يُحكى أن السلطان العثماني ( مراد ) دخل في سنة ١٠٤٧ هـ النجف الأشرف لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام في موكب كبير ، وكان معه وزيران أحدهما شيعي يُخفي إيمانه ، والآخر ناصبي حاقد ، فلما تراءت القبة الذهبية الشريفة لهم من مسافة أربعة فراسخ ؛ نزلَ الوزير الشيعي عن حصانه راجلا ، فاستغرب السلطان وسأله عن سبب ترجله، فقال الوزير الشيعي متّقيًا:
إنه أحد الخلفاء الأربعة، فنزلت تعظيمًا له .
فقرر السلطان مراد النزول عن فرسه هيبة و إجلالا لأمير المؤمنين عليه السلام ، و المشي راجلا.
إلا أنّ الوزير الناصبي لم يُعجبه ذلك فاقترب من السلطان وقال له:
إنّ الترجل لا يليق بك ، لأنه سلطان وأنت سلطان ، غير أنك حي وهو ميت ، والحي أولى بالاحترام من الميت .
فاحتار السلطان وتردد فأُشير عليه بالتفاؤل بالقرآن ، فلما تفأل بالقرآن خرجت الآية الكريمة:
(فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً)
فما كان للسلطان بُدّ من العمل بالآية فترجّل إجلالا و تعظيمًا ، ومشى حافيًا، و أمر بأن تُضرب عُنُق ذلك الوزير الناصبي.
وبهذه المناسبة أنشَد مُؤدّب السلطان بيتين لأبي الحسن التّهامي وهما:
تَزَاحَمُ تيجانُ الملوك ببابِهِ
ويكثرُ عند الاستلام ازدحامها
إذا ما رأته من بعيد ترجّلَتْ
وإن هي لم تفعل ترجّل هامها
ما تراني أقولُ عن عظمتك سيدي أيها الأمير.