قال علماء من الولايات المتحدة إن اختبارا للحمض النووي الريبي -قيد التجربة- يعد بتحسين سبل تشخيص البكتيريا المسببة للالتهابات وإيضاح المضاد الحيوي الأمثل لها.
يأتي ذلك في ظل تزايد أعداد البكتيريا التي تكتسب مناعة ضد المضادات الحيوية المستخدمة في الوقت الحالي، وهو ما يستدعي بحث الأطباء عن وسيلة للكشف السريع عن البكتيريا المسببة للالتهابات.
وأعلن الباحثون الذين عملوا تحت إشراف ديبورا هونغ من مستشفى ماساتشوستس العام في مدينة بوسطن الأميركية، عن المبدأ العلمي الذي يعتمد عليه هذا الاختبار الاثنين في مجلة بروسيدنجز التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم.
ومن المعروف أن الحمض النووي الريبي نسخة من جينات الإنسان التي توجد على شكل حمض نووي في نواة الخلية، وأن الجينات موجودة أيضا في هذه الخلية، وأن نسخة الحمض النووي الريبي هي فقط التي تغادر نواة الخلية وتكون بمثابة الأساس الذي ينتج منه بروتينات الجسم.
وتُتاح العديد من الطرق للكشف عن جزيئات هذا الحمض الريبي، حيث تظهر في عينات الدم والبول وتستخدم في الأبحاث للكشف عن السرطان، وهي العينات التي توجد بها جزيئات الحمض الريبي الخاصة بالمريض وفي البكتيريا والفيروسات والفطريات التي تعيش داخل المريض.
وقام العلماء بفصل جزيئات الحمض الريبي من عينات بول مرضى، وهو أمر سهل باستخدام الأساليب التجارية الشائعة.
البكتيريا والمضادات
ويقوم تحليل الحمض الريبي بكشف الجراثيم والفيروسات المعروفة بالتسبب في مرض ما، وهذا الحمض عبارة عن مكونات حمض نووي ذات تسلسل جيني معروف لهذه المسببات المرضية.
وهناك أجزاء بعينها من الجينات تكشف عن هوية المسبب المرضي الذي تعود له هذه الجينات، حيث تحمل صفات جينية تعود لهذه المسببات، فعندما تعلق هذه السمات الكاشفة بجزء معين من الحمض الريبي فإن العلماء يكتشفون المسبب المرضي.
ونجح الباحثون باستخدام هذه الطريقة في إثبات الإصابة بالسل، في حين أن الطرق التقليدية تحتاج وقتا طويلا للكشف عنها، وذلك لأن الخبراء يحتاجون إلى عمل مزارع للبكتيريا وذلك يستغرق وقتا.
ثم استفاد العلماء خلال دراستهم بصفة أخرى من صفات البكتيريا حيث يدرسون رد فعلها على الاستثارات الخارجية، كرد فعلها على التعرض لمضاد حيوي، حيث تبين أن البكتيريا تفرز حمضا نوويا مختلفا في حالة هذا التعرض، مما يعطي دلالة على نوع المضاد الحيوي الأمثل ضد هذه المسببات المرضية أو المضادات التي لا تجدي مع هذه المسببات.
وكلما جمعت فرق الباحثين المزيد من المعلومات عن هذه البكتيريا والمضادات الأفضل ضدها، أصبح باستطاعة هذه الاختبارات تقديم المزيد من المعلومات.
وشدد الباحثون على أن دراستهم خطوة أولى في اتجاه التوصل إلى اختبار موثوق به يمكن استخدامه بشكل واسع في المستشفيات، وقالوا إن من الضروري على سبيل المثال التوصل إلى نظام تلقائي تماما للتشخيص يكون سريعا ودقيقا في نفس الوقت.