأحداث في العراق بعد 2003، فهو من جهة يؤيد انتفاضة ما يسمى بـ"المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي"، ويؤيد في نفس الوقت التقارب مع الشيعة الذين أيدوا دخول القوات الأميركية ويعتبرونه تحريراً من النظام البعثي السابق، الذي يعتبرونه نظاما معاديا لهم، وفي نفس الوقت يؤيد قتل عناصر الجيش العراقي الحالي الذي يعتبر الشيعة المكون الأساسي له.
والضاري كان يساند بعض القوى الإرهابية مثل القاعدة وأبو مصعب الزرقاوي، وبعض فصائل المعارضة المسلحة، وينسبون إلى حارث الضاري دخول مجاميع من القاعدة إلى ساحات اعتصام الرمادي مما جعل القوات الحكومية اقتحام الساحة التي كانت تعد أهم ساحة اعتصام للسنة في العراق.
أدت تلك الاعتصامات التي غطى عليها بعض الساسة والبرلمانيين والوزراء السنة المشاركين في الحكومة، الى دخول التنظيم الاقليمي العالمي الإرهابي داعش واحتلال ثلث العراق.
موقفه من داعش
انتقد رئيس هيئة علماء المسلمين حارث الضاري، في 1 تموز 2014 اعلان تنظيم "داعش" عن "دولة الخلافة" ومبايعة أبو بكر البغدادي المطلوب للسلطات العراقية ليكون "خليفة للمسلمين"، خوفاً من مطاردة عناصر التنظيم دولياً وانقسام الفصائل التي تقوده.
وقال الضاري إنه ينصح "الجهات التي أعلنت عن قيام ما تسمى الخلافة الإسلامية في كل من العراق وسوريا بالتراجع عن هذا الإعلان، ومن شأن ذلك "دولة داعش"- وإن كان صوريا- فأنه يعطي للحكومة العراقية دافعاً قوياً وتأييداً دولياً لملاحقة التنظيم كما سيعزز الانقسام بين الفصائل التي قادها واستولى على مساحات واسعة من الأراضي العراقية.
وأعتبر الضاري ان "الإعلان عن قيام أي دولة أو الخلافة لا يكون قبل تهيئة مستلزمات النجاح، وإلا انعكس الفشل على الجميع، لذلك فإن البيعة غير ملزمة شرعا لأحد من الناس".
توفي الضاري اليوم 12 آذار 2015 فياحدى مستشفيات العاصمة الاردنية عمان عن عمر يناهز الـ73 عاماً، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، وهو يعتبر أحد علماء السنة في العراق ويقيم في العاصمة الأردنية عمان منذ 2003.
المصدر من هنا