النتائج 1 إلى 5 من 5
الموضوع:

قصة المجنون

الزوار من محركات البحث: 19 المشاهدات : 631 الردود: 4
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق مشارك
    تاريخ التسجيل: March-2015
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 74 المواضيع: 25
    التقييم: 22
    مزاجي: دراسي
    أكلتي المفضلة: بيتزااااااااااااااااااااا
    موبايلي: condor c8
    آخر نشاط: 17/October/2015
    الاتصال:
    مقالات المدونة: 1

    قصة المجنون

    قصة المجنون
    قيس بن الملوّح بن مزاحم بن عُدَّس بن ربيعة بن جَعْدة بن كعب بن عامر بن صعصعة.
    كان يهوى ليلى بنت مهدي بن سعد بن مهدي بن ربيعة بن الحَريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. عشق كل منهما صاحبه وهما حينئذ صبيان، يرعيان مواشي أهلهما عند جبل يقال له التوباد، فلم يزالا كذلك حتى كبرا.
    وكان كثير الذكر لها والإتيان بالليل إليها، وبعض العرب كانت ترى غير منكر أن يتحدث الفتيان إلى الفتيات.
    وأدام زيارتها وترك من كان يأتيه يتحدث إلى غيرها، يذهب إليها كل يوم، فلا يزال عندها نهاره أجمع، حتى إذا أمسى انصرف.
    وصار عشقه حديث الناس، وأنشد فيها الأشعار، والعرب تعدّ ذلك مدعاة للمنع والتفريق والحرمان، فلما علم أهلها بغرامه وأشعاره منعوه من زيارتها، فكاد يهلك أسى وحسرة، واجتمع إليه قومه ولاموه على ما يصنع بنفسه، وقالوا: والله ما هي لك بهذه الحال، فلو تناسيتها رجونا أن تسلو قليلا.
    وجعلوا يُعزّونه عنها ويقولون: نزوجك أنفس فتاة في عشيرتك، فيأبى إلا ليلى، ويهذي بها ويذكرها، وكان ربما استراح إلى أمانيهم وركن إلى قولهم، وربما هاج عليه الحزن والهم فلا يملك مما هو فيه إلا أن يهيم على وجهه، وأكثروا عليه في الملامة والعذل يوما فقال:
    إن الذي بي ليس بهيّن، فأقلّوا من ملامكم، فلست بسامع فيها ولا مطيع لقول قائل.
    وقصّ المجنون شيئا من خبره فقال: طرقَنا ذات ليلة أضياف، ولم يكن عندنا لهم أُدْمٌ، فبعثني أبي إلى منزل أبي ليلى وقال لي: اطلب لنا منه أُدْما، فأتيته فوقفت على خبائه فصحتُ به، فقال: ما تشاء؟ قلت طرقنا ضيفان ولا أُدْم عندنا لهم فأرسلني أبي نطلب منك أُدْما، فقال: يا ليلى، أَخرجي إليه ذلك النَّحْيَ (1) ، فاملئي له إناءه من السمن، فأخرجتهُ ومعي قَعْبٌ (2) ، فجعلتْ تصبُّ السمن فيه ونتحدث، فألهانا الحديث وهي تصبّ السمن وقد امتلأ القعب ولا نعلم جميعا، وهو يسيل حتى استنقعت أرجلنا في السمن.
    قال فأتيتهم ليلة ثانية أطلب نارا، وأنا مُتلفّعٌ ببُرْدٍ لي، فأخرجتْ لي نارا في عُطبةٍ (3) فأعطتنيها ووقفنا نتحدّث، فلما احترقت العُطبة خرقْتُ من بُردي خرقة وجعلت النار فيها، فكلّما احترقتُ خرقتُ أخرى وأذكيتُ بها النار، حتّى لم يبق عليّ من البُرد إلا ما وارى عورتي، وما أعقل ما أصنع.
    ووعدته ليلى –قبل أن يختلط- أن تزوره ليلة إذا وجدت فرصة لذلك، فمكث مدة يراسلها في الوفاء وهي تعده وتُسوّفه، فأتى أهلها ذات يوم والحيُّ خُلوف (4)، فجلس إلى نسوة من أهلها ناحية منها بحيث تسمع كلامه، فحادثهُنّ طويلا ثم قال:
    ألا أُنشدكنّ أبياتا أحدثتُها في هذه الأيّام؟ قلن: بلى، فأنشدهنّ:
    يا للرّجال لهمٍّ بات يعروني مستطرَف وقديم كاد يبليني
    فقلن ما أنصفك هذا الغريم الذي ذكرته. وجعلن يتضاحكن وهو يبكي، فاستحيت ليلى منهن ورقّت له حتى بكت، وقامت فدخلت بيتها وانصرف هو.
    1- النحي: يوضع السمن فيه خاصة.
    2- القعب: القدح الضخم الغليظ.
    3- العطبة: خرفة تؤخذ بها النار.
