تتنوع الأسباب التي تجعل الأطفال عرضة للمخاطر الصحية، إذ تضاعفت خلال العقد الأخير نسبة إصابة الصغار بمرض السكري، حسب طبيب العائلة في ولاية نيوجيرسي في أميركا، وصاحب كتابي «كل لصحتك» «احم طفلك من الأمراض» جويل فورمان الذي ذكر أن ظاهرة إصابة الأطفال بـ«السكري» في تزايد، إضافة إلى أمراض القلب. وقال أحد التقارير على موقع «أيه او إل هيلث» ان العواقب والنتائج الأخيرة شديدة الكآبة، ما جعل السلطات الطبية تتنبأ حالياً بأن هذا الجيل من الأطفال قد يواجه دورة حياة مفترضة أقل من المتوقع، وأقل من التي عاشها آباؤه، مشيراً إلى أن هناك عدداً من العادات السيئة التي تضع الأطفال في المزيد من المخاطر اليومية، والتي يمكن على الوالدين تفاديها منزلياً.
وحدد فرومان 10 عادات سيئة رئيسة خطرة على الأطفال يجب على الوالدين تفاديها، مشيراً إلى أن «الوالدين لا يمكنهما إجبار أطفالهما على القيام بأي شيء لا يقومان هما نفسيهما به، ما يعني أن العادات الصحية يجب أن تطبق على جميع أفراد العائلة وليس الأطفال فقط».
الدقيق والمشروبات الغازية
أضاف فورمان أن الدقيق الأبيض لا يحتوي على أي نوع من الفوائد الغذائية، ما يجعله يعتقد بأهمية منع الأطفال منه، لافتاً إلى أن الدقيق الأبيض يرتبط بكل أنواع المشكلات الصحية مثل البدانة، ونمو الخلايا السرطانية، ونصح بالابتعاد عن ابتياع الأطعمة المعتمدة على الدقيق الأبيض، واختيار تلك المعتمدة على الحبوب الكاملة 100٪.
ورأى أن المشروبات الغازية، تحتوي على كميات كبيرة جداً من السكريات الصناعية، (نحو 13 ملعقة شاي في العلبة الواحدة)، والكافيين، والسعرات الحرارية الفارغة (أي نحو 150 سعرة حرارية في المشروب الغازي العادي)، كما أن شرب هذه المشروبات يمكن أن تأخذ مكان المشروبات الصحية للأطفال مثل الحليب والماء، وتسبب تسوس الأسنان وتآكلها، مشدداً على أهمية الابتعاد عنها، واستبدالها بالحليب والماء والمشروبات الصحية الأخرى.
البدانة ونقص الفيتامينات
ينص تقرير لمراكز السيطرة والوقاية من الأمراض في أميركا، على أن نحو 16٪ من الأطفال والناشئين بين عمر السنتين وحتى 19 عاماً يعانون البدانة، وتسبب هذه الكيلوغرامات الإضافية الكثير من الأمراض الخطرة للأطفال، بما فيها السكري، وأمراض القلب والسرطان. ولفت فورمان إلى أهمية اعتماد العائلة بالكامل على نظام غذائي صحي، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية، وتشجيع الأطفال عليها.
إضافة إلى ذلك اعتبر فورمان نقص الفيتامينات في الجسم بسبب نقص تناول الخضراوات والفواكه، كأحد العادات السيئة المنتشرة بين الأطفال، مشيراً إلى أن الخضراوات والفواكه تحتوي على كميات كبيرة جداً من المركبات الغذائية المفيدة لمحاربة الأمراض، وهو السبب الذي يجعل الأطفال الذين لا يعتمدون الخضراوات والفواكه جزءاً من نظامهم الغذائي، أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والسرطان، والأمراض المزمنة الأخرى.
ونصح فورمان الوالدين بأن يجعلا من الخضراوات والفواكه الدعامة الرئيسة للجدول الغذائي اليومي، مع أهمية اعتماد الهرم الغذائي الصحي كدليل يومي لتناول الطعام، ويمكن زيارة موقع «ماي بيراميد.غوف» للتعرف إلى احتياجات الأطفال من الخضراوات والفواكه للأطفال.
التلفاز والحلوى
تُعد مشاهدة التلفاز وألعاب الفيديو من الأنشطة التي تتطلب الجلوس لساعات طويلة، كما أنها تشجع على الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة، التي غالباً لا تكون صحية هي الأخرى، كما أنها تأخذ مكان الأنشطة الحركية المفيدة للجسم، كما أن مشاهدة التلفاز تعرض الأطفال أيضاً للكثير من المواد التلفزيونية التي قد تعزز السلوكيات الخطيرة لديهم، مثل التدخين وشرب الكحول.
ودعا فورمان إلى تقليص ساعات استخدام الأطفال للتلفاز والكمبيوتر، كما يجب منع الأطفال تحت سن السنتين من مشاهدة التلفاز، بينما يجب تحديد ساعات مشاهدته للأطفال فوق سن العامين والتي لا يجب أن تزيد عن ساعتين في اليوم، وذلك بحسب الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال.
وقد تكون الحلويات واحدة من أكثر الأطعمة المفضلة لدى الأطفال، إلا أنها فقيرة في الفوائد الغذائية، كما أنها محملة بالسعرات الحرارية العالية، وأغلبها مصنوع من الدقيق المكرر، المرتبط بحالات إصابة بالسرطان، كما أنه مع زيادة تناول الأطفال لهذه الأطعمة، تزداد رغبتهم في تناول المزيد منها، ما يسبب تدريجياً زيادة في أوزانهم. وشدد طبيب العائلة على أهمية تقليص تناول الأطفال لهذه الأطعمة قدر الإمكان، ومنع رقائق الذرة المسكرة، والبسكويت، والحلويات، إضافة إلى أهمية التعود على قراءة المعلومات التي توضع على هذه المنتجات، واعتماد الفواكه التي تحتوي على السكر الطبيعي نوعاً من التحلية.
الوجبات السريعة
قال فورمان إن «الوجبات السريعة هي للأطفال الذين يفتقرون إلى الآباء اللامبالين، الذين لا يهتمون بصحة أطفالهم»، فشراء الوجبات السريعة للأطفال، يعني تقليل من نسبة الأكلات عالية الجودة والمفيدة لهم، وإضافة المزيد من السعرات الحرارية إلى أجسامهم، والكثير من الدهون، والقليل جداً من الفوائد الغذائية، والنتيجة هي، طفل بدين، وغير صحي، إضافة إلى أن هذه الأنواع من الأطعمة المطبوخة تحت درجات حرارية عالية جداً، أو تلك المقلية، تعني تعزيز احتمالات إصابتهم بالسرطان، لافتاً إلى أهمية «مقاطعة الوجبات السريعة تماماً».
بينما يعتبر الفتامين «د» أحد أهم أنواع الفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم، ويرتبط نقص هذا الفيتامين في الجسم مع الكثير من الأمراض والمشكلات الصحية، بما فيها الكساح، وهشاشة العظام، والسرطان، ومشكلات القلب، والسكري، وتعتبر أشعة الشمس، المصدر الأفضل والأكثر فاعلية للحصول على جرعات فيتامين «د»، إلا أن أغلب الأطفال لا يقضون أوقاتهم في أنشطة حركية مفيدة تحت أشعة الشمس، كما يمكن لدرجات الحرارة الباردة جداً في البلدان الشمالية التي تفتقر لظهور الشمس دائماً، أو الدول الحارة جداً، التي لا يمكن مواجهة حرارة الشمس فيها، أن تكون سبباً في تفادي الأطفال للخروج، ما يعني صعوبة الحصول على هذا الفيتامين من مصدره الحقيقي، وبالتالي يبين فورمان أهمية حصول الطفل على 400 وحدة يومياً من فيتامين «د» من خلال حبوب الفيتامينات والمكملات الغذائية لهذا الفيتامين والمتوافرة في الصيدليات.