الأسطورة هي أول وأهم مصدر للمحاكاة الأدبية تناولتها الألسن عند الأتراك القدامى. ومن أبرز الأساطير التركية القديمة، أسطورة«آلب أرتونغا»، الذي يعتقد أنه عاش في القرن السابع وكان حاكماً للصاقائيين آنذاك، ويسرد فيها كيف دمّر الجيوش الإيرانية، وأسطورة«بوزقورت» (الذئب الأغبر)، التي تروي أن قوم غوك تورك نشأوا من أنثى ذئب، وأسطورة «ارغنوكون»، التي تروي خروج أتراك غوك تورك من ارغنوكون بصهرهم جبلاً من الحديد. أمّا أول مصدر مدون ومعروف في الأدب التركي فيتمثل في مسلات «اورخون» المكتوبة بأبجدية غورك تورك في القرن الثامن الميلادي. وقد تمت ترجمة النصوص التركية المنقوشة في هذه المسلات إلى لغات عدة. وأبرز هذه المسلات، هي المسلات المنصوبة باسم طونيوكوك وكول تغين وبيلغة قاغان. وتكمن أهمية هذه المسلات في توثيقها وجود لغة كتابة تركية حية وغنية في التعبير وقتذاك. يرقى الأدب التركي إلى القرن الثامن للميلاد. وقد انقسم، منذ عهوده الأولى، إلى ثلاث شُعَب: شعبة كُتبَتْ باللغة التركية الجنوبية الشرقية المعروفة باللغة الجَغْتائية Chagatai، وشعبة كُتبت باللغة التركية الجنوبية الغربية المعروفة باللغةالآذَرية Azeri (أو الأذربيجانية)، وشعبة كُتبت باللغة العثمانية (أو الأناضولية). وأبرز ما كُتب باللغة الجغتائية السيرة الذاتية التي وضعها بابر Baber مؤسس الأسرة المغولية في الهند والتي تُعرف باسم«بابر نامه» (أي كتاب بابر). وأقدم ممثلي الأدب التركي «الآذَري» الشاعر الصوفيعماد الدين نسيمي Nesimi المتوفى حوالى العام 1418 وأعظمهم على الإطلاق الشاعر محمد فضولي Fuzuli المتوفى عام 1556. أما الأدب التركي «العثماني» فأقدم ممثليه الشاعر الصوفييونُس أمره Yunus Emre المتوفى حوالى العام 1321. والواقع أن الأدب «العثماني» الذي عُمِّر قروناً طويلةً هو أغنى هذه الآداب كلها. وقد تأثر تأثراً كبيراً بالأدبين العربي والفارسي. ومن أشهر الأدباء العثمانيين أحمد باشا بورصلي Ahmet Pasha Bursali المتوفى عام 1497، وباقي Baki المتوفى عام 1600، ونفعي Nef’i المتوفى عام 1636،ونامق كمال Namik Kemal (1840 - 1888) وتوفيق فكرت Fikret (1867 - 1915) ومحمد عاكف Akif (المتوفى عام 1936) وخالدة أديب Halida Edib (1883 - 1964) وناظم حكمت Nazim Hikmet (1902 - 1963). اعتناق الإسلام والأدب التركي
أول إنتاج للأدب التركي هو «كوتادغو بيليغ» (القرن الحادي عشر)، الذي دونه يوسف خاص حاجب، ويمتاز بأنه كتب باللغة التركية الفصحى ويحتوي في مضمونه على نصائح وآراء حول مواضيع الدين والدولة والسياسة والتربية. أمّا الإنتاج الآخر للأدب التركي المتأثر بالثقافة الإسلامية فهو «ديوان لغات الترك»، أي قاموس اللغات التركية، لمؤلفه قاشغرلي محمود. كلاهما دونا بالتركية الخاقانية، وهي إحدى اللهجات الجنوبية الغربية.
وتطور آخر في اللغة التركية، والذي أثر على الأدب أيضا بصورة مباشرة، ظهر اعتباراً من القرن الحادي عشر في اللهجة الجنوبية الغربية المنطوق بها من قبل فخوذ الأوغوز – التركمان. وقسم من هذه الأقوام استقر في آذربيجان وجزء من إيران، مبلوراً التركية الآذرية، والقسم الآخر استقر في الأناضول مكونين لغة تركيا التركية.
أدب الديوان، الذي ظهر في العهد العثماني، هو أدب النخبة المختارة، وتطور بشكل مواز للأدب العربي والفارسي.
ومن الرعيل الأول لأعلام شعر الديوان خلال القرن الرابع عشر نذكر دهّاني، والقاضي برهان الدين، ونسيمي، واحمدي. ومع القرن الخامس عشر أخذ الشعر الفارسي ينتقل بكل أنماطه وخصائصه إلى شعر الديوان التركي. وبرز في هذه الحقبة شيخي، واحمد باشا ونجاتي بقصائدهم الديوانية غير الدينية، إلى جانب سليمان جلبي الذي ألّف وأبدع في المواضيع الدينية وكتب «المولد النبوي».