    4- يقال: حي خلوف إذا غاب الرجال وأقام النساء.
    ولمّا ذهب عقل قيس وتوحّش كان يجيءُ جبل التوباد فيقيم به، فإذا تذكر أيام كان يُطيف هو وليلى به –حينما كانا صبيين يرعيان غنما لأهلهما- جزع جزعا شديدا واستوحش، فهام على وجهه حتى يأتي نواحي الشام، فإذا ثاب إليه عقله رأى بلدا لا يعرفه فيقول للناس الذين يلقاهم: بأبي أنتم، أين التوباد من أرض عامر؟ فيقال له: وأين أنت من أرض عامر؟ أنت بالشام، عليك بنجم كذا فاُمَّهُ، فيمضي على وجهه نحو ذلك النجم حتى يقع بأرض اليمن، فيرى بلادا ينكرها وقوما لا يعرفهم، فيسألهم عن التوباد وأرض بني عامر، فيقولون: وأين أنت من أرض بني عامر؟ عليك بنجم كذا وكذا فلا يزال كذلك حتى يقع على التوباد، فإذا رآه قال:
    وأجهشت للتوباد حين رأيته وكبّر للرحمن حين رآني
    وظلّ فيس في هيامه وتفرّده، وأنسه برؤية الظباء، وكان قومه يتركون له طعاما في الأماكن التي كان يتنقل فيها.
    وفي يوم جاءت امرأة كانت تصنع له طعامه إلى الطعام فوجدته بحاله، وغدت في ثاني يوم فوجدت الطعام بحاله، فغدا أهله يطلبونه ويتتبعون أثره، حتى وجدوه في واد كثير الحجارة، وهو ميت بين تلك الحجارة، فاحتمله أهله فغسلوه وكفنوه ودفنوه.
    فلم تبق فتاة من بني جعدة ولا بني الحَريش إلا خرجت حاسرة صارخة عليه تندبه، واجتمع فتيان الحيّ يبكون عليه أحرّ بكاء، وينتشجون عليه أشدّ نشيج، وحضرهم حيّ ليلى مُعزّين، وأبوها معهم، فكان أشدّ القوم جزعا وبكاءً عليه. وجعل يقول: ما علمنا أنّ الأمر يبلغ كلّ هذا. ولكني كنت امرأ عربيا، وأخاف من العار وقبّح الله الأحدوثة ما يخافه مثلي، فزوجتها وخرجتْ عن يدي، لو علمت أن أمره يجري على هذا ما أخرجتها عن يده، ولا احتملتُ ما كان عليّ في ذلك. فما رُئي يوم كان أكثر باكية وباكيا على ميّت من يومئذ.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 75,466 المواضيع: 12,588
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 16970
    مزاجي: حسب الظروف
    المهنة: ضابط في الجيش
    أكلتي المفضلة: الدولمه
    موبايلي: Note 4
    آخر نشاط: 5/March/2016
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى النقيب
    مقالات المدونة: 366
    شكراااااااااااا لك للقصه الرائعه

  3. #3
    صديق نشيط
    الشاعر
    تاريخ التسجيل: January-2015
    الدولة: Marocco
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 416 المواضيع: 67
    التقييم: 135
    مزاجي: عادي
    أكلتي المفضلة: لحم مشوي
    موبايلي: Galagsy S2
    آخر نشاط: 14/April/2018
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أيوب العسري
    مقالات المدونة: 1
    قصة جميلة

  4. #4
    صديق فعال
    لعبة الانتقام عابد
    تاريخ التسجيل: February-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 445 المواضيع: 36
    صوتيات: 23 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 129
    مزاجي: افتخر اني عراقي
    آخر نشاط: 5/October/2015
    الاتصال:
    مقالات المدونة: 4
    شكرااااااااا على القصه

  5. #5
    من أهل الدار
    بنت ذي قار وافتخر
    تاريخ التسجيل: March-2015
    الدولة: ذي قار العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 3,065 المواضيع: 131
    التقييم: 593
    مزاجي: عراقية وافتخر
    أكلتي المفضلة: البيتزا
    موبايلي: كالكسي 3
    آخر نشاط: 30/August/2016
    مقالات المدونة: 8
    رووووووووعــة

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال