بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
روى ابو عُتيبة:
كنت عند الامام الباقر (ع) فدخل شاب من اهل الشام فقال:
أنا من أهل الشام اتولاكم وابرء من عدوكم وابي كان يتولى بني أمية وليس عنده اولاد غيري. لذلك اخفى امواله حتى لاتصل اليّ بعد موته فبحثت عنها كثيراً ولم أجدها.
فقال الامام الباقر (ع):
هل تحب أن تراه وتسأل منه عن مكان الاموال؟
قلت: نعم! والله اني بحاجة اليها.
فكتب الامام (ع) كتاباً وختمه بخاتمه ثم دفعه اليّ وقال:
اذهب به هذه الليلة الى مقبرة البقيع وقف وسط المقبرة. ونادي يادرجان يادرجان. فيأتيك شخص تدفع له الكتاب وتقول له بعثني الباقر وهو سيحضر لك أباك واسأل منه ماشئت!
فاخذ الشاب الكتاب وصنع كما قال لـه الامام (ع). يقول ابو عتيبة:
ذهبت مبكراً في اليوم التالي لأرى ما صنع الشاب في الليلة الماضية, فرأيته واقفاً على الباب ينتظر الاذن للدخول فوقفت معه ودخلنا معاً فقال الشاب للامام (ع):
ذهبت البارحة وصنعت كما امرتني, ناديت يادرجان فجاءني وقال لي: ابق مكانك لاتيك بابيك.
بقيت انتظر الى أن جاءني برجل اسود قد احرقته النار وغيّره اللهب ودخان الجحيم والعذاب الاليم, فقال درجان:
هذا هو ابوك.
فسألته: أنت أبي؟
قال: نعم.
قلت: فما غيرك عن صورتك وهيئتك؟
قال: يابنيّ أنا كنت أتولىّ بني أمية وافضلهم على أهل البيت لذلك ابتلاني الله بهذا العذاب وكنت لااحبك لانك من اتباع اهل البيت وقد اخفيت عنك اموالي, والآن انا نادم على كل ذلك, يابنيّ ! اذهب الى بستاني واحفر تحت شجرة الزيتونة فستجد مائة الف درهم خذ منها خمسين الف درهم واعطي الخمسين الاخرى للامام الباقر (ع).
كتاب حكايات بحار الانوار 2