وفي القرن السادس عشر تهافت العديد من الفنانين، الذين كانوا يعيشون في وسط الأناضول والبلقان والشرق الأوسط، إلى إسطنبول وجعلوها منتدى لهم. من أبرز
وأشهر شعراء الديوان التركي لهذا العصر المعروفين بلغتهم الشعرية السلسة والمرنة وبخفة وطراوة تعبيراتهم الفضولي واالباقي والذاتي والنفعي وروحي البغدادي. والنفعي معروف عنه أنه شاعر القصائد والهجاء في القرن السابع عشر، ذو تقنية قوية ولغة عميقة وشجاعة في الأداء. أمّا النابي، الذي احتل الصدارة في القرن الثامن عشر، فقد كتب أشعار الموعظة، وانتقد في مؤلفاته الدولة والمجتمع والحياة الاجتماعية.
وتمثّل شعر الديوان في القرن الثامن عشر في شخصية الشاعر العملاق نديم، مع النزوع إلى تأصيل المواضيع التي تم تناولها، ممّا أفسح المجال أمام الشعر الشعبي المبسط للولوج إلى أدب الديوان والتأثير عليه. وقد عزز نديم في شعره على تيار «الشعر الرقيق المرهف» بدلاً من مفهوم «الشعر المنمق والمركب». وهكذا دشن نديم عهداً جديداً في أسلوب الشعر والتعبير العاطفي، استمر على يد الشيخ غالب حتى نهاية القرن المذكور.
توجه أغلب المؤلفين المتمرسين والمحترفين في مجال النثر ضمن أدب الديوان، إلى استخدام لغة أكثر بساطة لمخاطبة كافة فئات الناس، مع تمسكهم بالنمط التقليدي في مخاطبتهم النخبة المثقفة، ولكن بمرور الزمن تم تحقيق نوع من التوازن بين النزعتين عن طريق تبني لغة تختلف لحد ما عن لغة التحدث لكنها غير مثقلة بتراكيب وألفاظ بلاغية بحتة، ومن أهم الأدباء الذين لديهم مؤلفات في مجال النثر عاشق باشا زاده والعاشق جلبي وأولياء جلبي ونعيما وكوجي بك ومرجيمك أحمد. فمثلاً أولياء جلبي استخدم أسلوباً سلساً في كتاباته حول ما شاهده من خلال رحلاته وجولاته التي دامت أكثر من 50 عاماً في يومياته المعروفة باسم (سياحات نامة) بحيث تعد مصدراً مهماً يزخر بالمعلومات الجغرافية والتاريخية واللغوية والانتوغرافية لنمط حياة الشعب خلال القرن السابع عشر.
الأغاني والمواويل والأساطير والحكايات الشعبية هي نتاجات عامة للأدب الشعبي. وبالتالي فإن الأدب الشعبي التركي هو نتاج إسهامات مشتركة لعناصر تمتزج ببعضها مثل القصص وألعاب الظل، وما يرويه المداحون والقصاصون، والتمثيليات الشعبية العفوية.
وفي مجال النثر، لديك حكايات أو قصص «ده ده قورقوت»، المدونة بعد اقتنائها من ألسن الرواة الشعبيين في القرن الرابع عشر، تعد بحق من أهم الإنجازات لتاريخ الأدب التركي. وهو إنجاز أدبي رائع مكون من 12 قصة تحمل بصمات وآثار عهد دخول الأتراك تحت تأثير الإسلام.
وتفرع عن الأدب الشعبي نمط ذو طابع ديني سمي بالأدب الشعبي التصوفي، وحمل رايته احمد يسوي في القرن الثاني عشر، ونضج على يد الشاعر الكبير يونس أمره الذي عاصر القرن الثالث عشر، حيث أصبح الأخير مؤسسه ورائده الحقيقي، بما عرف عنه من مناهضته للممارسات الجائرة وغير العادلة في عهده، وتفاعله وخاصة مع المواضيع بروح سمحة وجادة، وبأسلوب سلس وإحساس داخلي وجداني في التعبير عن أفكاره وبأصالة لغته، ممّا جعله ذا تأثير واسع في المجتمع. وبسبب استخدامه البارع للغة التركية، يعتبر يونس أمره «أكبر فنان» لتركية الأناضول.
وإلى جانب الأدب الشعبي التصوفي المتسم بالمواضيع الدينية، أضحت الفكاهة الشعبية المستلهمة من التفاؤل والأمل نبعاً ثانياً يستقي منه الأدب. نصر الدين خوجه الذي يعتقد بأنه عاصر القرن الثالث عشر وأصبح شهيراً ليس لأنه كان رائد الفكاهة الشعبية في عصره فحسب، وإنمّا لكونه يحتفظ برياديته لهذا الطرز المتميز وبالنكهة ذاتها من خلال طرائفه في يومنا هذا.
