الحشد الشعبي ظاهرة وطنية ...
حسن حاتم المذكور
ظاهرة وطنية, احترموها, دعوهم بدمائهم وارواحهم يغسلون شرف وكرامة مدنكم واعراضكم وممتلكاتكم من اوحال دواعشكم, ايها الدلالون وبلا حياء تستقبلون اخوانكم وابنائكم الزاحفون فوق دمائهم لتحريركم بوجوه عابسة ترموهم في شوارعكم بالحجارة وبذاءات الكراهية , وبيوتكم مؤاربة الأبواب لدخول دواعش النكاح الجهادي, اية صفاقة تلك حتى اصبحنا لا نملك الشتيمة التي تليق بكم, لغتنا ــ لهجتنا ــ لم تصادف نماذج انحطاط كالتي انتم عليها, امر غريب ان تتحولوا من عروبيين واصحاب رسالة خالدة !! الى حثالات داعشية لتحتلوا ارضكم بأنفسكم وتهتكوا اعراضكم وتهجروا اهلكم من اجل ان تنكلوا حقداً طائفياً بمن يمد لكم يد التسامح والمحبة والأخوة والتضحية من اجل تحريركم من انفسكم, الموصل لم تسقط ـــ انتم دواعشها ـــ .
ما الذي اكتسبتموه؟؟ انظروا حال اهلكم, قتلى نازحون لاجئون وقد غادروا بيوتهم وامنهم ومقدساتهم واصبحوا تاريخ مأساة يبكي من اجلهم الوطن, اشقائكم من ابناء الجنوب والوسط, عَبَرت غيرتهم وحميتهم على ظهر تضحياتهم الجسام, ليعيدوا لكم جغرافيتكم التي قايضتموها مع المستوطن الكردي ضمن صفقة قذرة على حساب وطن وشعب تدعون الأنتماء اليهما, فبدون العراق لا يمكن ان تكون لكم كرامة وامن ووجود, وبدلاً من ان تتعلموا الدرس المرير وتمدوا يد الشكر والوفاء لدماء وارواح شهداء متطوعي الحشد الشعبي, رحتم تشتموهم وتفترون عليهم وتنعتوهم بأحط ما اختزنته مشاجب طائفيتكم من مفردات العفن التاريخي.
مخصيون والأخنث لا يستطيع التعنتر الا مع من يتسامح ويتساهل معه, تفسرون سماحة الغفران خوفاً, الآن اين انتم من مآساة انتم سببتموها لأهلكم, ما اسوأكم, كيف تستعيدون ما اهديتموه (قايضتموه) لمغول التمدد الأستيطاني الكوردي ان لم يكن الى جانبكم اشقائكم من عراقيي الجنوب والوسط, ثم من انتم بدون العراق ... ومن هم ؟؟ انها لوثة ضمائر عندما تسمسروا على ارضكم واعراضكم وثروات مدنكم, ولا زلتم تعرضون المتبقي من مصير اهلكم في مزادات اربيل التآمر الدولي الأقليمي ــ الأسرائيلي ــ اخلعوا ما تبقى من ستر عروبتكم وارفعوا ذيولكم فالجنرال الكوردي ينتظر على اسرة مدنكم ليفرز في احشائها حرسه البيشمرگوي.
لا تستحقون التضحيات الجسيمة لمتطوعي الحشد الشعبي, لكنه نداء الوطن المشترك الذي اشبعتموه ترخيصاً وبيعاً وغدراً وخذلانا يا احفاد المؤامرات الشباطية المتسللون للعملية السياسية من اجل افسادها ــ فنجحتم ــ وتطوعتم بغال يعبر على ظهوركم كارهي العراق وشعبه ــ فنجحتم ــ وادخلتم زنات الخارج والداخل الى خيمة مدنكم وكنتم طبالي وراقصي زفـة الأغتصاب ـــ فنجحتم بأحداث المعاناة الموجعة لمكونكم والوطن معه, اهديتم ثقته واصوات ناخبيه واسترخيتم في حضن الجنرال الكردي ليخرج من مؤخرتكم مؤتمر الخيانة في ليلة 18/12/2014 فكان فصلاً من فصول تاريخكم الشباطي الأسود.
متطوعي الحشد الشعبي ظاهرة وطنية عراقية وحالة وعي وجداني لأصالة تاريخية وعراقة حضارية, تلك التي تحلى بها عراقيو الجنوب والوسط, اقتدوا ايها الأراذل بنبل عشائركم الوطنية التي حملت السلاح الى جانب الحشد الشعبي وجيشكم العراقي, اقتدوا بالخيرين من اهلكم الذين رفضوا مؤامرة الأقلمة ومشروع التقسيم, انهم عراقيو العراق الواحد, ورغم كل الأشكالات الطائفية, من هذا الطرف او ذاك, رفضوا ان يروا وطنهم ممزق مشرذم تسحق سيادته انظمة الجوار وتنهب ثرواته حيتان العالم وتتوغل في جغرافيته دواعش البيشمرگة الجمهوري ويستبيح هجين الحلف الدواعشي قدسية مدنهم ليذلوا اهلهم.
متطوعو الحشد الشعبي, رصيد وطني امثل لأعادة بناء القوات المسلحة العراقية على اسسها الوطنية, يجب وبالضرورة الحفاظ على سلامة ونقاء صفوفه من تسلل ضباط ومراتب تم تدريبها بأشراف خارجي او تخترقه عناصر مليشياتية سيئة النوايا مشبوهة الولاء, وان تولد قياداته من خضم لهيب المعارك الوطنية في تحرير الأرض التي احتلت من قبل دواعش البعث والتي اغتصبت من دواعش البشمرگة الجمهوري, احذروا ايها العراقيون الف مرة صولات رئيس حكومة الصفقة وتجنبوا فأسه قبل ان تستقر في الرأس العراقي, حيث الألغاء الصامت لقوات الحشد الشعبي, انه رجل الأحتمالات المخيفة, رجل الغموض والمفاجئات الموجعة, يحسن العمل من داخل كابينة الخذلان الكردي, لكنه يجهل ابجديات المصالح الوطنية, ما ابرعه يضع السلاسل الناعمة في قدمي القضية العراقية, كما ويجب ان تكون الخطوط الحمراء حاسمة في الدفاع عن سلامة الحشد الشعبي ورفض التدخل في شؤونه او محاولة تشويه دوره الوطني وتلويث صفوفه او تجميده, تستند الى انفجار شعبي يحاصر بغال العملية السياسية في حضيرة المنطقة الخضراء, ثم اعادة توزيعهم على مرابط أقاليمهم المفترضة وحضر العلف الوطني عن متناولها, انه الدرس الذي يجب ان يتعلموه يوماً.
امريكا والجوار واراذل الخذلان, تعلم يقيناً, ان متطوعي الحشد الشعبي ذو العمق الجماهيري والجذور الوطنية, هم وحدهم الذين سيتصدرون اعادة ترتيب اوراق العملية السياسية برمتها, وتحرير الدولة والمجتمع من اسباب فقدانهما الراهن ثم اعادة تشكيلهما على احسن تقويم, يعيدوا للسيادة هيبتها والجغرافية والثروات لأهلها, وسحب اوراق البكائية الخادعة من يد اطراف التحالف الوطني (الشيعي !!) الذي انتحل تمثيل مجتمع الجنوب والوسط واغتصاب الأرادة في لحظة غفلة الأستغباء.
واخيراً احذروا من علاسي الديرة وحرامية البيت القابعون في التحالف الوطني, انهم بيئة الخذلان الصامت والأحتمالات غير السارة وزيف التقوى والنوايا الفاسدة, انهم ومنذ عشرة اعوام يسيرون خلف جنازة الجنوب والوسط وفي جيبهم سكينة القاتل, احذروا عندما تبتسم الأفعى, فالسم وليس غيره بين فكي المنطق المخادع, الخطبة والموعضة والفتوى الزائفة وكذلك الصمت الزائف, انها حالات افساد وتجهيل يضرب القلب من الوعي المجتمعي ـــ فأحذروا ـــ .