للاسف الشعراء المعاصرين لم ياخذوا المكانة المناسبة لهم بين صفوف المجتمع ولم يحظوا بالاستقطاب المعرفي ولم يعنى بهم باعتبارهم ان لهم التاثير الكافي على اقطاب المجتمع كافة نحو تغيير نهضوي شامل ...بل اعتبروه مجرد خالق كلمات تضيف السكينة وتخفف الام واوجاع الناس .
لذا فكل المحاولات الاصلاحية تقريبا اجهضت لان احدا لم يتبنى ولم يدعم تلك الافكار باعتبار ان القانون والسياسة والاقتصاد هي الاقطاب الوحيدة القادرة على التجديد والنهوض وتطوير الامم واصبحوا مجرد ارشيف فقط لا غير
شكرا لك ولمجهودك استاذي العزيز
روووووعة ، كنزٌ للمنتدى احتوائه على عضوٍ يملك من العلم والثقافة الشيء الكثير ، حقاً أنك ثروةً للمنتدى أحسنت أستاذ .المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حيدر (البغدادي)
خصائص مدرسة أبوللو من حيث المضمون :
1 - الحنين إلى مواطن الذكريات كقول إبراهيم ناجي :
سألتُكِ يا صَخْرةَ المُلْتَقَىمتَى يَجْمَعُ الدَّهرُ ما فَرَّقَا؟
2 - الاعتماد على التجربة الذاتية والحوار الداخلي كقول إبراهيم ناجي :
رفَرف القلبُ بجنْبــى كالذَّبيح
فيجيبُ الدمعُ والماضي الجرِيح
3 - استعمال اللغة استعمالاً جديدًا بما تدل عليه من إيحاء (كالعطر القمري - والخيال المجنح - الشفق الباكي - أغاني الكوخ - والجلسة الخضراء - ووراء الغمام) .
4 - استعمال الكلمات الأجنبية والأسطورية مثل : (الكرنفال - أوزوريس - إخناتون) .
5 - الميل إلي التجسيد و التشخيص في صور هم مثل قول الهمشري : " فنسيم المساء يسرق عطرا " - " من رياض سحيقة في الخيال "
6 - حب الطبيعة ، والتعلق بجمالها ، والافتتان بها ، وتشخيصها ومناجاتها ، وتسمية داوينهم وقصائدهم بما يدل عليها مثل (أطياف الربيع - وأشعة وظلال - والينبوع) لأحمد زكي أبي شادي ، وأغنيات على النيل لصالح جودت ، وأغاني الكوخ لمحمود حسن إسماعيل ، وأغاني الرعاة لأبي القاسم الشابي .
7 - التشاؤم والاستسلام للأحزان والآلام واليأس ، حتى جعل محمود حسن إسماعيل عنوان ديوان له (أين المفر؟) .
8 - تنوع موضوعاتهم بين الطبيعة والمرأة والأمل والحنين والذكريات ، والابتعاد عن شعر المجاملات والشعر السياسي إلا قليلاً كقول الشابى:
إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحيَاة
ولابدَّ لليلِ أن ينْجـــلِي
وكقول الهمشري واصفاً عودته لقريته :
رَجَعـْتُ إليكِ اليومَ من بعد غُرْبَتي
أتَيْتُ لألْقَى في ظِلالِك رَاحـــةً
و لكن بلا جدوى أتيت فلم أجــد
وقد نسجتْ أيدي الشتاء وسياجها
أحسنتم أستاذنا الفاضل ، فعلاً المجتمع المعاصر لم يعد يهتم بالشعراء والأدباء ، بل صبّ اهتمامه على مجالات القانون والسياسة والاقتصاد فأصبح الأدب في نظره مجرد كلمات تُقرأ للتسلية او التغزل بالحبيب أو الهجاء فعاد الى الوراء الى حيث عصر الجاهلية أو أقدم منه . أسعدني مروركم الراقي تحياتي .
رد مع اقتباس