المعتقد الشيعي – الباطني كان له تأثيره في الأدب أيضاً خلال النصف الثاني من القرن السادس عشر، وفي هذا الأدب تكونت التوليفة العلوية – البكتاشية كنهج سار على خط مستقل عن الشعبي التصوفي، وجاء على رأسه بير سلطان عبد الله، الذي عالج في أشعاره مواضيع مثل حب الإنسان والأخوة والمساواة والسلم والاتحاد بين الله والإنسان.
وفرع آخر من الأدب الشعبي غير المعني بالدين هو «أدب الحب والغزل»، فقد ظهر في بداية القرن السادس عشر، على هيئة التناغم بين القصيدة والموسيقى في انسيابية واحدة، مجسدة الملاحم الشعبية التي ظهرت وذاع صيتها في هذه الفترة، مثل ملحمة كوراوغلو وقاراجا أوغلان. فمثلاً كوراوغلو كان رمزا للسخط الشعبي إزاء المساوئ الاجتماعية وهو يعبر بلغة حماسية في قصائده عن مواضيع البطولة والشجاعة وحب الطبيعة والغرام بأسلوب رقيق. فيما كان قاراجا اوغلان عميد الشعر الغزلي الشعبي رافع لوائه لدرجة أمسى اسمه مقترناً
بهذا اللون من الأدب، ومن بين أهم شعراء الغزل عاشق شنليك الجلديري وجوهري وأمراه الأرضرومي وصمماني وسيراني وضاضال أوغلو. وواصل الأدب الشعبي تطوره ونهجه الطبيعي على مدى قرن كامل من الزمن وحتى يومنا، إذ ما يزال يحافظ على أصالته وتقاليده المتوارثة متغذياً بمواضيع جديدة وقضايا يومية معاصرة.
ومن بعض أعلام هذا الأدب ضمن الرعيل الأخير عاشق فيصل شاطر أوغلو ودورسون جولاني وداوود سولاري وثابت أتامان (عاشق مودامي) ودائمي، ومحزوني شريف، ونشأت أرطاش وشرف طاشلي أوفا ومراد جوبان أوغلو ومحسن آقارسو ويشار ريحاني وموسى أر أوغلو.
التوجه نحو الغرب
تراجع أدب الديوان في القرن التاسع عشر وتقوقع مع ظهور «أدب التنظيمات» الذي كان يحذو حذو الأدب الغربي. وفي هذه الفترة بدأت نتاجات غير مألوفة في «أدب الديوان» مثل العمل الفني الروائي والمسرحي والقصصي، والمقالة واليوميات والدراسات المقارنة والنقد. وفي هذه الفترة تداخلت الصحافة مع الأدب. وفي هذه الفترة ألّف الأديب شناسي أول إنتاج تركي مسرحي عرف ب«زواج الشاعر» الذي يعد الخطوة الأولى للأدب المستغرب، ومن بعده قدم العديد من الفنانين مثل نامق كمال وضياء باشا وشمس الدين سامي ورجائي زاده محمود أكرم مؤلفات في مختلف أنواع الأدب الحديث.
وفي عام 1891، ظهر تيار باسم «آداب جديدة» على يد نخبة من أدباء التفوا حول مجلة اسمها «ثروة الفنون» التي كانت تصب اهتمامها على الفن بالدرجة الأولى. وأهم ما تحقق في تلك الفترة من تجديدات أدبية هو الرواية والأقاصيص. وكما هو متفق عليه فقد برع خالد ضياء عشاقلي غيل كأول روائي تركي بروايته «الأزرق والأسود» ورواية «العشق الممنوع». في حين أن الروائي محمد رؤوف قدم أول نموذج في التأليف السيكولوجي بروايته «ايلول» لتنضم إلى صفوف أفضل روايات تلك الحقبة.
تيار الأدب الوطني
في عام 1911 أصدر كل من علي جانب يونتام وعمر سيف الدين وضياء غوك ألب مجلة (أقلام شابة)، التي تعتبر فاتحة لتيار الأدب الوطني، وتمكن هذا التيار خلال فترة قصيرة من جذب أدباء وفنانين من مختلف التوجهات إلى صفوفه ممّن ولعوا به. وتميزت النتاجات الأدبية لهذا التيار بنقاء لغتها التركية، وبمعالجتها القضايا الوطنية، واستهدفت إظهار القيم الوطنية. وقدم يعقوب قدري قره عثمان أوغلو وخالدة أديب آضي وار ورشاد نوري غون تكين ورفيق خالد كاراي أروع أعمال هذا التيار في مجال الرواية والقصة. كما نشأ في هذه الفترة أيضاً شعراء يحملون أفكاراً مختلفة وأساليب شعرية متباينة. فلديك محمد عاكف والقصة. كما نشأ في هذه الفترة أيضاً شعراء يحملون أفكاراً مختلفة وأساليب شعرية متباينة. فلديك محمد عاكف أرسوي مؤلف نشيد الاستقلال الوطني التركي، الذي أضحى متمسكاً بأوزان العروض في أشعاره بدلاً من «الوزن الهجائي» الذي امتازت به النزعة آنذاك، مع نزوعه نحو الواقعية في المواضيع الاجتماعية. وكذلك يحيى كمال بياتلي فقد طور النهج الحديث – الكلاسيكي في الشعر التركي، مع انه كان معروفاً أصلاً بتمسكه بالطراز العثماني المحافظ، فيما انكب احمد هاشم على المفهوم الانطباعي والرمزي ودافع عن الصفاء الشعري، مع بقائه بعيداً عن المواقف المهيمنة.
