تمكن عالم بالصدفة من تطوير نظارة تسمح للمصابين بعمى الألوان بتصحيح نظرهم ورؤية الألوان كما هي، بحسب موقع مؤسسةسميثونيانالثقافية الأميركية.
فعام 2005، كان دون ماكفيرسون يلعب الصحن الطائر مع صديقه مايكل أنخل في سانتا كروز، كاليفورنيا في الولايات المتحدة. يومها كان يضع نظارات شمسية، أعجب بها أنخل فطلب منه تجربتها. وكانت المفاجأة برؤيته ألوان مخاريط حدود الملعب البرتقالية وتمييزها عن العشب الأخضر حولها، علماً أنّه مصاب منذ ولادته بعمى الألوان. وهو مرض وراثي غالباً.
والقصة تعود فعلياً للنظارات التي طورها ماكفيرسون. وهو الحاصل على درجة الدكتوراه في علوم النظارات من جامعة "ألفرد". والمتخصص تحديداً في ابتكار نظارات خاصة تحمي عيون الأطباء، خلال إجرائهم العمليات الجراحية التي تستخدم فيها أشعة اللايزر. ويستخدم في هذا النوع من النظارات نوع من الحديد الأرضي النادر يمتص كمية كبيرة من الضوء، ولا يحمي الأطباء فحسب خلال العمليات، بل أيضاً يسمح لهم بالتمييز ما بين الدماء والأنسجة.
وبالنسبة له، يقول ماكفيرسون إنّه بدأ باستخدام النظارات بنفسه خارج المستشفى، لأنّ "النظر من خلالها يظهر الألوان أكثر إشباعاً وحيوية بشكل لا يصدق... فهي تجعل العالم يبدو أكثر بريقاً".
ومع ذلك، لم يتمكن أحد من اكتشاف تأثير هذه النظارات على المصابين بعمى الألوان، قبل أن يستعير أنخل النظارات من ماكفيرسون ذلك اليوم.
يومها أدرك ماكفيرسون ما يمكن أن يفعله بنظارتيه، والقدرة على مساعدة أشخاص كثر من خلالهما. فعكف على درس عمى الألوان لفترة طويلة. ليحصل بعدها على منحة من المعاهد الوطنية للصحة من أجل البدء بإجراء التجارب العيادية.
ومنذ ذلك الحين، أسس ماكفيرسون، وزميلاه توني ديوكس وأندرو شيمبر، "مختبرات إنكروما"، وهي شركة مكرسة لتطوير نظارات عادية الشكل، لكنّها تتيح لأكثر من 300 مليون شخص مصاب بمرض عمى الألوان حول العالم تصحيح نظرهم.
وبدأت الشركة منذ ديسمبر/ كانون الأول 2012 ببيع نظاراتها تجارياً بأسعار تتراوح ما بين 325 دولاراً أميركياً و450 دولاراً. وفي ديسمبر الماضي بالذات تمكنت الشركة من تحسين منتجاتها باستبدال الزجاج في العدسات بالبولي كربونات الصديق للبيئة.
وعلى الرغم من أنّ الاكتشاف الأول جاء عن طريق الصدفة، يؤكد ماكفيرسون أنّ الوصول إلى منتج في متناول الناس المصابين بالمرض في نهاية المطاف، استند إلى سنوات من العمل العلمي الدقيق.