موضوع مهم وهو؟؟؟؟؟؟؟العتاب بين الاصدقاء
تمتد العلاقة بين الأصدقاء أزمنة قد تطول سنيناً أو شهوراً، أو ربّما مدى الحياة.. وفي هذه المعايشة الزمنية الطويلة أو القصيرة تظهر طبائع الأصدقاء، ويتجسّد سلوكهم النافع أو الضّار.. والخطأ مسألة طبيعية في حياة الإنسان، فليس فينا مَن لا يُخطِئ، والإنسان يُخطئ مع ربَّه، ويُخطئ مع نفسه، ويُخطئ مع الناس الذين يعيش معهم..
ومَن يقع الخطأ عليه، لابدّ أن يكون له ردّ فعل على ذلك الخطأ..
ويختلف ردّ الفعل على الخطأ حسب حجم الخطأ ونوعه، وحسب شخصيّة الإنسان الذي وقع عليه الخطأ، وقدرته العقلية والنفسية في التعامل مع أخطاء الآخرين، فالبعض يغضب ويُقاطع، تصدر منه كلمات مؤذية، أو نقد جارح، والبعض قد يسكت على الخطأ، ويغضّ الطّرف عنه، وكأنّه لم يسمع، ولم يرَ تلك الأخطاء، ويتعامل بهدوء، ويتسامح في كلّ الأحوال، ومهما يكن الخطأ صغيراً أو كبيراً.
وللتعامل مع خطأ الأصدقاء أصوله الأخلاقية.. فالصديق عندما يُخطئ تجاه صديقه، كأن تصدر منه كلمة مؤذية، أو يتصرّف تصرّفاً ماليّاً أو إجتماعياً... إلخ، ويُسيئ إلى صديقه.. فمن حقّ الصديق أن يُعاتِب صديقه على خطئه، وطريقة تصرّفه، ولكن يجب أن يكون العتاب بالحُسنى، وإلفات نظره إلى خطئه، وتحمّل خطأ الأصدقاء الذي يصدر من الناس الطبيعيين مسألة أساسية في حياة الأصدقاء، فمَن لا يتحمل خطأ الآخرين، لا يستطيع أن يتعايَش معهم، أمّا مَن يتجاوز حدود الآداب، ويُحَّمل صديقه الضّرر والإساءة بسبب تصرُّفاته، فليسَ مِنَ الصحيح أن نتّخذ هذا الإنسان صديقاً لنا. وعلينا أن نحاسبه ونكشف له خطأه، ولكن بأسلوب مناسب للموقف.
إنّ القرآن الكريم يدعونا إلى العفو عن المخطئ، وأن ننقد الآخرين دون المسَّ بمشاعرهم وشخصيّتهم..
قال تعالى: (والكاظِمِين الغيظ والعافينَ عَنِ النّاسِ واللهُ يُحِبّ المُحْسِنين) [آل عمران: 134].
(وقُولُوا لِلْنّاسِ حُسْنا) [البقرة: 83].
(يا أيُّها الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللهَ وقُولوا قَوْلاً سَدِيداً) [الأحزاب: 70].
فإن نقد الصديق ومعاتبته إذا أخطأ موقف صحيح، وضروري لتصحيح الخطأ، ولإدامة العلاقة بين الأصدقاء.. ولكن من الخطأ أن نُعاتِب الصديق في كلَّ قضيّة مهما تكن صغيرة، أو أن يكون نقدك أو عتابك مُثيراً لمشاعر أصدقائك، أو جارحاً لهم. لابدّ من إحترام مشاعر الصديق، وتوجيه النّقد والعتاب إليه بلغة مقبولة لديه، بعيدة عن الإستفزاز والإثارة..
وكم هو جميل قول الشاعر:
إذا كُنتَ في كلِّ الأمورِ مُعاتِباً *** صديقك لَم تلق الذي لا تُعاتبه
وإذا كنّا نطلب من الصديق أن يتقبّل منّا العتاب والنّقد البنّاء، فعلينا أن نتقبّل منه العتاب والنّقد البنّاء. وأن تتّسع قلوبنا عقولنا لقبول ذلك، فإنّ الإنسان يُخطئ، والنّقد البنّاء يُساهم في حذف الأخطاء، وتقويم الإنسان
اتمنى ان ينال اعجابكم