العهد الجمهوري
اتجه الأدب التركي إلى نحو الواقعية الاجتماعية كنسق أدبي جديد وأعطى أولى نتاجاته ضمن هذا النسق في الثلاثينات. وانجلت
هذه النتاجات في روايات أهمها رواية «الليلة الخضراء»(1928) ورواية «تساقط الأوراق»(1930) للمؤلف رشاد نوري كونتكين. وكذلك روايات المؤلف بيامي صفاء «ردهة الخارجية التاسعة»(1930) و«الحربية فاتح» (1931)، إضافة إلى رواية المؤلف يعقوب قدري قره عثمان أوغلو «الوحش» (1932)، والكاتبة خالدة أديب آضي وار في روايتها «البقال والذباب» (1936). بينما نرى الروائي أقا غوندوز في رائعته «نجمة ديكمان»(1928) ومحمود يساري في «دجاجة الأرض» (1927)، وعثمان جمال قايغلي في مؤلفه «الغجر» (1939)، شددوا على الواقعية الصارخة في مواضيع اختاروها من واقع الصميم واللون المحلي مع التركيز على التحليل النفسي للشخصيات. وفيما ركز الروائي ممدوح شوكت أسان دال في رواية «ابن أياش ومستأجريه» (1934) على معالم الحياة في أنقرة خلال فترة السنوات الأولى من الجمهورية، واختار الروائي عبد الحق شناسي حصار في رواية «نحن وفاهم بك» (1941) موضوع الحياة في القصور والشاليهات بإسطنبول أواخر عهد الإمبراطورية العثمانية مستخدماً بذلك أسلوباً غنياً بالتفاصيل والتعابير التحليلية لذلك الواقع.
وفي مجال الشعر ولدت حداثة حقيقية مع ناظم حكمت ران، الذي انفصل عن مفهوم الأبيات والعروض وأصبح الممثل الأول للتيار الجديد الذي يوصف ب «الشعر الحر». وقد أولى في شعره الأهمية ل «الجوهر» وفي نفس الوقت قام بتطوير شكل مبتكر.
أما الشعراء ضياء عثمان صبا وأحمد حمدي طان بينار واحمد محب دراناس وكمال الدين كامو فألفوا قصائدهم المفعمة بالعواطف والحس المرهف مع بقائهم متمسكين بالوزن القطعي وأسس الهجاء والنهج اللفظي. أمّا أورهان شائق كوكياي، المعروف بدراساته حول تاريخ الأدب التركي، فقد استخدم وزن الهجاء في أشعاره التي حبّذ فيها نمط شعر البزق والتكية. وفي النصف الثاني من الثلاثينات ظهر شعراء مثل جاهد صدقي طارانجي وفاضل حسني داغلارجا وإلهان بيرك، مطورين خطاً شعرياً أكثر تحرراً. بينما تميز نجيب فاضل قيصاكوريك بأسلوب فريد في التعامل الشعري بشكل ملفت للنظر وخارج عن المألوف مستخدماً عناصر نفسية تفوق الحقيقة ووضعها في لغة شعرية مختلفة ومذهلة. في حين عكس الشاعر فاروق نافذ جاملي بيل ما تفوح به الأناضول من معالم وحقائق في قصائده.
