ولادة جديدة :
وتنفسَ الأملُ الخبيءُ بصدرها
فتلألأتْ بعبيرِ رعشتِها السماءُ
و أشرقتْ بسماتُها شمساً
تشعُّ بنورِها كلماتي
و كتبتُ عنها
كي تحاورَني النجومُ
و أحضنَ القمرَ الخجولَ و أنتشي
بنبيذِ أحلامِ الندى
و رسمتُ وجهَ حبيبتي قمراً
يطلُّ على دمي
مدّاً يبعثرُ صمتَنا قبلاً
و يحضنُنا الصدى
جزراً يلملمُ دمعَنا بحراً
و يسكبُنا المدى
لو فاحَ وجدٌ من هديلِ يمامةٍ
أو كلَّما طيرٌ شدا
كلُّ القصائدِ وجهُها
في صوتِها كل الوعودْ
و لصمتِها عطرٌ يضيء
هي زهرةٌ .. و أريجُها لحنُ الخلودْ
خجلى كغيماتِ الربيعْ
لو سرتَ نحو بريقِها .. حتماً تضيعْ
غرقٌ عميقٌ عشقُها
و رحيقُها وهمٌ بديعْ
لو ذقتَهُ .. شمعاً تذوبْ
كم كنتُ أحلمُ دائماً بجنونِها
كفراشةٍ تسعى لزنبقةٍ تراقصُها الدروبْ
أو نحلةٍ عطشى لعوبْ
تمتصُّ فجراً من أزاهيرِ الغروبْ
أيجيءُ صبحٌ من شذا تنهيدةٍ
و يرتبُ المطرُ اللقاءَ و ينتهي قحطُ القلوبْ
هل يا ترى في الغيمِ لحنُ هطولِنا
أم أنَّ ريحَ البعدِ تكتبُنا رحيلاً لا يؤوبْ
أيعودُ ظلِّي بعدَ ليلٍ باردٍ
أيظلُّ يصحبُني الشحوبْ
صوتي صداكِ ...
و نبضكِ ... نغماتي .
وطني رسائلُ هجرةٍ ...
همِّي أنينُ بحارِ قهرٍ داكنٍ
ترسو على شطآنِها عبراتي
و الليلُ يصحو من مناجاتي
و يغرقُ في وسائدِ غربتي
و يتوهُ بين أزقَّتي و ينامُ فيْ ظلماتي
و رموشُكِ ...
الشَّجنُ الذي
قد حطَّ في أغصانِ رو حي
و انتمى لمواجعي
حتى استبدَّ بصحوتي و سباتي
لحَّنتُهُ أرقاً تنفَّسَهُ الوجودُ ورفرَفَتْ بأنينِهِ صلواتي
لملمتُهُ شعراً فلملمني الضياءْ
و نثرتُه ألقاً على أغوارِ ذاتي
فاستنشقَتْني نسمةٌ مشتاقةٌ
و خرجتُ من جرحي كشرنقةٍ تلاشى سجنُها
و خلعتُ يأسي دافناً حسراتي
محمد الدمشقي