لا البدر يرقى له
أتاني خيــــــالُك دون الوسنْ === فأجّج في القلب لفحَ الشّجنْ
وأيقظ شوقًا تنـــــــــــــاسيتُهُ === فقـــــــــد كان نِسيًا وفيهِ دُفنْ
وزاد احتراقُ الفــــــــــؤاد بما === سمــــــــعتُ نشيجًا يهُزُّ الفننْ
فبتُّ أُحاكي نجوم السّـــــما === وأشكــو همـوما جمعنَ المحنْ
وأرقُبُ بدرًا أنــــــــار الدُّجى === يشــــــابهُ في حُسنه ذا الفِتنْ
ألا يـــــــــا بدورًا أثرنَ الهوى === ألا ارحـــــمنَ قلبي ألا فارفُقنْ
فجسمي نحيلٌ يُحاكي الهوا === وطــــرفي عـــليلٌ هَطُولٌ هَتِنْ
وبالصّـدر أنّـــــــاتُ قلبٍ ذوى === كنبتٍ..وعقــــــــــــــلٌ رآك فجُنّْ
وذكرٌ يُخــامرُ لي خـــــاطري === إذا مـــــــــــرَّ في لوحـــه دلَّهَنْ
وشوقٌ تحرَّك في شــوقه === يعلّمــــــني ما الهوى والحَزَنْ؟!!
حبيبٌ له الحُســــــنُ حِكرٌ ألا === هـــو الحُسنُ من قبلهِ لم يكنْ
فقد صــــــوَّر الله أحــسنَ مــا === يصــــــــوّرُ في خلقه ..قال كُنْ
فكــــــــــان كأحسنِ ما نعلمُ === وكــــــــــان كأجمل ما قيل عنْ
وكــــــــان فلا البدرُ يرقى لهُ === وكــــــــــــان كمن لم تزُرهُ أُذُنْ
وسمّــــــــاهُ أحسن تسميةٍ === وحمّـــــــــــدهُ فاصطـــفاهُ فمنْ
ينـــــالُ رُقيّهُ في خـــــــــلقهِ === ويبلُغُ شـــــــأوَ النّبِي المُؤتمنْ
فميمٌ وحــــــــــاءٌ وميمٌ ودالْ === محـــــــــــمّد أحمـــدُنا فامدحنّْ
فــياربّ بلّغْ لنا وصـــــــــــــلَهُ === نُزيلُ بهِ من فـــــــنون الشّـجنْ
بقلم الشاعر:غادري عمر الفاروق