قصيدة الشاعر الفائز بجائزة شاعر العرب
الصديق المبدع هزبر محمود
أَعِـدْنِيْ تَـجَـاعِـيْـدَاً ،فَحُـسْـنُكَ كَـاذبُ ،= لَـعَـلِّيْ إلىٰ مَـوْتِيْ .. عَلَـيْـكَ أُوَاظِــبُ !
وَدَعْنِـيْ أُضِـيْـعُ الأَرْضَ فِـيْـكَ بِـقَـرْيَـةٍ ،= فَـتَـخَشَـعَ ،مِنْ خَوْفِ الزَّوَالِ ،الكَـوَاكـبُ !
سَأُصْـغِيْ عَلىٰ أَطْـرَافِ سَمْـعيْ مُـحَـاذراً ،= فَإِيْـقَاظُ صَـوْتِ الإِحْـتِـلالِ مَـتَـاعِـبُ
عَـزاءً لِـفُـرْشَـاتـيْ ،لأَنَّ جَــفَافَـهَـا= عَــزَاءٌ لِـنَـزفِ الـلافِـتـاتِ مُـواكِـبُ !!
لِـسَبْـعِـيْنَ قَـرْنَـاً..وَالصُّـرَاخُ مَـدَافِـعٌ= وَأَنْـتَ الـمُـنَادَىٰ والعَـتَـادُ الـمَصَائـبُ !
لِسـبْعِـيْنَ قَـرْنَـاً..وَالـحُـرُوبُ، بِطَبْـعِـهَا،= لَدَيْـهَا خَـيَـارَاتٌ وَأَنْـتَ الـمُـنَـاسِـبُ !
وَكُـنْتُ أَنـا أُخْـفِـيْـكَ عَنْ كُـلِّ قَـارئٍ ،= كَتَـبْـتُكَ مَـقْـتُـوْلاً وَأَنْـتَ تُـحَـارِبُ !
فَـإِنْ كُـنْتَ أَكْـتَـافَـاً ،لِـمَاذا تَـرَدَّدَتْ ،= فَـمَا أَخْـبَرَتْ لِلْـدَّرْبِ عَنْـكَ الـحَقَـائبُ ؟!
وَإِنْ كُـنْتَ تَحْـدُوْ الإِرْتِـفَاعَـاتِ لِلْـعُـلا،= بِـمَاذا سَتَـحْـدُوْهَـا وَأَنْـتَ خَــرائـبُ ؟!
وَمَـاذَا تَـقُولُ ،اليومَ ،لِلْـنَّـمْـلِ نـَمْـلةٌ ؟!= وَليْسَ بـِجُـنْـدِ ﭐﷲِ هَـٰذيْ الكَـتَـائـبُ !
وَيَـاقَـاصِـدَاً ،يَصْـطَـافُ فِي القَوْلِ صَامتـاً= بَلِـيْـغَـاً.. وَأَكْـدَاسُ الكَـلام ِ تُـراقِـبُ
غَـرَسْنَـاكَ فِـكْراً فِي الـخـيوْطِ ،وَأَيَّـدَتْ= وجوْدَكَ فِيْ بَـالِ الـنَّسِـيْجِ الـعَـنَاكِـبُ !
لأَنَّـا تَعَـلَّمْـنَاكَ قَـبْـلَ ٱكْـتِـمَـالِـنَـا= شَـرَحْـنَـا ،فَـلَمْ يَفْـهَمْ مَعَـانِيْـكَ طَالبُ !
رَأَيْـنَاكَ فيْ كُـلِّ الـطُّـقُوسِ سَـبِـيْـكَـةً، = إِذا صَهَـرَتْـهَا الرِّيْـحُ تَطْـفُوْ الـمَـذاهِـبُ
رَأَيْـنـاكَ مَجْـنُونـاً يُـطَـاردُ نَــزْفَـهُ ،= وَمَا أَنْـتَ مَجْـنُـونٌ ولا الـنَّـزْفُ هَـاربُ !
لأَنَّـكَ مَعْـنىٰ الـدَّمْـعِ في أَيِّ لَـمْــسـةٍ ،= تَلوْذُ بِهَـا ،عِـنْـدَ الـعِـنَـاقِ ،النَّوَاحِـبُ !
كَـبُـرْتَ وَمَاعَـلَّمْـتَ ( دَجْـلةَ ) حِـرْفَـةً = وَمِتَّ وَمَـاعِـنْـدَ (الـفُـراتِ) أَقَــاربُ !
زَمَـانُـكَ أَحْجَـارٌ ،فَـكَيفَ طَـبَـخْـتَـهُ= عَلىٰ نِصْـفِ شَمْـسٍ طَارَدَتْـهَا الـمَغاربُ ؟!
وَرَشَّحْـتَ لِـلأَنْـيَــابِ صَـدْراً مُـدَلـلاً، = رَمَىٰ القَلْـبَ لَمَّـا فَاجَـأَتْـهُ الـمَخَالـبُ !
وَأَنْـتَ ظِـلالٌ في مُـحيـطِ نَـوافــــذٍ= تُحَـاصِـرُ ضَـوْءً فِـيـهِ بَــدْرُكَ ذائـبُ !
وَبَحْـرٌ ،بِـدَمْـعِ الرَّمْـلِ رَمَّـمَ مَـوجَــهُ = فَـصَارَتْ رُخَـاماً ،في مَـدَاه الـسَّـحائـبُ
وَمَـاذا تَـظُنُّ الـصُّبْـحَ ،والليـلُ لَمْ يـَزَلْ = غَـرَابيْـلَ مَكْـرٍ ،حَامِـلُوْهَـا ثَعَـالبُ ؟!
إِذا أَنْـتَـهيْ مِـنِّي! أُسَـمِّـيْـكَ بُـقْعَـةً ، = تَـوَاعَدَ فِيـهَـا،لِـلْـقِـتَـالِ ،أَجَـانـبُ !
فَيـاغَـدَنـا! مَـازلْــتَ تَاجَـاً مُـؤَجَّـلاً = وَأَنْـتَ ،عَلىٰ أَبْـوابِ أَمْـسِـكَ ،حَاجِـبُ !
تَقَـاسَـمْ مَعِـيْ مَوْتيْ لِـنُـصْـبِـحَ دَولَـةً ، = رَئـيسٌ بِهَـا قَـبْـريْ ،وَقَـبْـرُكَ نَـائـبُ !!