ومع حلول الأربعينات يخرج علينا الروائي سعيد فائق أباصي يانيق بقصصه الجديدة التي نراها تتناول الفرد المثقف ورجل الشارع بدلاً عن الحياة الاجتماعية مع الانفعالات الذاتية للمثقف الانعزالي البعيد عن شجون المجتمع. وكذلك صباح الدين علي بروايته «الشيطان الخفي في أعماقنا» وأيضا روايته «الحسناء مادونا بمعطفها الفروي» إذ يتناول انعكاسات التغيير الثقافي على سلوكيات الأفراد من مختلف شرائح المجتمع وتأثيرها على الأفراد بتحاليل نفسية خلابة. وكذلك كتّاب الفترة ذاتها مثل طارق بوغرا وأوقطاي أقبال وجواد شاكر قبا أغاجلي وخلدون تانر وجودت قدرت صولوق وصميم قوجاكوز فقد تعاطوا في مؤلفاتهم مع النهج الواقعي. في مجال الشعر، طغى نمط جديد كرد فعل ليس فقط تجاه الشعر القديم وإنما أيضا تجاه شعر ناظم حكمت ران، عرف ب «تيار غريب» (الجديد الأول) تداعياً بالكتاب الذي صدر تحت عنوان «الغريب» (1941) جامعاً مختارات من قصائد الشعراء أورهان ولي قانيق وأقطاي رفعت ومليح جودت انداي، اتسمت بالخروج تماماً عن الوزن والقافية، والاقتصار على اللغة اليومية الدارجة في التصور الشعري للمعاناة الذاتية والمواضيع الفردية مع معترك الحياة. وكان لهذا النمط تأثير وتلاقى برغبة الشباب المهتمين كما أثّر حتى على الشعراء المعروفين في تلك الفترة أمثال نجاتي.
جمعة علي وبدري رحمي أيوب أوغل وبهجت نجاتيو غيل. وفي النصف الثاني من الأربعينات طوّر جيهون عاطف قانصو وجاهد كولابي ونجاتي جمعة علي وبدري رحمي أيوب أوغلو طرزاً جديداً من الشعر تميز بالإحساس الاجتماعي وصياغة تعبيرية تعتمد على التصور الحسي والعاطفي من خلال أنماط لفظية بليغة تتصف بلهجة المقولة.
واعتباراً من الخمسينات نرى الكتّاب الأتراك يركزون بدرجة أكبر على حقائق الحياة الريفية والقروية، حيث جاء في مقدمتهم محمود مقال بروايته الشهيرة «قريتنا» (1950) والمؤلف فقير بايقورط برائعته «انتقام الأفاعي» (1959) ففتحوا مجالاً رحباً في التأليف الأدبي التركي الريفي الذي يترجم حياة الناس القرويين وأهل الريف التركي وبما يحيطها بكافة صورها، وفي هذا المجال ابتدع يشار كمال بعداً متغايراً من خلال رواياته في الخمسينات، وهو الذي بدأ بأبحاثه وبطراز مختلف. وكانت رواية يشار كمال «محمد الوسيم»، التي صدر المجلد الأول منها عام 1955 والتي تدور حول التحديات التي يواجهها سكان منطقة جقور أوفا والمواقف التي يطوّرونها بأسلوب ملحمي، تحمل الآثار الأولى من المواقف وأساليب الرواية التي سيستخدمها ويطوّرها في السنوات التالية. وعلى نفس المنوال ظهر كمال طاهر بقصته المعروفة باسم «أهالي البحيرة» التي صدرت عام 1955، ليكون هو الآخر المولع بقضايا الريف والقرية. أمّا بالنسبة لكتّاب بدأوا في الكتابة خلال الفترة 1950-1960، مثل دمير أوزلو وفريد أدغو ويوسف أطيلغان ونزيهة مريج، فنرى أن مفاهيم مختلفة وفردية تهيمن على مؤلفاتهم. أمّا بيلجه قاراصو التي جلبت الانتباه بقصصها في نفس الفترة وطوّرت طرازاً خاصاً بذاته تسوده الإشارات، فقد استحقت في عام 1991« جائزة بيجاسوس» على روايتها «الليل».
وظهر في نفس الفترة مؤلفون فضّلوا أسلوب السخرية لنقد الظواهر الاجتماعية القيمة مستلهمين من الأحداث اليومية البسيطة وعلى رأسهم الكاتب عزيز نسين حيث يعتبر ميلاده الأدبي عام 1955 والذي واصل تقديمه أعمال في مختلف مجالات الأدب. إذ حاز مرتين على جائزة «السعفة الذهبية» في مسابقة التأليف الكوميدي وذلك في عام 1946 و1957 التي نظمت في إيطاليا، مما ذاع صيته عالمياً، وأخذت مؤلفاته تترجم إلى اللغات الأجنبية. والكاتبان مظفر إيزغو ورفعت إيلغاز المعروف بمؤلفه «صف المشاغبين» من الأسماء الناجحة في الأدب الفكاهي.
أمّا في مجال الشعر، فقد احتل أسلوب النظم التصوري للشاعر والذي يعتمد على التداعيات الخاصة للكلمات، بدلاً من لغة الحديث المفهومة. ومن بين ممثلي هذا التيار، الذي يسمى الجديد الثاني، نرى أسماءً مثل جمال ثريا وأديب جانسوار وطرغوت اويار وأجَه آيهان وإلهان برك وأوزدمير آصاف وكمال اوزار. وفي نفس الفترة كوّن سزائي قره قوج لغة شعرية خاصة به، وعالج في مؤلفاته الأنماط المصيرية والمتافيزيكية بأسلوب روحاني. وقد أبدى مفهوم الشعر هذا، المتمثل في مؤلفات هؤلاء الشعراء، توجهات مختلفة في السنوات التالية.
