اكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون انه "مهما فعل الإجرام التكفيري فلن يتمكّن، من إيقاف مسيرة الحضارة وإعادتها الى عصور البربرية"، مضيفا: "ما أشبه اليوم بالأمس، فالتاريخ يكرّر اليوم نفسه، ويُذبح المسيحيون وغير المسيحيين، ويهجّرون من أرضهم وبيوتهم، تنفيذاً لفكرٍ إلغائي يرى في الآخر عدواً توجب إزالته والقضاء عليه، تماماً كما حدث منذ حوالي مئة عام عندما كان الفكر العثماني يرى في من يخالفه المعتقد الديني عدواً تجب إبادته، فالمجتمع الأحادي، وإلغاء التعدّدية ليسا بالمشروع الجديد كما قد يعتقد البعض، إذ قد راود هذا الحلم السلطان سليم الأول، مؤسس الدولة العثمانية، فقرر تخيير المسيحيين واليهود بين اعتناق الدين الإسلامي أو الرحيل عن الدولة"، مشيرا الى ان "شيخ الإسلام آنذاك في السلطنة "ذينيلي علي أفندي" رفض هذه الفكرة قائلاً للسلطان بأنّ "المسيحيين واليهود قد عَصَموا منك دماءهم وأموالهم"، فتراجع عن قراره، وطوي هذا المشروع لفترة من الزمن".
وفي كلمة له باحتفال بطريركية الارمن الكاثوليك احياءً للذكرى المئوية للإبادة، رأى العماد عون انه "صحيح أن اليوم يشبه الأمس، ولكنه يختلف عنه في ناحية ملفتة، فقافلة الشهداء قد ازدادت وتنوّعت ولم تعد مقتصرة على المسيحيين، بل شملت أيضاً المسلمين بكل مذاهبهم، كما سائر طوائف المشرق، أما المجرم فيحمل نفس الذهنية الإلغائية لجميع من خالفه المعتقد والرأي"، مضيفا انه "لا شك أن عدم الاعتراف بمجازر الماضي شجّع على ارتكاب مجازر الحاضر، ومن يعلم كيف ستنتهي هذه المآسي المتنقلة من بلد لآخر، ولكن، كما أن التضييق المعيشي والظلم والإجرام التي عانى منها المسيحيون في السلطنة العثمانية لم تمنعهم من التمسك بإيمانهم وهويتهم ولغاتهم وثقافاتهم المتنوعة، ولم تقتل فيهم نزعة السعي الى العيش بحرية والتفاعل مع محيطهم والتناغم معه، إيماناً بقول السيد المسيح " تأتي ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يؤدي لله عبادة" ، فإن الإجرام الذي يُمارس اليوم، والعنف، والمجازر التي تُرتكب بحقّ شعوب المشرق بكافة تلاوينيها ومعتقداتها قد وحّدت جميع الطوائف، الاسلامية والمسيحية، بمواجهة التكفير الذي ينقض جميع الأديان ويعمل لمحو ذاكرة الشعوب"، مشيرا الى انها مأساة مئة سنة، رغمها، وبسببها، قرّرنا أن نكونَ غداً، وأن يكون غدُنا مختلفاً عن اليوم وعن الأمس، فنحن أبناء الإيمان والرجاء، نحن أبناء الفداء والقيامة، وأبواب الجحيم لن تقوى علينا.
http://www.elnashra.com/news/show/84...0%D8%A8%D8%AD-