وفي فترة ما بعد 1960، اكتسبت المواضيع الاجتماعية ثقلاً، وغدا البحث عن أساليب فنية وشكلية جديدة رائداً أثرى اللغة التركية. وإن كان مفهوم «الجديد الثاني» والبحث عن الشكلية بارزاً في المؤلفات الأولى لعارف نهاد آسيا، الذي يسمى أيضاً «شاعر العلم»، والشعراء الذين كتبوا في أوائل الستينات من أمثال ياووز بولند باقيلاروعثمان آتيللا وآيهان إنال وفوزي هاليجي وآتاول بهرام اوغلو وعصمت أوزَل وحلمي ياووز، فإنه يلاحظ أن أشعارهم اللاحقة متأثرة من التوجه العام. أمّا في حقل الرواية والقصة، فقد احتدمت حدة النقاش حول موضوع القرية – المدينة واتسع ليطول النسج الاجتماعي أيضا بنظريات متباينة ورسائل منتشرة. في حين واصل الروائيون مثل أورهان كمال ويشار كمال وكمال طاهر كتابة مؤلفات على نسقهم الخاص بهم طوال عقد الستينات، بينما انكب روائيون مثل صميم قوجا كوز واتيللا إيلهان وطارق بوغرا وحسن عز الدين دينامو وإلهان سلجوق على معالجة قضايا التاريخ الحديث.
مرّ المجتمع من مخاض عسير في الأثر الحسي المباشر خلال أعوام السبعينات، ممّا ضاعف من الاتجاه نحو أنماط الكتابة اليومية فكرياً وحسياً فمثلاً ظهرت في هذه الفترة كتابات جتين آلتان وبنار كور وطومريس أويار وسوغي صويصال وتزار أوزلو وسليم إيلاري وبكر يلدز وآيلا كوتلو، حيث أصبحت أعمالهم الأدبية تركز أكثر على أوضاع تغيرات المجتمع بفصائله المختلفة وتصور بشكل صارخ التداعيات النفسية.
أمّا عقد الثمانينات فقد أدى فتور المجتمع وابتعاده عن السياسة إلى نزوع المثقفين وتقربهم نحو المعرفة والفن والثقافة.
وخلال نفس السنوات، لقي مصطفى نجاتي سبتجي اوغلو إقبالاً كبيراً من بين الجيل الجديد بمؤلفاته حول التاريخ التركي. ففي الوقت الذي تناول فيه سبتجي اوغلو في سلسلة من رواياته تاريخ الإمبراطورية العثمانية من الانتصار في معركة ملازجيرت (1071) وحتى عهد ضعفها، تناول في رواياته الأخرى التحول الاجتماعي الذي شهدته تركيا الحديثة مع نتائجه. وقد تم اختيار مسرحية سبتجي اوغلو (Buyuk Otmarlar) كأفضل مسرحية في المهرجان المسرحي بين الجامعات الأوربية. وقد تمت ترجمة مؤلفات الكاتب للعديد من اللغات، وتم إصدارها في الدول الأجنبية.
أمّا أورهان باموك، الذي ورد اسمه في قائمة «أفضل 21 كاتباً في القرن الحادي والعشرين» التي نشرتها صحيفة الاوبزرفر البريطانية عام 1999، فقد نال عام «2003 جائزة دبلن IMPAC للأدب» بروايته «أنا اسمي الأحمر» التي تمت طباعتها ب 24 لغة، فقد نال «جائزة نوبل للأدب» عام 2006.
وقد حصل تورغوت اوزاكمان، المعروف في تركيا والعالم على حد سواء ككاتب مسرحي، فقد حظي كتابه «هؤلاء الأتراك المتهورون»، الذي يتصف بأنه رواية تاريخية تحكي كفاح الأتراك من أجل الاستقلال، بلقب الكتاب الأكثر مبيعاً وقراءة خلال عام 2005، وحصل بذلك على «جائزة شرف مؤسسة الفنون».
كما تقوم الدولة بقدر المستطاع بتشجيع الأدباء، وتعمل من أجل عدم نسيان الأدباء المشهورين ومؤلفاتهم. وفي هذا الإطار، فقد دعمت وزارة الثقافة والسياحة الاحتفالات التي أقامها الاتحاد المهني التركي لأصحاب المؤلفات العلمية والأدبية في كافة أنحاء البلاد، بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الشاعر الشهير عارف نهاد. وقد أعلنت الوزارة الفترة مايو 2004 – مايو 2005 «عام نجيب فاضل» بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد شاعر الأدب التركي القدير نجيب فاضل قيصاكوريك.
وكما هو الحال في كل عام، فقد أقيمت عام 2008 أيضاً أنشطة مختلفة بمناسبة الموافقة على نشيد الاستقلال، وإحياء ذكرى وفاة بعض الشعراء والكتّاب مثل عمر سيف الدين وفقير بايقورط وخلدون تانير واورهان كمال واونط قوتلار وناظم حكمت وعزيز نسين وجميل مريج ونجيب فاضل قيصاكوريك ومحمد عاكف أرسوي وبهجت نجاتي غيل.
اشتركت تركيا ك «دولة ضيفة» في معرض فرانكفورت للكتاب الذي أقيم عام 2008، وتم تنظيم فعاليات هامة في المعرض في إطار التعريف بالكتّاب الأتراك والنشر التركي.
ومن الكتّاب الآخرين الذين برزوا في مقدمة الأدب التركي عائشة قولين ونازلي إيراي وبوكيت أوزونير وكورشاد باشار وبينار كور وإحسان أوقطاي آنار وآليف آلاتلي.
المسرح
للمسرح التركي ماضٍ عريق يعود إلى عهود قديمة جداً، فعادة سرد القصص كانت معروفة لدى الأتراك في آسيا الوسطى، وتطورت نتيجة تبلورها مع الثقافة الإسلامية إلى شكل المديح الذي أصبح سائدا في القرن السادس عشر. وكانت التمثيليات التركية الارتجالية تشكل قمة تطور المسرح التركي، حيث جاءت مشابهة للمسارح الشعبية الإيطالية أيام عصر النهضة، ومن هذه التمثيليات تفرعت عروض الخيال والظل والدمى والحاكي والمقلد، التي عاشت عصرها الذهبي في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
ومع عهد التنظيمات (الإصلاح الدستوري)، التي بدأت عام 1839، أخذت النصوص المكتوبة تظهر في مجال المسرح التركي على شكل تراجم واقتباس من المسرحيات العالمية، علاوة على مسرحيات جديدة للمؤلفين الأتراك. فمثلا «زواج الشاعر» الكوميدية من فصل واحد للمؤلف شناسي، تعتبر أول مسرحية مكتوبة في تاريخ المسرح التركي، أعقبها إنشاء مسارح في قصور جيراغان ويلدز ودولمه باغجة في إسطنبول ومن ثم في مدن أخرى مثل أزمير وبورصا وأضنة وأنقرة، وتشكيل فرق مسرحية خاصة.
وكذلك المعهد العالي للفنون الذي أقيم باسم «دار البدائع العثمانية» في إسطنبول عام 1914، كان له تأثير كبير في تطوير المسرح التركي. أمّا في العهد الجمهوري فكانت الجهود منصبّة على إسباغ السمة العصرية للمسرح التركي، كخطوة أولى في هذا الاتجاه حيث ع الفنان المسرحي الكبير محسن أرطوغرول لرئاسة دار البدائع عام 1927، وكخطوة ثانية تم ربط دار البدائع ببلدية إسطنبول عام 1931، ثم استقل عام 1934 تحت اسم «مسرح مدينة اسطنبول». وأيضا تم على يد محسن أرطوغرول تدشين أول مسرح للطفل عام 1935 ضمن إطار مسرح مدينة إسطنبول.
من ناحية أخرى، تم افتتاح المعهد الموسيقي العالي في أنقرة عام 1936 وأقيم المسرح التطبيقي في أنقرة عام 1941 على سواعد الدفعة الأولى من خريجي معهد أنقرة العالي للموسيقى. واعتباراً من عام 1970 بدأ هذا المسرح كمديرية عامة تابعة لوزارة الثقافة والسياحة بأداء مهامه لتنظيم أمور مسارح الدولة في تركيا، إذ قام بفتح مديريات فرعية بهدف نشر الثقافة المسرحية في ربوع البلاد.
في الموسم المسرحي 2007-2008، قامت مسارح الدولة بمديرياتها ال 12 المقيمة وفرقها الجوالة الموجودة في كل من غازي عنتاب وجوروم وآيدن بتقديم عروض في 38 مسرحاً، بلغت في إجمالها 114 مسرحية 59 منها محلية و55 منها مترجمة، وقد بلغ عدد التمثيليات ما يقارب 5 آلاف تمثيلية وعدد المتفرجين 1.308.446 متفرجاً.
أمّا في الجولة الأولى من موسم 2008-2009، فقد تم عرض 57 تمثيلية. وسوف يبلغ هذا العدد 120 تمثيلية في نهاية الموسم.
بالإضافة إلى ذلك، تم خلال عام 2008 تنظيم مهرجانات على المستوى الدولي مثل مهرجان البحر الأسود الدولي الثامن للمسرح (طرابزون) ومهرجان السيدات الصغار والسادة الكبار الرابع (أنقرة) ومهرجان صابانجي الدولي العاشر للمسرح (أضنه) ومهرجان نفحة وصوت الدولي الأول للدول التي تقدم مسرحيات باللغة التركية، أمّا على المستوى الوطني فقد تم تنظيم مهرجانات مثل مهرجان آقدامار لمسارح الأطفال والشباب (وان) ومهرجان اورهان آسينا المسرحي السادس (دياربكر).
من ناحية أخرى، وبغية إيصال المسرح إلى الشعب، يتم الاستمرار في تنفيذ مشاريع خاصة مثل «مشروع مسرحي كل شهر في كل محافظة» و«مشروع القاطرة».
المسارح الأهلية أو الخاصة
أسس محسن أرطوغرول، بعد تركه منصبه في مسارح الدولة عام 1951، الخشبة الصغيرة، وعليها برز فنانون خدموا المسرح التركي لسنوات طويلة، فضلاً عن فرق مسرحية أخرى مثل المسرح العصري ومسرح الجيب، ومسرح معمر قاراجا، واوبريت إسطنبول.
وفي الستينات، ومع ازدياد مسارح الهواة، شهدت تركيا ظاهرة انتشار النشاط المسرحي، مع الاهتمام باختيار أفضل النصوص والتركيز على الإتقان في الأداء والإبداع في الإخراج. وجاء مسرح «دورمن» المقام عام 1955، بين أفضل الفرق المسرحية الخاصة للستينات، وكذلك مسرح أورال أوغلو عام 1961، وفرقة غوليز سروري – أنغين جزار التي تأسست عام 1962. وفي عام 1963 تأسس مسرح أنقرة الفني، وهو يواصل تقديم مسرحياته الرائعة حتى يومنا هذا. وحرصت المسارح الأهلية المقامة ما بين 1960-1970، على تقديم مسرحيات خاصة للأطفال لغرس الثقافة المسرحية في روح النشئ الجديد، وفضلاً عن مسارح خاصة للأطفال، وبأعداد كبيرة.
وبين الفرق الأهلية في إسطنبول برزت فرقة يدي تبة ل «هادي جامان» التمثيلية عام 1982، وفرقة أنيس فسفور أوغلو المسرحية، ومركز هودرى ميدان الثقافي، وفرقة فرحان شان صوي التمثيلية الشعبية.
وهناك مسارح أهلية تواصل شهرتها منذ قيامها في الستينات والسبعينات مثل فرقة المدينة المسرحية، ومسرح الأحباء، وفرقة علي بويراز أوغلو وفرقة نجاة أويغور ومسرح لونت قيرجا- أويا بشار في إسطنبول ومسرح أنقرة الفني في العاصمة، إلى يومنا هذا.
التأليف المسرحي
ظهر التأليف المسرحي التركي منذ إعلان الجمهورية وحتى يومنا هذا ضمن خط متفاعل مع المجتمع، وعرف بنهجه الانتقادي الواقعي. إلاّ أن ظهور نخبة من المؤلفين المبدعين بأقلامهم وأعمالهم، صادف بعد عام 1960، إذ أفرزت قريحتهم نصوصاً مسرحية موفقة تضارع المستويات الغربية بالمعنى المعاصر، جاء في طليعتهم خلدون تانر، الذي اضطلع بدور كبير في تطوير مكونات التأليف المسرحي التركي من حيث الطابع والمضمون، بإبداعه النمط الملحمي الغنائي مع إضافة كافة المقومات المسرحية التركية إليه، ممثلاً في رائعته «ملحمة علي الكشاني» التي عرضت عام 1964، حاملة في ثناياها النقد السياسي اللاذع والرفيع في آن واحد. كما برز في الفترة ذاتها مؤلفون مسرحيون، مثل غونغور ديلمان وأورهان أسينا وطوران أوفلاز أوغلو ونجاتي جمعة علي، اختاروا موضوعاتهم من التاريخ العثماني مع التركيز على الملامح البطولية الشعبية والأساطير بلغة شعرية في غاية الروعة.
وشهدت الثمانينات نوعاً من الركود في التأليف المسرحي التركي، غير انه استعاد حيويته بفضل السياسة الثقافية الحافزة من جانب الدولة. ومن الأسماء التي ظهرت إلى المقدمة في مجال كتابة المسرحيات بعد الثمانينات بصورة خاصة أوزن يولا وبهيج آق وجيهان جانوا. ومن المسرحيات التي لقيت إقبالاً كبيراً في السنوات الأخيرة «أغمض عيني وأقوم بواجبي» لخلدون تانر و«ذيل طيارة ورق» لصاواش دينج أل و«فرهاد وشيرين» لناظم حكمت ران و«مدينة ذات شخص واحد» لبهيج آق و«كنج عثمان» لطوران اوفلاز اوغلو و«زاوية الشارع» لأحمد قدسي رَجتَ و«الحبيبة الدموية» لصادق شنديل و«أوراق الياسمين» لجيهان جانوا و«معهد تعيير الساعات» لأحمد حمدي تانبينار و«فوسفورلو جورية» من تأليف سعاد درويش، والتي أعدتها جولريز سروري للتمثيل المسرحي.